الشارقة 24:
كشفَ مستشفى الجامعة بالشارقة عن تحقيق مركز جراحة السُمنة التابع له نتائج إيجابية في علاج السُمنة المفرطة لدى المراهقين، والتي تعتبر مشكلة شائعة ذات تداعيات سلبية على كافة المستويات الشخصية والاجتماعية كونها تؤثر على الصِّحة النفسية والجسدية للجيل الشاب.
ويتبنّى المستشفى نهج علاجي متكامل باستخدام أحدث التقنيات الطبية المتاحةلعلاج السمنة المفرطة، والتي تطال آثارها الجانبية حركة ونمو المراهقين، لا سيّما وأنها غالباً ما تكون مصحوبة بداء السكري من النوع الثاني أو أمراض الضغط أو زيادة الدهون في الدَّم، مؤديةً في بعض الأحيان إلى الموت المُفاجئ.
وتكمن المشكلة الرئيسة في علاج السُمنة المُفرطة لدى المراهقين في عدم جدوى العلاج التحفظي بالاعتماد على الحمية الغذائية والرياضة المنتظمة، باعتبارها تحتاج إلى التزام تام وفهم كامل لمشكلة السُمنة المفرطة، وهو أمر غير متوفر في هذه المرحلة العمرية. وبالمقابل، تعد عمليات جراحات السُمنة خياراً صعباً نتيجة احتمالية حدوث صعوبات في النمو الذي يكتمل في مرحلة المراهقة. ومن هنا، قام "مستشفى الجامعة بالشارقة "بإجراء دراسة معمّقة لتحديد مدى تأثير عملية "تكميم المعدة" ودرجة تأثيرها على فقدان الوزن وعلاج السكري من النوع الثاني والضغط والدهون، فضلاً عن الحدّ من احتمالية حدوث السكتة التنفسية أثناء النوم. وتناولت الدراسة أيضاً مستوى النمو ونسبة المعادن والفيتامينات داخل الجسم بعد عمليات جراحة السُمنة، مع وضع ملاحظات حول النمو أثناء هذه المرحلة الهامة.
وأوضح الأستاذ الدكتور طارق إبراهيم مهدي، رئيس القسم واستشاري الجراحة العامة وجراحة السُمنة، بأنّ الدراسة التي قام بها "مستشفى الجامعة بالشارقة" ضمّت أكثر من 70 مراهق يعانون من السُمنة المُفرطة والحادّة، والمصحوبة لدى غالبيّتهم بتأثيرات شملت داء السكري من النوع الثاني وأمراض الضغط والدهون مع احتمالية عالية لحدوث السكتة.
التنفسية أثناء النوم، لافتاً إلى أنّ النتائج جاءت مبشّرة على مستوى تخفيض الوزن وعلاج السكري تماماً، مع نسب متفاوتة فيما يتعلق بعلاج الضغط والسكتة التنفسية أثناء النوم.
وأضاف الدكتور طارق: "كانت النتائج المُدهشة بالنسبة للباحثين بأنّ عملية "تكميم المعدة" لم يكن لها أي تأثير على نمو الأطفال الذي واصل مستوياته الطبيعية بعد إجراء العملية، بالمقارنة مع نمو الأطفال الذين يخضعوا لأية عمليات لعلاج السُمنة المفرطة. وأثبتت الدراسة تسجيل تحسّن ملحوظ في جودة الحياة اليومية للمراهقين وتعزيز قدرتهم على ممارسة الرياضة بسهولة ويسر، حيث تتسبّب السُمنة في إعاقة الحركة وانخفاض مستويات النشاط. وتمت متابعة المرضى الذين أجروا جراحات السمنة بعد عامين أو أكثر من تاريخ إجراء الجراحة، ولم يُستدل في أغلبية الحالات على حدوث أية زيادة في الوزن أو معاودة لداء السكري، ومنها استنتجنا أنّ "تكميم المعدة" هو حلّ مناسب لعلاج السُمنة المفرطة بين المراهقين".
من جهته، قال الدكتور علي عبيد آل علي، المدير التنفيذي وعضو مجلس الأمناء في "مستشفى الجامعة بالشارقة": "نمضي في "مستشفى الجامعة بالشارقة" قدماً في التزامنا بتوفير التخصصات الجراحية الدقيقة لترجمة رسالتنا ورؤيتنا المتمحورة حول ترسيخ موقعنا الرائد إقليمياً كأحد أبرز مزودي الرعاية الطبية الثانوية. وركّزنا في الآونة الأخيرة على إنجاح "مركز جراحة السُمنة" إدراكاً منّا للحاجة الملحّة لدى المواطنين والمقيمين لإجراء مثل هذه الجراحات المتقدمة لعلاج أمراض السُمنة المفرطة، والتي أثبتت فعالية عالية لدى المراهقين ومختلف الفئات العمرية. ويسرّنا تقديم هذا النوع من العمليات، والتي كانت سابقاً تُجرى في الخارج، مجدّدين حرصنا على توفير أحدث الابتكارات الطبية الداعمة لدورنا المحوري في تحفيز السياحة الصحية والعلاجية".
ويجدر الذكر بأنّ "مركز جراحة السمنة" في "مستشفى الجامعة بالشارقة" يعدّ أحد أكبر المراكز المتخصصة التي تضم كوادر طبية مؤهلة من نخبة الاستشاريين، والذين يعملون بتناغم مع فريق المستشفى المتكامل الذي يضم أقسام طبية تتعامل بكفاءة مع كافة الحالات دون استثناء، مثل أقسام السكري والغدد الصماء، والأطفال، والقلب والأوعية الدموية، وجراحة التجميل، والأشعة التشخيصية، والفحوصات المعملية، إلى جانب الأقسام المساعدة مثل التغذية العلاجية وتثقيف المرضى.