شدد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، على أن دبي تقود اليوم حركة تعافي قطاع السياحة العالمي، رغم استمرار التحديات الراهنة التي يواجهها العالم، وطالت آثارها السلبية أغلب اقتصاداته، ما يعد دليلاً واضحاً على قدرة الإمارة على تخطي كافة المواقف الاستثنائية وتجاوزها.
الشارقة 24 – وام:
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن دبي تقود اليوم حركة تعافي قطاع السياحة العالمي، رغم استمرار التحديات الراهنة التي يواجهها العالم، وطالت آثارها السلبية أغلب اقتصاداته، ما يعد دليلاً واضحاً على قدرة الإمارة على تخطي كافة المواقف الاستثنائية وتجاوزها، نحو تحقيق الطموحات التنموية الكبيرة التي حددتها القيادة الرشيدة للمستقبل.
وأضاف سموه، أن نجاح قطاع السياحة في دبي في استعادة أنشطته بقوة خلال فترة وجيزة، يؤكد رسوخ أسس ودعائم القطاع وإمكانياته المتطورة ويعكس التنوع الكبير في الأسواق المُصدِّرة للسياحة إليها من مختلف أنحاء العالم، كما أنه دليل واضح على مدى مرونة اقتصاد دبي وقدرته على التكيّف مع المتغيرات العالمية مهما كانت سرعتها أو عمق تأثيرها.
جاء تصريح سمو ولي عهد دبي، بمناسبة مرور عام على قرار استئناف دبي للرحلات الجوية والبدء في استقبال الزوار الدوليين اعتباراً من السابع من يوليو 2020، بعد توقفها نتيجة تداعيات جائحة "كوفيد-19"، حيث جاء هذا القرار في ضوء الرؤية الثاقبة لقيادتنا الحكيمة التي لم تدخر جهداً في توفير كافة الإمكانات لمكافحة الجائحة، واستطاعت أن تدير جهود التصدي لها بكفاءة عالية.
وأشاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بكافة الجهات التي تضافرت جهودها في تمكين دبي من سرعة التعامل مع تبعات الأزمة العالمية ومن القطاعين الحكومي والخاص، وأسهمت في عودة الحركة السياحية بعد توقف استثنائي جراء الجائحة، وتابع سموه، نثمّن نتائج التعاون النموذجي بين القطاعين الحكومي والخاص، الذي أثمر عن تعافي قطاع السياحة في وقت قياسي وفق المقاييس العالمية، فقد كان للإجراءات الوقائية المحكمة التي سارعت دبي إلى تطبيقها وتحافظ عليها إلى الآن كبير الأثر في دعم هذا التعافي، وتأكيد كون دبي من أكثر المدن أماناً وسلامةً حول العالم، وهو ما يبعث على الطمأنينة مع استعدادنا لاستضافة "إكسبو 2020 دبي"، ليكون موفراً لأعلى مستويات السلامة للمشاركين والزوار على حد سواء.
وأوضح سموه، مستمرون في العمل مع كافة شركائنا للإسهام في تسريع معدلات التعافي الاقتصادي العالمي، ضمن مختلف المجالات بما في ذلك القطاع السياحي الذي حققنا فيه تقدماً واضحاً بفضل التعامل الرشيد مع الأزمة العالمية الراهنة، وسنواصل فتح المجال أمام الأفكار المبتكرة اللازمة لإيجاد حلول تساعد على التغلب على آثارها مع تكييف استراتيجيات العمل، بما يتناسب مع الواقع الذي يعيشه العالم الآن سعياً إلى تجاوز هذا الموقف الاستثنائي لبدء مرحلة جديدة من النمو والازدهار.
دور ريادي
وكشفت أحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي "دبي للسياحة"، عن استقبال الإمارة لأكثر من 3.7 مليون زائر دولي من شهر يوليو 2020 وحتى مايو 2021.
ويعزز هذا الأداء القوي، الدور الريادي لدبي في تعافي قطاع السياحة العالمي، تأكيداً لمكانتها كوجهة سياحية رائدة تلتزم بضمان صحة وسلامة جميع سكانها وزوارها.
وتُظهر الإحصاءات الجديدة الخاصة بعدد الزوار الدوليين، أن دبي استقبلت منذ يوليو ولغاية ديسمبر 2020 أكثر من 1.7 مليون زائر دولي، بالإضافة إلى 2 مليون و60 ألف سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2021 بمعدل إشغال فندقي بلغ 62% خلال تلك الفترة.
وأثرت قيود السفر، التي فرضتها بعض الدول ضمن الأسواق الرئيسية التقليدية المصدرة للزوار الدوليين لدبي، على أداء القطاع بشكل عام خلال العام الماضي، وأدى مشهد السفر العالمي إلى ظهور أسواق ناشئة وواعدة وخاصة من رابطة الدول المستقلة مثل كازاخستان وأوكرانيا، وكذلك أسواق شرق إفريقيا مثل إثيوبيا والسودان، والتي أظهرت جميعها إمكانات نمو قوية ومرونة لتكون من بين أفضل 15 سوقاً مصدرة للزوار الدوليين لدبي، منذ أن أعادت فتح أبوابها لاستقبال المسافرين.
وساهم قرار استئناف حركة السفر الدولية بين دبي وعدة وجهات عالمية، في دعم قطاعي السفر والضيافة اللذين تأثراً جراء جائحة "كوفيد-19" العالمية، حيث تؤكد الزيادة المتواصلة في أعداد الزوار على مدار العام الماضي، رغم قيود السفر في عدد من الأسواق والتحديات العالمية، على نجاح استراتيجية دبي متعددة المحاور لمكافحة هذه الجائحة، حيث بادرت دبي إلى إطلاق حملة شاملة على مستوى الإمارة لإدارة الأزمة بتوجيهات قيادتها الحكيمة، لتكون من أولى الوجهات التي فرضت الحظر الشامل، وأعادت بشكل تدريجي فتح أنشطتها وحدودها لتبقى كذلك حتى اليوم.
وساعدت حزم التحفيز الاقتصادي، التي تزيد قيمتها على 7.1 مليارات درهم على التخفيف من آثار تداعيات هذه الجائحة، وضمان استمرارية الأعمال، مع حرص تعاون "دبي للسياحة" المستمر مع شركائها المحليين وأكثر من 3 آلاف شريك حول العالم، في تحقيق الاستقرار ورسم خطة التعافي على المدى القريب والبعيد.
وأوضح سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، أن الإجراءات الاستراتيجية السريعة المتتابعة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"، منذ بداية الجائحة العالمية، أظهرت قدرة الإمارة على التعامل مع الأزمات بمستويات عالية من الحكمة والمرونة والسرعة، والمبادرة باتخاذ القرارات المناسبة لاستئناف حركة السياحة الدولية.
السوق المحلية تسهم في إعادة انتعاش القطاع السياحي
وأثبت التنسيق المشترك مع الجهات المعنية، دوره في إعادة انتعاش السوق المحلية في مايو 2020 قبل عودة الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى الإمارة في يوليو، وذلك في ظل تزايد الطلب على السياحة الداخلية بين سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء المواطنين أو المقيمين من أكثر من 200 جنسية، ما أسهم في تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي، حيث كانت نسبة إشغال الفنادق 35 % في يوليو 2020 لترتفع إلى 58 % في شهر مايو 2021، فيما بلغت نسبة الإشغال الفندقي في دبي ذروتها في ديسمبر 2020 ووصلت إلى حوالي 69 %، و66 % في يناير 2021 ، لتأتي الإمارة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث نسبة الإشغال بعد سنغافورة، وقبل باريس، ولندن، وذلك بحسب البيانات الصادرة عن شركة تحليلات إدارة الفنادق.
وارتفع متوسط المعدل اليومي، من 238 درهماً في يوليو 2020 إلى 383 درهماً في مايو 2021، وعلى الرغم من الاضطراب الناجم عن الجائحة في جميع القطاعات، لا تزال دبي تمثل فرصة كبيرة لمطوري الفنادق، حيث تم افتتاح ما مجموعه 591 منشأة فندقية تضم 100 ألف غرفة في يوليو 2020 مع الامتثال الكامل لبروتوكولات الصحة والسلامة. وقد ارتفع هذا العدد الآن في مايو 2021 إلى 715 منشأة فندقية تقدم 128 ألف غرفة.
وساهم تضافر الجهود بين "دبي للسياحة" والشركاء في زيادة الطلب على الإقامة الفندقية وتشجيع السياحة الداخلية، إذ استقبلت فنادق الإمارة 5.5 مليون زائر محلي خلال الفترة من يوليو 2020 إلى مايو 2021، مقارنة بـ 2.66 مليون نزيل محلي خلال الفترة من يوليو 2019 إلى مايو 2020، وبنسبة نمو 106 %، ليشكل أداء مهماً في ذلك العام.
كما شهدت نسب الإشغال في الفنادق، ارتفاعاً وصل إلى 56 % خلال عطلة عيد الفطر الماضي في شهر مايو 2021، بانخفاض بسيط مقارنة مع فترة العيد خلال عام 2019 التي سجلت فيه 62 %.
وتظهر نسب الإشغال، خلال العيد الماضي، أهمية حركة السياحة الداخلية، حيث شكل عدد نزلاء الفنادق من السوق المحلي ما نسبته 62 % من العدد الإجمالي، وذلك بالمقارنة مع 47 % للعام 2019، في مؤشر على نمو ملحوظ للقطاع.
أعلى معايير السلامة
ومع عودة الزوار الدوليين إلى دبي، للاستمتاع بمعالمها السياحية وتجاربها الشهيرة وبنيتها التحتية المتطورة، بما في ذلك الشواطئ، ومراكز التسوق، والمطاعم، والمتنزهات الترفيهية، وملاعب الجولف، تواصل "دبي للسياحة" تركيزها على تقديم تجارب سياحية استثنائية، مع الحرص على ضمان سلامة ضيوفها في مختلف مراحل رحلة الزائر منذ لحظة الوصول وحتى المغادرة.
وتم اعتماد مجموعة متنوعة من مبادرات السلامة، بناءً على الإرشادات الصادرة عن اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، بما يشمل مجموعة واسعة من الإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى برامج الفحص والتطعيم الفعالة، فيما شملت حملة تطعيم الموظفين في جميع الفنادق التي تعتبر حجر الأساس لقطاع السياحة، حيث بدأت ببرنامج تجريبي شهد تطعيم أكثر من 10 آلاف موظف من الفنادق الرائدة في نخلة الجميرا.