بسطت حركة طالبان سيطرتها، اليوم الخميس، على مدينة غزنة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 150 كلم في جنوب غرب كابول، لتقترب بذلك أكثر فأكثر من العاصمة، بعدما سيطرت خلال أيام على معظم النصف الشمالي من البلاد.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أكدت مصادر مطلعة، أن حركة طالبان سيطرت، اليوم الخميس، على مدينة غزنة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 150 كلم في جنوب غرب كابول، لتقترب بذلك أكثر فأكثر من العاصمة، بعدما سيطرت خلال أيام على معظم النصف الشمالي من البلاد.
وأقرّت الحكومة بخسارتها المدينة، لكنها أكدت أن المعارك ما زالت مستمرة، إذ أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية مرويس ستانيكزاي، في رسالة إلى وسائل الإعلام عبر تطبيق واتساب، سيطرة الحركة على غزنة، وأن ثمة معارك ومقاومة من قبل قوات الأمن.
وأكد ستانيكزاي في وقت لاحق، توقيف قوات الأمن لمحافظ الولاية، بعد تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يغادر المدينة بمباركة طالبان.
وغزنة هي أقرب عاصمة ولاية من كابول يحتلها المتمردون، منذ أن شنوا هجومهم في مايو الماضي، مستغلين بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يُستكمل بحلول نهاية الشهر الجاري.
وفي مواجهة تدهور الوضع العسكري، اقترحت كابول على طالبان، تقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد، وفق ما أفاد مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية.
وكان الرئيس أشرف غني، يرفض حتى الآن، الدعوات إلى تشكيل حكومة مؤقتة غير منتخبة، تضم ممثلين عن طالبان، لكن تغيير موقفه المفاجئ قد يكون متأخراً جداً، باعتبار أن المتمردين لم يبدوا أي إشارة، منذ انطلاق مفاوضات السلام في سبتمبر 2020، إزاء استعدادهم للتوصّل إلى تسوية.
ولا مؤشرات على تغيير في موقفهم راهناً، خصوصاً بعد تقدمهم بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة، ففي أسبوع واحد، سيطروا على عشر من أصل 34 عاصمة ولاية أفغانية، سبع منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائماً تتصدى لهم في الماضي.
وحاصر متمردو طالبان مزار شريف، كبرى المدن في شمال أفغانستان، التي زارها غني الأربعاء، في محاولة لتعزيز معنويات قواته.
وتعدّ غزنة، التي سقطت لفترة وجيزة في 2018، أكبر مكسب لطالبان حتى الآن مع قندوز، الطريق الاستراتيجي إلى شمال شرق البلاد، بين كابول على بعد 300 كيلومتر إلى الجنوب وطاجيكستان.
ورغم أنّ طالبان موجودة منذ فترة في ولايتي ورداك ولوغار على بعد عشرات الكيلومترات من كابول، إلا أنّ سقوط غزنة يشكّل إشارة مقلقة للغاية بالنسبة إلى العاصمة.
وتعدّ المدينة نقطة مهمة على المحور الرئيسي الذي يربط كابول بقندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان إلى الجنوب، ويسمح الاستيلاء عليها للمتمردين بقطع خطوط إمداد الجيش البرية إلى الجنوب.
ومن شأن ذلك أن يضاعف الضغوط على قوات الجو الأفغانية، إذ يتعيّن عليها قصف مواقع طالبان، وإيصال التعزيزات والإمدادات إلى المناطق التي لا يمكن بلوغها براً.
ويحاصر متمردو طالبان منذ أشهر قندهار، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند، اللتين تُعدان معقلين تقليديين للحركة، وتدور معارك عنيفة بين طالبان والقوات الأفغانية منذ أيام عدّة.
وأسفرت المعارك، خلال شهر واحد في لشكركاه وقندهار وهرات (غرب) وقندوز عن مقتل 183 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال، ونزح 395 ألف شخص على الأقل منذ مطلع العام جراء العنف، وفق الأمم المتحدة.
وتوافد العديد من المدنيين إلى كابول في الأيام الأخيرة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، وفيما لا يزال البعض يعانون من الصدمة جراء الفظائع التي ارتكبتها طالبان أمام أعينهم، فهم يحاولون الصمود في مخيمات اللاجئين في العاصمة، وسط حالة عوز تام.