الشارقة 24:
في جلسة ناقشت تحديات الجيل الجديد والأسرة في دعم القيم التي تسهم في بناء الشخصية المتزنة لأجيال المستقبل، نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، عبر صالون الشارقة الثقافي، لقاءً بعنوان "إعداد أجيال المستقبل بين علوم وقيم"، تحدث فيها الدكتور عبد الله السويجي، المدير التنفيذي لكليات التقنية العليا بالفجيرة، وأدارتها لطيفة الدرمكي، نائب مدير إدارة المكتب الثقافي والإعلامي.
وأكد الدكتور عبد الله السويجي، قائلاً: "إن طفل الأمس كان طبيعياً وينتمي لكل ما حوله وينسجم معه، وكان مرتبطاً ومتمازجاً مع أسرته ومجتمعه، فيما طفل اليوم على النقيض من كل ذلك نتيجة الرفاهية الشديدة وسيطرة حب الأنا عليه"، مؤكداً أن كل تلك الاختلافات بين طفل الأمس وطفل اليوم جاء نتيجة اختلاف الظروف الحياتية التي سيطرت فيها التقنية الحديثة والعولمة على كل شيء وبات الفرق كبيراً بينهما.
وتابع: "لم يعد مفهوم التغيير الذي تشهده المجتمعات يقتصر على تلك التحولات التي تطرأ على عناصر أو سمات ثقافية بعينها لكنه امتد ليشمل الكل والعام الذي نسميه البناء الاجتماعي من بينها العلاقات الأسرية والمجتمعية والروابط التي هي بالأساس تسهم في تمايز البناء الاجتماعي وتعزيز الترابط الأسري".
وأوضح المدير التنفيذي لكليات التقنية العليا بالفجيرة: "أن أن اختلاف تربية الأهل في يومنا الحالي، هي المحور الرئيسي في صنع تلك الفروقات بين الجيلين"، مشيراً إلى أن الطفل بطبعه سريع التأثر بما يدور حوله، من هنا تكمن أهمية دور الوالدين في تنشئة الأبناء وتوجيههم، وخصوصاً الأم باعتبار دورها بالنسبة للطفل يتعدى الرعاية المادية المتمثلة في تقديم الطعام وتغيير الملابس وتلبية المتطلبات الأساسية، إلى توصيل مشاعر الأمومة الحقيقية ورعايتها لأبنائها من خلال علاقتها المباشرة بهم.
وطالب بضرورة أن تعمل المرأة لمدة قصيرة وأن تتفرغ بعدها لتربية الأبناء داخل البيت وتتابعهم، مؤكداً أن ذلك القرب يسهم في إشباع حاجتهم العاطفية وبناء القيم الإيجابية لديهم، بالإضافة إلى تعديل وتقويم سلوكياتهم.
وانتقد الدكتور السويجي الآباء الذين يتحدثون مع أولادهم بالغة الإنجليزية ويهملون التحدث باللغة العربية، لافتاً إلى أن مجتمع الإمارات حاله كحال دول الخليج والدول العربية، طاله التغيير في كافة مناحي الحياة نتيجة العولمة التي سيطرت على كل شيء، وهو ما يؤكد أن الجميع بحاجة إلى ترتيب الأولويات في حياته.
واقترح ضرورة تضمين المناهج الدراسية مادة عن السنع، لنعود إلى قيم الأسرة الإماراتية التي كان الصغير يسمع ولا يتحدث دون أن يسمح له بالتحدث، وكان الكبير كله رحمه بالصغير ويقدم له النصيحة والمعلومة بهدف بناء الأسرة والمجتمع، لكننا اليوم نعيش سلوكيات بعيدة عن المجتمع، مطالباً بضرورة تعزيز قيم وبرامج الولاء وجعلها في مقدمة أولوياتنا.