الشارقة 24 – وام:
أوضح سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن حملة "إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب"؛ واحدة من أكبر الحملات الثقافية غير الربحية في المنطقة وعلى مستوى العالم، ورسالتها ذات مضمون لا يمكن الانتهاء منه أو إتمامه خلال أشهر قليلة أو سنوات، وإنما هي رسالة عابرة للأجيال وعابرة للثقافات وهي رسالة للإنسانية جمعاء؛ يمكن بالاستناد عليها تحقيق نقلات معرفية وإبداعية مفصلية في تاريخ المعرفة الإنسانية كاملاً.
وبيّن أن الحملة تشكل علامة مفصلية في تاريخ الجهود الثقافية التي تقودها الهيئة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، لتسجل تاريخاً جديداً لرؤية الشارقة الثقافية وخطابها الحضاري مع العالم الرامي إلى دعم وصول الأفراد في المجتمعات إلى الكتب.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري: إن الحملة لا تدعو إلى القراءة وحسب وإنما تدعو في سياق آخر إلى نقلة كبيرة في كل المهارات والمعارف والإبداعات، فلو كل شخص مهتم بشيء بات يقرأ عنه فإننا سنصل إلى مرحلة جديدة من الحرفية والمهنية والإبداع؛ لم يسبق لنا الوصول إليها، فالقراءة يعني توسيع المعارف وتطوير المهارات وتجاوز التحديات واستحداث الحلول والابتكارات".
وحول كيفية ولادة فكرة هذه الحملة العالمية حول أهمية الكتاب؛ أوضح استندت فكرة حملة "إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب" على الرؤية المركزية التي قام عليها مشروع الشارقة الثقافي، التي وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فالمشروع الحضاري للإمارة قائم على الاستثمار في الإنسان لبناء مجتمع قادر على تحقيق تطلعاته المستقبلية، وتحقيق نقلات معرفية وإبداعية كبيرة، وفي الوقت نفسه الاستناد على الكتاب في مد جسور التواصل مع مختلف ثقافات العالم.
وقال سعادته: "كل ما عملنا عليه ولا زلنا نعمل عليه هو تقريب الكتاب إلى كل فرد في المجتمع انطلاقاً من تجربتنا المحلية ووصولاً إلى المنطقة والعالم، إذ وجدنا خلال هذه الرحلة الطويلة من المبادرات والعمل والمشاريع الثقافية الكبيرة أن الكثير يعتقد أن الكتب للمثقفين المهتمين بالأدب والفكر والتاريخ فقط، وهذا ما دفعنا لتصحيح هذا الصورة والمفهوم فجاءت رسالتنا للعالم أجمع لتقول: "إذ كنت مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب "فهناك كتب لكل شخص وحول أي موضوع وعن أي شغف أو فكرة أو اهتمام".
وأضاف: نسعى في الهيئة من خلال حملة "إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب" إلى نشر وعي عالمي، حول أهمية الوقوف عند الأصل في خلق رابط حقيقي ومستدام بين الإنسان والكتاب، والترويج لذلك مع كل ما يتطلبه هذا العصر من تنوّع وإبداع ومعرفة تامة بتوجهات ورغبات الأفراد بمختلف اهتماماتهم، وتتجاوز الحملة بمفهومها وتقديمها الطرق التقليدية للترويج للكتاب.
وأشار إلى أن الهيئة تقدم من خلال الحملة تخفيضات على أسعار الكتب تصل إلى 50 % في تعاون يجمعنا مع كبرى منصات البيع الإلكتروني، وذلك من خلال مسح رمز الاستجابة السريع "QR Code"، الموجود على الإعلانات، أو عبر زيارة الموقع: sba.gov.ae/intobooks.
وحول المدة الزمنية المخصصة للحملة؛ قال العامري إن المشاريع الثقافية ليس لها فترة زمنية محددة إنها مسيرة تراكمية وعمل متواصل، وهذه الرسالة سنواصل إيصالها إلى العالم أجمع لأننا نؤمن أنه لا يوجد عدد محدد من المهتمين بالكتب وإنما يوجد 7.9 مليار قارئ على وجه الأرض ويوجد لكل فرد منهم كتب تناسبه وتثير اهتمامه.
أما الحديث عن مرحلة هذه الحملة الثقافية وما يرافقها من مواد إعلامية وإعلانية تتوزع على كبرى مدن العالم فإن خطتنا تقضي بأن تتواصل الحملة بين 3 و5 سنوات، ويوجد لكل خطوة منها خطوات مقبلة ترتبط بالأجندة السنوية لفعاليات وأنشطة هيئة الشارقة للكتاب، وما تقوده إمارة الشارقة من حراك ثقافي عالمي، لافتاً إلى أن الهيئة تؤمن بأن المشاريع الثقافية ذات أمد بعيد وتأثيرها لا ينتهي بمجرد انتهائها لأننا نسعى لترسيخ الفكرة في ذاكرة الأجيال ونجعل من قراءة الكتب فعلاً يومياً.
وبالنسبة لأبرز الدول التي تشملها الحملة؛ أشار إلى أن رسالة الحملة لم توجه لدولة محددة وإنما وجهناها لكل البشر، ولكن بعثنا بالرسالة من عدة مدن كبرى في العالم شملت نيويورك ولندن وباريس وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، ونتطلع لأن ينضم جمهور الحملة لنا في إيصال رسالة: "إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب" إلى كل البشر على الأرض.
وعن تصورات الهيئة حول تأثير الحملة على جمهور تلك الدول بما فيها دولة الإمارات؛ قال العامري تتضمن الحملة دعوة لنا جميعاً ولكل فرد في أي مجتمع في العالم ليبادر ويبحث عن كتاب يلبي اهتمامه، ويتحدث عما يثير شغفه لنتجاوز معاً الفكرة الرائجة بأن الكتب لفئة محددة من المجتمع فهذا ليس صحيحاً، فالكتب لكل شخص وحول كل شيء.
وقال: نريد من المهتمين بالرياضة أن يقرأوا كتباً عن الرياضة، ومن تعنيهم السيارات أن يجدوا كتباً حولها، وكذلك من يهتمون بالأزياء والفلك والموسيقى والتصوير والطبخ وغيرها من الاهتمامات والمواضيع والهوايات، ونتطلع في المقابل لأن تصل الرسالة إلى الناشرين لتوسيع المجالات التي يقدمون فيها إصداراتهم في العالم العربي، فالنهوض بالمحتوى المكتوب عربياً وتوسيع نطاق موضوعاته من شأنه أن يرفع أعداد القراء عربياً وعالمياً، وفي المقابل ينهض بصناعة النشر وسوق الكتاب ككل.