أسدل نادي تراث الإمارات، الستار على مشاركته في النسخة الـ21 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، وقدم محاضرتين، الأولى بعنوان "البعد الثقافي والتربوي لقصص الحيوان في التراث الإماراتي"، والثانية بعنوان "الحكايات الشفاهية في السرد الروائي المعاصر- قصص الحيوان نموذجاً، وقراءة من رواية الغميضة".
الشارقة 24 – وام:
اختتم نادي تراث الإمارات، مشاركته في النسخة الـ21 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي نظمه معهد الشارقة للتراث، خلال الفترة من 22 إلى 24 سبتمبر الجاري، تحت شعار "قصص الحيوان"، بمشاركة 38 دولة.
وقدم النادي، محاضرتين في ختام مشاركته، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للملتقى، جاءت الأولى بعنوان "البعد الثقافي والتربوي لقصص الحيوان في التراث الإماراتي"، وقدمتها فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث.
وأشارت المنصوري، إلى أن استخدام الحيوان قديم في قصص التراث العربي منذ عصر الجاهلية، مروراً بعصور ما بعد الإسلام، لاسيما عصر الترجمة أيام الدولة العباسية، الذي ظهرت فيه قصص "كليلة ودمنة"، و"ألف ليلة وليلة".
ولفتت إلى استخدام القرآن الكريم الحيوان، لضرب المثل والعبرة، مثل حمار عزير، وغراب ابني آدم، وناقة صالح، وبعضها جاء في سياق الدعوة إلى التأمل في عظمة خلق الله وقدرته مثل الإبل، كما أن هناك حيوانات لعبت أدوار البطولة في القصص القرآني، مثل نملة سليمان والهدهد.
وركزت المنصوري، على الإبل وقصصها بوصفها مناط حياة الإماراتيين قديماً ومستودع ثروتهم، مشيرة إلى أن أهميتها بالنسبة إلى المجتمع منذ القدم، جعلها تدخل في سياق الأساطير والقصص الشعبية، قبل أن تتناول بالتحليل حكاية "العقيلي واليازية"، التي نشرت في مجلة "تراث" الصادرة عن النادي، حيث تأخذ فيها الإبل مكانة مركزية.
أما المحاضرة الثانية، التي قدمها مدير تحرير مجلة "تراث" الروائي وليد علاء الدين بعنوان "الحكايات الشفاهية في السرد الروائي المعاصر- قصص الحيوان نموذجاً، وقراءة من رواية الغميضة"، فأشار في بدايتها إلى تعدد ظهور الحيوان وقصصه في معظم حضارات الشعوب، بداية من الأساطير التي لجأ إليها الإنسان لتفسير وجوده في الكون، مروراً بالحكايات الشعبية وصولاً إلى فنون الكتابة على اختلاف أنواعها، منوهاً إلى أن اختلاف أشكال المعالجة والطرح ينتج من اختلاف الهدف من استحضار الحيوان.
واستقطب جناح نادي تراث الإمارات، عشرات الزوار والسياح من مختلف الفئات العمرية والجنسيات ممن اجتذبتهم أنشطته من ورش حرفية وبحرية وخراريف، كما استوقفت الباحثين والأكاديميين، إصدارات النادي في حقول التراث والتاريخ والثقافة.