تتواصل أيام الشارقة التراثية بعز وفخار، وترسم للمستقبل غداً مشرقاً فيه النماء والرخاء، مستندة إلى ماضي الأجداد وحرص المعاصرين من الأبناء الذين يحملون الراية، نحو غد له جذور متأصلة عبر التاريخ، وهذه المرة من كلباء، المدينة المميزة بحصنها وتضاريسها وناسها وتراثها.
الشارقة 24:
ها هي أيام الشارقة التراثية تتواصل بعز وفخار، وتحقق المُراد، وترسم للمستقبل غداً مشرقاً فيه النماء والرخاء، مستندة إلى ماضي الأجداد وحرص المعاصرين من الأبناء الذين يحملون الراية، نحو غد له جذور متأصلة عبر التاريخ، وهذه المرة من مدينة كلباء، "دُرة الشرقية"، المدينة المميزة بحصنها وتضاريسها وناسها وتراثها.
عروض شعبية وفلكلورية
تضمن اليوم الأول من أيام الشارقة التراثية بمدينة كلباء العديد من الفعاليات التراثية، وعروض الفرق الشعبية الإماراتية والدولية، إذ قدمت فرقة الدان الشعبية رقصات ولوحات فنية على أنغام الشلات والأهازيج وعلى أنغام الطبول، وقدمت فرقة النوبان رقصات ولوحات فنية ساحلية على إيقاع صوت الأجراس وضرب الطبول وإيقاع صوت النوبان، كما شهدت فعاليات اليوم الاول تقديم عروض فلكلورية استعراضية غنائية من لبنان وسوريا، وكذلك عروض فلكلورية روسية وبلغارية وإسبانية على مسرح الحصن وبجانب الحصن.
معهد الشارقة للتراث يصون التراث ويحفظ الهوية
وأوضح سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية الـ18، أن المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة تحظى باهتمام كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويتجلى ذلك في أكثر من عنوان ومحطة ومشروع، ابتداءً من أنفاق خورفكان وصولاً إلى مشاريع كلباء الضخمة، كتطوير الكورنيش والبنية التحتية السياحية والثقافية للمدينة، وغيرها الكثير الذي سيحدث نقلات نوعية كبرى.
وأضاف تعليقاً على دلالات افتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة لأيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء، أن اهتمام سموه يوضح بأن الشارقة لا تتألف فقط من خلال العاصمة مدينة الشارقة، إنما من خلال بقية المدن التاريخية أيضاً، فمدن مثل دبا الحصن وخورفكان وكلباء، هي مدن تاريخية تعتز بها الإمارات كلها والجزيرة العربية، بحكم أنها وردت في كتابات الرحالة والجغرافيين و"البلدانيين"، وعلى رأسهم ابن بطوطة والرحالة الإنجليزي بيل غريف، وغيرهما.
وأشار إلى أن أكثر المعاجم الجغرافية وكتب "البلدانيين" تحوي أسماء هذه المدن الثلاث بشكل خاص، باعتبارها من أهم المدن على بحر العرب، وهي موانئ طبيعية، وأيضاً للدور الكبير لسكان هذه المدن منذ زمن الغزو البرتغالي والهولندي وغيرها.
وأضاف سعادته، أن مدينة كلباء من المدن المهمة منذ أيام الاستعمار البريطاني الذي حين أنشأ مطاراً في الشارقة، أنشأ أيضاً مطاراً آخر هنا في كلباء، ما يدل على أهمية المدينة وبعدها الجغرافي والسياسي ومكانتها المهمة.
وعن أهمية فعاليات أيام الشارقة التراثية للجيل الجديد، أكد الدكتور المسلم، أن شعار معهد الشارقة للتراث ومنذ سنوات هو أننا نصون التراث ونحفظ الهوية، فصون التراث أحد أبرز مهمات المعهد والكثير من المؤسسات الحكومية والمواطنين أيضاً، بما يسهم في حفظ الهوية والخصوصية، إذ لا يمكن حفظ هوية الإنسان من دون جذور ومن دون انتماء.
وأعرب عن اعتقاده بأن أيام الشارقة التراثية واحدة من هذه المشاريع والبرامج الكثيرة التي يعمل عليها معهد الشارقة للتراث لصون التراث وحفظ الهوية، سواء على مستوى الأطفال والناشئة أم الكبار، وربما يعتبر متحف عثمان باروت شاهد على ذلك، فقد كان رحمه الله، من الرواة المعتمدين وسجلنا له الكثير من مروياته، وقد اعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة إنشاء متحف خاص له قبل وفاته بعامين، ولم يمهله قدره وأسرع في رحيله، وها هو المتحف موجود يحكي عن كل ما قدمه، وهذا سيثبت لكل زائر للمتحف بأن نتائج المثابرة إيجابية وكبيرة، وهي نتائج تعتز بها الدولة وتقدرها.
مشاركات حكومية مميزة
من ضمن المشاركات الرسمية المميزة في فعاليات أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء، يعرض نادي اتحاد كلباء صور لاعبي النادي وبطولاتهم، وكذلك الجوائز التي حصل عليها النادي منذ تأسيسه، ويعرض أبرز أنشطته للجمهور.
كما يشارك مجلس أولياء الأمور بمدينة كلباء بصور التعليم في الماضي، ويعرض الخدمات التي يقدمها للطلبة وأولياء أمورهم، أما جامعة الشارقة فرع كلباء، فتعرض أنشطتها للجمهور والتخصصات التي تدرس فيها وأهمها مسار الإرشاد السياحي الذي يدرس فيها، فيما يقدم نادي سيدات الشارقة، فرع وادي الحلو أنشطة النادي للسيدات وكذلك إنتاجاتهن، كما يضم بعض المشغولات اليدوية.
ويعرض نادي سيدات الشارقة فرع كلباء أنشطته وبعض منتجات المنتسبات للنادي، بينما تعرض دائرة الخدمات الاجتماعية، فرع كلباء منشورات عن خدماتها وصور من أنشطه الدائرة، في حين تشارك القيادة العامة بالشارقة في أيام الشارقة التراثية بمدينة كلباء، بعرض صور قديمة وأسلحة قديمة، وكذلك عرض سيارة شرطة قديمة.
ويضم ركن هيئة الشارقة للكتاب العديد من الكتب المنوعة، من أبرزها مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة، وهناك ركن خاص لمتحف بيت الشيخ سعيد الذي يقدم منشورات وشروحات عن أركان المتحف وما يتضمنه، وكذلك أنشطته التراثية والترفيهية.
وتقدم جمعية الشارقة الخيرية لجمهور الأيام أنشطتها، بالإضافة إلى أبرز الأعمال التي تقوم بها، أما جمعية كلباء التعاونية لصيادي الأسماك فيضم ركنها مجسمات لسفن قديمة، كما يضم أدوات صيد الأسماك في الماضي، كما يضم العديد من المقتنيات البحرية القديمة التي استخدمت في رحلات البحث عن اللؤلؤ وفي رحلات صيد الأسماك، في حين يقدم مركز كلباء للفنون ورشاً لتعليم الرسم والخط الغربي وكذلك يضم صوراً ولوحات فنية من مدينة كلباء، كما تشارك هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بصور لبعض المعالم الطبيعية في مدينة كلباء وأبرز النباتات والأعشاب التي تكثر فيها المنطقة.
قرية الأطفال حكايات جميلة
في أيام الشارقة التراثية قرية جميلة تحمل معنى الأصالة والتراث الإماراتي الأصيل والجميل، وفي كل ركن بها تشير إلى الماضي العريق، فكل ورشة تحكي حكاية جميلة مثل (حكايات يدو)، وهي السينما التي بها الحكايات القديمة الشعبية مثل "خوصه بوصه" و"أم خماس"، وركن حرفة عوشة التي يتعلم به الطفل فنون الخط العربي والتلوين بالألوان، والرسم بالريشة القديمة والتلوين بالرمل والكتابة على الميداليات الخشبية ويخط عليها بالخط العربي خط الرقعة، كذلك هناك سرد للقصص الخاصة بالمعهد مثل خروفه وأخرى، ويتم طرح أسئلة عليها.
وعن بعض أركان قرية الأطفال، تتحدث خوله سعيد الشامسي، رئيس لجنة الفعاليات والأنشطة لأيام الشارقة التراثية، وتوضح أن هناك ركناً جميلاً يبدع فيه الأطفال وهو "مجلس أمي عوشة" يتعلمون صنع الميداليات بالغترة والعقال وعمل الملابس وتزينها بـ"التلي"، وتزيين المباخر بالصوف والبالون والتيجان وتزينها باللؤلؤ و"التلي"، وعمل الدمى، وهنا ترى الفرح بأعينهم وهم يصنعون بأناملهم فرحيين مبتسمين.
وتضيف الشامسي، هناك أيضاً المسابقات والألعاب الشعبية والحديثة والعروض الحديثة والقديمة، مثل رواد الفضاء ومسرح الدمى والعروض المضيئة بالليزر، وعروض الزجاج والشخصيات الكرتونية والمسابقات الثقافية، وهنا تكمن متعتهم بالتركيز والمنافسة والحركة والملاحظة والفرح والإبداع.
وتؤكد الشامسي، أن قرية الأطفال مميزة هذا العام، ورائعة إذ بها الإبداع والتميز، وهنا يتعرف الجيل الجديد على تراثنا العريق، ما يساهم في خلق جيل مرتكز في تطلعاته على الأصالة الجميلة، وتعريف الجيل الجديد بتراثنا الإماراتي المتنوع، ليساهم في تنمية مدارك ومعارف الأطفال.