الشارقة 24- أ.ف.ب:
على طول 140 كيلومتراً في ولاية لويزيانا الأميركية، ظهرت خلال العقود القليلة الماضية أكثر من مئة مصفاة ومصنع بتروكيميائي كخلايا سرطانية في جسم هذه البقعة الجغرافية... هذا التشبيه يناسب تماما تداعيات التلوّث الناجم عن هذه المنشآت الذي أدّى إلى انتشار السرطان بنسبة كبيرة بين سكّان المنطقة.
أهلًا بكم في "كانسر آللي" (زُقاق السرطان). هنا، بين نيو أورلينز وباتون روج، يُعرّض التلوث الصناعي السكان ومعظمهم من الأميركيين السود لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة تفوق الـ 50 ضعفاً من معدّل الإصابات في الولايات المتحدة، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأميركية.
وناضل ناشطون بيئيون طيلة سنوات من أجل تنقية الهواء والتربة والمياه، لكن "زقاق السرطان" تصدر عناوين الصحف لسبب آخر في ربيع العام المنصرم، فقد شهدت إحدى مقاطعات لويزيانا أعلى معدّل وفيات جرّاء الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتّحدة.
وقال روبرت تايلور، 79 سنة، وهو أحد سكّان مقاطعة سانت جون ذي باتيست "انتشر الفيروس في المجتمع بكامله، وكان الناس مرعوبين".
وكان الفيروس يودي يومياً بثلاثة أشخاص في ذروة الموجة الأولى من الإصابات بكورونا في أبريل 2020 في هذه المنطقة التي تسكنها 43 ألف نسمة، ممّا سجّل رقماً قياسياً حينها في الولايات المتّحدة.
مذاك، أُصيب حوالي 13 % من سكّان المقاطعة بفيروس كورونا، وقد فاقم تفشي متحوّرة دلتا الوضع، إذ ارتفع عدد الإصابات بقوة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
إلّا أن عدد الوفيات لم يتخط الثمانية خلال الصيف، ربّما بفضل تلقيح ما يُقرب من نصف عدد سكّان المقاطعة التي سجّلت إحدى أعلى نسب الإقبال على التلقيح في ولاية لويزيانا (39,4%) .
وكان سكّان المقاطعة قد تهافتوا على تلقّي اللقاح المضاد لفيروس كورونا بعد مأساة العام 2020.