أكدت الشيخة جميلة القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن المدينة تهدف وتطالب بتعزيز تكافؤ فرص العمل وعدم التمييز في التوظيف، حيث ساهمت منذ العام 1989 وحتى العام 2021 بتوظيف 417 شخصاً من ذوي الإعاقة في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
الشارقة 24:
أصدرت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ضمن البرامج التي تقدمها بالتعاون مع الجهات المعنية في مجال تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة تقريراً حول تجربتها من خلال مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع لها في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة حيث ساهمت منذ العام 1989 وحتى العام 2021 بتوظيف 417 شخصاً من ذوي الإعاقة في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
ويقدم المركز خدماته للأشخاص ذوي الإعاقة ممن تجاوزت أعمارهم الـ 16 عاماً ولأولياء أمورهم باعتباره آخر مراحل الهرم التعليمي والتدريبي وفق منهجية سير التأهيل في المدينة مع التأكيد بشكل مستمر على أهمية توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، ودمجهم ضمن المجتمع، بعد تمكينهم وتعزيز مبدأ المناصرة الذاتية لديهم، بما ينسجم تماماً مع رؤية وأهداف المدينة ويحقق تطلعاتها.
ومن أهم أهداف المركز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتأهيلهم وتدريبهم لإيجاد فرص تعليمية ووظيفية بالإضافة إلى تمكين المنتسبين والباحثين عن عمل من العيش باستقلالية في مجالات الحياة المختلفة والاعتماد على النفس والثقة في اتخاذ القرارات.
أما قسم التوظيف التابع لمركز مسارات فيقدم خدمات مختلفة للباحثين عن العمل والموظفين ذوي الإعاقة ومن أهم أهدافه، التمكين الاقتصادي، الاستدامة، الاستقلال والتطوير الوظيفي من خلال حصول جميع الأشخاص ذوي الإعاقة على فرص عمل متكافئة وعدم التمييز في التوظيف وتحسين نوعية حياتهم وتحقيق الدمج الاجتماعي.
كما يسعى مركز مسارات لتمكين مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص من تحقيق الأهداف المشتركة عبر توفير خدمات متنوعة لتنمية مهارات الباحثين عن العمل وتأهيلهم لسوق العمل.
التحديات التي تواجه توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة
أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت سياسات وقوانين وأنظمة تدعم حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل، ورغم ذلك، يوجد نقص في الوعي الكافي لدى بعض المنظمات بشأن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة في مكان العمل بالإضافة إلى عدم الإلمام بالإعاقات المختلفة، مما يؤدي إلى توفر عدد محدود من فرص العمل المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأضافت: من هذه العوائق والتحديات أيضاً عدم امتلاك جميع الموظفين ذوي الإعاقة المهارات المطلوبة للعمل قبل التوظيف، عدا عن تخوّف أغلبِ المؤسسات والجهات من توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب الأفكار الخاطئة حول قدراتهم ومهاراتهم.
ومن التحديات التي يواجهها كثيرٌ من الموظفين ذوي الإعاقة الذهنية عدم تسهيل وتيسير المعلومات في بيئة العمل مما يسهم في عدم معرفة وإلمام الموظفين بالإجراءات والأدلة المتبعة.
التغلب على العوائق والتحديات
وفي إطار التغلب على هذه التحديات، أكدت الشيخة جميلة القاسمي أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تهدف وتطالب بتعزيز تكافؤ فرص العمل وعدم التمييز في التوظيف حيث تقدم مجموعة متنوعة من خدمات ما قبل وما بعد التوظيف ودعم الباحثين عن عمل، وللموظفين ذوي الإعاقة والمؤسسات التي تقوم بتوظيفهم.
كما تقدم المدينة خدمات للباحثين عن عمل من الأشخاص ذوي الإعاقة مثل دعم ما قبل التوظيف، والتوجيه والإرشاد المهني، والاستعداد للوظيفة وتقديم برامج تدريبية مختلفة الأهداف وممارسة التدريب الميداني الحقيقي في مكان العمل كما تستمر خدمة المتابعة بعد التوظيف.
وأشارت إلى حرص المدينة على إعداد الباحثين عن عمل ليكونوا جاهزين لبيئة العمل والسعي لاكتسابهم المهارات من خلال الخدمات التي تقدمها المدينة، وتشجيع الباحثين عن عمل والموظفين على تنمية مهاراتهم ومساراتهم الوظيفية واستدامتها وتقديم برامج التدريب الميداني بالإضافة إلى تقديم الدعم والإرشاد للتطور الوظيفي والمتابعة بعد التوظيف.
وكانت المدينة قد قدمت خدمات استشارات ومساندة لما يقرب من 45 جهة حكومية وخاصة دعماً لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل حتى عام 2020 كما قدمت المدينة 30 ورشة عمل تدريبية تقريباً لموظفيها من ذوي الاعاقة حتى عام 2020.
سياسة توظيف الطلاب تعمل على خلق فرصة للطالب لاكتساب الخبرة العملية
جاء في التوصيات التي ضمها التقرير اعتماد سياسة توظيف الطلاب التي تعمل على خلق فرصة للطالب لاكتساب الخبرة العملية من خلال التعليم والعمل في المركز وزيادة الاعتماد على الذات واتباع سياسة الدوام الجزئي التي تتيح للموظفين ذوي الإعاقة الفرصة للتطور الوظيفي بالإضافة إلى سياسة الورش المرنة حيث يقوم قسم التوظيف بتوفير برامج لاستقطاب وظائف للباحثين من خلال السعي إلى تعزير الشراكات مع مؤسسات التوظيف وتوفير فرص عمل للباحثين من ذوي الإعاقة.
موظفون من ذوي الإعاقة: العمل ساعدنا على تطوير مهاراتنا
كان مركز مسارات للتطوير والتمكين قد أجرى استطلاعاً لآراء الموظفين ذوي الإعاقة العاملين في المدينة للاطلاع على تجربتهم في العمل والمهارات التي اكتسبوها حيث أعرب العديد منهم أن العمل أكسبهم تجارب مفيدة كما أصبحوا فاعلين أكثر مجتمعياً وطوروا مهاراتهم على الصعيدين العملي والشخصي.
أولياء الأمور: لا بد من دعم جميع الجهات للأشخاص ذوي الإعاقة في مجال العمل
أما فيما يتعلق بآراء أولياء الأمور فقد أكد بعضهم أن مرحلة البحث عن وظيفة كانت من أصعب المراحل في حين ذكر آخرون أن أبناءهم كانوا طلبة في المدينة ثم جرى توظيفهم فيها واكتسبوا خلال فترة العمل مهارات مختلفة كالمهارات المكتبية والتطوير الذاتي والثقة بالنفس.
ومن ضمن التوصيات والاقتراحات التي قدموها دعم هذه الفئة من جميع الجهات المختصة بالعمل وإتاحة الفرصة أمامها في جميع المجالات كي تندمج ضمن المجتمع بالإضافة إلى تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على العطاء ومنحهم مرتباً يناسب المعيشة في الدولة.
ضم التقرير مجموعة من آراء بعض المسؤولين المباشرين على الموظفين ذوي الإعاقة أكدوا فيها أن الموظفين اكتسبوا العديد من المهارات المهنية والتقنية خلال فترة العمل في المدينة مثل استخدام الكمبيوتر ومساعدة المعلم بشكل فعال في تطبيق البرنامج التعليمي والتدريبي، بالإضافة إلى التواصل الفعال مع المنتسبين أثناء التدريب.
الدورات التدريبية لها أثر ايجابي في تطوير مهارات الموظفين من ذوي الإعاقة
ومن أهم التوصيات والحلول المقترحة من قبل المسؤولين المباشرين لدعم توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة تقديم الدورات التدريبية بشكل دوري لما له من أثر ايجابي في تطوير مهارات الموظفين وتأسيس معهد عالي تخصصي لعمل دورات تخصصية مثل معهد دراسات البيئة وإعادة التدوير-مركز الخدمات الطلابية- يتخرج الطالب بعدها لسوق لعمل مباشرةً وتقديم الدعم المستمر لهم بطريقة إيجابية كي يعتمدوا على انفسهم وأن يتم توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بناء على مهاراتهم وقدراتهم ودرجة الإعاقة.