جزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على تعييني نائباً لحاكم الشارقة، ورئيساً لمجلس النفط في الإمارة.
فسموه الذي أولاني ثقته وحسن ظنه بي لخدمة إمارة الشارقة وسكانها ومشروعها الحضاري ببعديه المحلي والإقليمي، زرع منذ البداية بذور المسؤولية والمواطنة الحقة في كل فرد من هذه الإمارة، وكلنا مدينون له بما حققناه أفراداً وجماعات.
ولا يسعني أيضاً أمام هذا التشريف الكبير، إلا أن أشكر سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وأن أؤكد بأنني سأبقى عوناً وسنداً لهم ولقيادة الإمارة، فهذا هو عهد إمارة الشارقة والعقد الذي يجمع ويوحد كافة مكوناتها وفئاتها.
لقد نشأنا وتربينا على ثقافة حاكمنا الحكيم، الذي غرس فينا، معاني الانتماء والشراكة وما يترتب عليها من مسؤولية فردية وجماعية، فكل فرد في إمارة الشارقة مهما كانت مكانته ووظيفته هو مسؤول حكماً عن نجاح مشروعنا النهضوي الحضاري في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومسؤول أيضاً عن تشكيل هوية الإمارة وثقافتها وصورتها أمام العالم، إلى جانب مسؤوليته عن أمن المجتمع واستقراره وازدهاره، أما الارتقاء في الدور وتقلد مناصب جديدة، فهو يعني المزيد من المسؤولية والجهد ليس في ترجمة رؤيتنا وتطلعاتنا فقط، بل وفي أن يكون المسؤول في مقدمة مسيرة المجتمع نحو المزيد من النجاح، أن يبادر إلى العطاء ليكون نموذجاً تفتخر به دولته وإمارته ويعتز به مجتمعه، وأن يعمل على تحفيز وإلهام فريق عمله، ففرق العمل في إماراتنا لها دور كبير في المنجزات، وستبقى حاضنة كل نجاح وتفوق سواء كان فردياً أو جماعياً.
إن مكانة الشارقة وهويتها، تعمق شعوري بالفخر والمسؤولية، فالشارقة ليست فضاءً جغرافياً اجتماعياً عادياً، بل هي نموذج للتنمية والعدالة والتقدم، وهي أيضاً حاضنة الحراك العلمي والمعرفي في المنطقة، ووجهة الأدب الملتزم والفن الراقي ومركز للأعمال والمواقف الإنسانية، إنها تعبير عن حلم وتطلعات الملايين ممن مدت لهم يد العون ليبدعوا وليحققوا إبداعاتهم وابتكاراتهم وليعبروا عن مواهبهم وقدراتهم، إنها جمال الحاضر بملامح التاريخ وأمل المستقبل، وليس هناك مكان في العالم قد يفجر فينا الشغف والرغبة بالعمل والعطاء مثل الشارقة، وهنا تكمن القيمة الحقيقية لمسئوليتنا تجاهها.
بالنسبة لي، يمثل توجيه صاحب السمو حاكم الشارقة، انطلاقة جديدة لرحلتي في العمل من أجل خير الإمارة ومجتمعها، رحلة لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا باستمرار نهج الشراكة والتعاون والإيثار الذي أسس له صاحب السمو حاكم الشارقة، منذ أكثر من أربعين عاماً لنلمس اليوم نتائجه وآثاره المباركة على الجميع، وهذا يعلمنا أن كل ما نقوم به اليوم يجب أن تستمر آثاره في الازدهار جيلاً بعد جيل، لتبقى الشارقة مشرقة بنورها الذي يملأ الدنيا أملاً ويملأ نفس كل إماراتي فخراً وعزة.