الشارقة 24 - عمر الجروان:
حضر سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس أكاديمية العلوم الشرطية، وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، مساء الأحد، وقائع حفل تخريج الدفعة الحادية والعشرين من الطلبة الضباط بأكاديمية العلوم الشرطية.
حضر الحفل الذي جرى في مقر الأكاديمية بالمدينة الجامعية بالشارقة، إلى جانب سموهم، الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، والسادة أعضاء مجلس الأكاديمية، وعدد من كبار الضباط والمسؤولين، والملحقين العسكريين في سفارات الدول الشقيقة والصديقة في الدولة، وأولياء أمور الخريجين.
بدأت فعاليات الاحتفال بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تلا الطالب ضابط عفان عثمان علي آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى العميد الدكتور محمد خميس العثمني مدير عام الأكاديمية، كلمة رحب فيها براعي الحفل، شاكراً تشريفه ورعايته لحفل التخريج مشيراً إلى أنه يوم مبارك من أيام الوطن، تزهو فيه ميادين الشرف والبطولة، وتعلو فيه رايات الحق والواجب.
وقال: "لقد كان لأكاديمية العلوم الشرطية دوراً مهماً ومحورياً في ترسيخ الأمن والأمان على ربوع دولة الامارات العربية المتحدة، وساهم خريجوها في تعزيز الاستقرار، بكل كفاءة وجدارة، وأهّلت ودربت المئات من الضباط من دولة الإمارات العربية المتحدة، والدول العربية الشقيقة. وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية لم تثننا الجائحة عن تحقيق أهدافنا، فقاعدتنا التعليمية والتدريبية قوية صلبة، تم من خلالها تنفيذ البرنامج العلمي والتدريبي بكل كفاءة في مختلف الأساليب التعليمية عن بعد كانت حضورية أو باستخدام التعليم الهجين".
وتابع: "ما كان لهذه الجهود أن تتحقق وترى النور والنجاح لولا توجيهات ودعم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، والذي أحاطنا بكل اهتمام ورعاية أبوية، فضلاً عن المتابعة والإشراف المباشر من قبل سيدي سمو ولي العهد نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الأكاديمية، وتذليله كافة المتطلباتِ العملية التدريبية والتعليمية لتحقيق النجاح والتفوق والنديّة مع كافة المؤسسات الأكاديمية الأمنية في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية، حيث وضعنا مناهجنا بأكاديمية العلوم الشرطية، وفقاً لخطط وبرامج مرسومة، وسرنا بخطى واثقة مطمئنة مدروسة، فحققنا السبق والريادة وأطلقنا تخصصات عديدة في برامج الماجستير والدكتوراه، وأخذنا بالحسبان تطور مجريات العصر وركب الحضارة والاحتياج الفعلي. وتم إنشاء ميادين حديثة ومتطورة للتدريب والرماية تحاكي أرض الواقع الأمني ومتطلباته، فاكتسبنا بها التميز والريادة ".
ولفت العميد العثمني إلى أنه قد انتشرت على ربوع إمارة الشارقة العديد من المشاريع التنموية الضخمة، المستمرة في وقت توقفت فيه عملية التنمية في كثير من دول العالم بسبب الجائحة، حيث يعبّر عن رؤية استشرافية ثاقبة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتركيز سموه على الاهتمام في النواحي الإنسانية والاجتماعية والعلمية وضمان الاستقرار وتواجد وتماسك الأسر، لإبقاء مؤشر الجريمة كمّاً وكيفاً ضمن أدنى مستوياته سعياً لتحقيق التنمية الشاملة، وهو ما يعتبر حجر الزاوية في استراتيجية وزارة الداخلية بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وتقدّم مدير عام الأكاديمية بجزيل الشكر لأعضاء الهيئات التعليمية والتدريبية والإدارية على ما بذلوه من جهود صادقة ومخلصة في إعداد وتأهيل الخريجين، والتي تمثل نموذجاً متميزاً في البذل والعطاء والبناء والوفاء.
وفي ختام كلمته بارك العميد العثمني للخريجين وأولياء أمورهم فرحتهم بهذا الإنجاز الكبير، وقال: "أيها الخريجون، ها هي ميادين الشرف والكرامة تناديكم لتكونوا جنودا أوفياء مخلصين، بتعاليم دينكم ملتزمين طائعين، وبمواثيق الدستور والحق مسترشدين، لا تأخذكم في دين الله لائمة، ولا تثنيكم عن الذود عن حمى وطنكم شدّة أو نائبة. حيث وضع قادتنا وأفراد مجتمعنا كل ثقتهم بكم، بعد أن غرست بكم كل معاني العزة والأنفة والقيم السامية، فكونوا على قدر هذه الثقة والأمل، واسعوا بكل ما أوتيتم من قوة وحزم للدفاع عن أمن هذا الوطن الغالي، والحفاظ على مكتسباته، سائلين المولى عز وجل لكم السداد، وندعوه بأن يوفقكم لما فيه خير هذه البلاد والعباد ".
ثم قدّم طلبة الأكاديمية عرضاً عسكرياً يلخص ما تعلموه من مهارات وفنون تترجم الجهود الكبيرة التي بذلها المدربون والقائمون على إعداد هذه الدفعة، وجرى في ختام الحفل مراسم تسليم العلم من الدفعة الـ 21 إلى الدفعة الـ 22.
بعدها تفضل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي راعي الحفل، بتكريم أوائل الدفعة في عدد من التخصصات العلمية والعملية، متمنياً لهم التوفيق والسداد والمستقبل الزاخر بالنجاح، داعياً إياهم إلى مواصلة التفوق والنجاح، واضعين نصب أعينهم أن أمن الوطن والمواطن هو أمانة في أعناقهم وعليهم الدفاع عنها والتفاني في سبيل الحفاظ عليها، وأن يعملوا بجد واجتهاد لكي يبقى الوطن شامخاً عزيزاً بسواعدهم الفتية.
وحصل يعقوب أحمد المنصوري على المركز الأول في المجموع العام والأول في المواد الأكاديمية، ونال مروان نواف العميريين من المملكة الأردنية الهاشمية المركز الثاني في المجموع العام والأول على الطلبة الموفدين، في حين نال محمد زكريا الحناتلة المركز الثالث في المجموع العام، أما محمد عبيد الشامسي فنال المركز الأول في مناهج البحث العلمي، وحقق سعيد صلاح الصوايه المركز الأول في القيادة، أما تركي محمد المعمري فقد حقق المركز الأول في المسلك، ونال عبدالعزيز محمد البقيش المركز الأول في الرماية، وأحمد خالد المغني الأول في المشاة، ومحمد عبد الباسط بو الزود المركز الأول في اللياقة البدنية، وقاد الاستعراض راشد سلطان بن هده.
بعدها تسلم سمو رئيس مجلس أكاديمية العلوم الشرطية درعاً تذكارية مقدم من إدارة الأكاديمية تقديراً لدعمه وتشريفه ويرمز الدرع إلى دعامتين مهمتين تمثل الأولى العلم وهو الركيزة الأساسية للتنمية والتطور، أما الثانية فتمثل الأمن من خلال وجود أيد أمينة تدعم هذا التقدم، وتعمل على حمايته.
بعدها أدى الخريجون القسم، معاهدين الله بأن يكونوا جنوداً مخلصين لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها وأن يحترموا دستورها وقوانينها.
وفي نهاية حفل التخريج تفضل سمو ولي عهد الشارقة بالتقاط الصور التذكارية مع الضباط الخريجين من الدفعة الحادية والعشرين.