استطاعت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة إعادة البسمة إلى أم خليجية، حُرمت من حقها الشرعي بممارسة أمومتها مع طفليها، بعدما تم إخفائهما والتنقل بهما من مكان لآخر، بعد 11 عاماً من الفراق.
الشارقة 24:
بعد معاناة شاقة استمرت طيلة 11 عاماً، استطاعت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة إعادة البسمة إلى أم خليجية، حُرمت من حقها الشرعي بممارسة أمومتها مع طفليها، بعدما تم إخفائهما والتنقل بهما من مكان لآخر، كي لا تستطيع الأم معرفة مكانهما، إلا أن الدائرة وبالتعاون مع شرطة الشارقة، تمكنت من معرفة مكان الطفلين وإرجاعهما إلى حضن والدتهما، فكان اللقاء حميمياً بين الأم وطفليها في مشهد إنساني مؤثر، حيث اختلطت فيه دموع الفرح والحزن.
تبدأ الأم برواية قصتها: "فضل الله أولاً، وبجهد متواصل وتعاون من فريق قسم الاستجابة في مركز حماية الطفل والأسرة بدائرة الخدمات الاجتماعية ثانياً، وكذلك تعاون الجهات الأمنية في كل من القيادة العامة لشرطة الشارقة، أعادوا لي حقي في رؤية أطفالي، كانوا سبباً في لم شملي بأطفالي واكتمال فرحتي بفلذة أكبادي".
تقديم مختلف أنواع المساندة
وللوقوف على التفاصيل، أكدت أمينة الرفاعي، مدير مركز حماية الطفل والأسرة في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أن الدائرة حريصة على تقديم مختلف أنواع المساندة والدعم، في سبيل حماية وتأمين حقوق الطفل وفاقدي الرعاية الاجتماعية وتوفير البيئة المناسبة لكي يتمكن كل طفل من التمتع بحياة كريمة وآمنة تضمن له العيش الفطري السليم، وانطلاقاً من رؤية ورسالة الدائرة في رعاية الأطفال وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم، ومنع اعتباره ورقة ضغط بين الأطراف في حالات الانفصال، وللأسف فأن مثل هذه الحوادث والتي تعتبر حالات فردية تعود للخلافات والصراعات الزوجية أو الأسرية بين الطرفين.
وتتابع الرفاعي، أن منظومة الخدمات التي تقدمها الدائرة عبر مركز حماية الطفل والأسرة، تتمثل بتوفير بيئة صديقة للطفل وحاضنة لقضاياه، والمحافظة على جميع حقوقه والعمل على ضمان حمايته في كافة الأصعدة، وهو الأمر الذي تجسده المبادرات والمشاريع والخدمات التي تتبناها الدائرة، وهي جهود تنضم إلى باقي الجهود الأخرى في ترسيخ الأسس السليمة لأسرة مستقرة ومزدهرة، تنعم بجميع الخدمات الاجتماعية ضمن مجتمع يتمتع بالرفاهية والأمن والاستقرار الأسري والاحتواء الاجتماعي.
وتهيب الدائرة أفراد المجتمع وخاصة الآباء والأمهات من عدم استغلال الأطفال في خلافاتهم الزوجية والأسرية واستخدامهم كورقة ضغط، لأن هذا الأمر سيعود بالضرر على نفسية الأطفال وسلوكياتهم، وسيكون احتمال تكرار نفس أخطاء أهلهم عندما يرتبطون.
كما دعت الدائرة أفراد المجتمع إلى التعاون والتكاتف من خلال الإبلاغ عن حالات العنف أو الإساءة أو حالات الاشتباه بالإساءة التي تقع على الأطفال عبر الخط الساخن لفاقدي الرعاية الاجتماعية (800700)، الذي يعمل على مدار الساعة لاستقبال مختلف أنواع المكالمات والبلاغات عن حالات الإجرام الإلكتروني والإساءة والعنف ضد الأطفال، والإيذاء الجسدي والإهمال، مختلف القضايا التي من شأنها تهدد حماية الطفل.
ومن جهته، أوضح السيد خالد الكثيري، مسؤول الاستجابة في خط نجدة الطفل، أنه قام بالكثير من التنسيق من أجل لم شمل الأطفال بوالدتهم الذين استنجدوا بخط النجدة 800700 وطلبوا رؤية والدتهم التي لا يعرفون شكلها ولا رقمها، حيث قام بالتنسيق مع الجهات الأمنية للتأكد من صحة البلاغ الوارد ومحاولة التعرف على مكان الأم، فتم الوصول لها والتنسيق معها وكانت تبكي فقدان أولادها، فأبلغها أنه يوجد لديه أطفال من المحتمل أن يكونوا هم أولادها، فتم تحديد موعد اللقاء في مركز حماية الطفل وعندما دخلت المركز تعرفت عليهم مباشرةً وحضنتهم بشوق ولهفة في مشهد مهيب لا يمكن أن أنساه.