الشارقة 24:
أكد سعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، أنه من خلال مواكبتنا للحركة الثقافية عامة والإبداعية خاصة على المستويين المحلي والعربي، تبين جلياً التنامي الكمي والنوعي للسرد في مجال الرواية والقصة القصيرة، وانطلاقاً من دور الدائرة الريادي بتوفير مناخات تساعد المبدعين على العطاء النوعي، عملنا على تنظيم ندوة ملتقى شهري للسرد، علماً أن الدائرة نظمت عبر السنوات الماضية الملتقى سنوياً، في الشارقة والدول العربية.
وقال العويس: يستضيف الملتقى نقاداً من الإمارات والدول العربية وذلك لتعزيز العلاقة بينهم وبين المبدعين، خاصة وأن المؤسسات الأكاديمية بالدولة تزخر بأكاديميين مميزين وأكاديميات مميزات، في مجال النقد، وأن تفاعلهم من خلال محاور الملتقى المتجددة سينعكس ايجاباً على النتاج الإبداعي كما أن الحضور من الجمهور والإعلاميين سيتمكنوا من اكتساب مهارات جديدة في قراءة المنتج الإبداعي ويرفع من مستوى الذائقة القرائية لديهم.
واختتم سعادة عبد الله العويس تصريحه قائلاً: "الروايات التي تفوز بجوائز محلية كجائزة الشارقة للإبداع العربي، ساهمت في زيادة اهتمام القراء بالسرد بشكل عام، ليس على المستوى العربي فقط بل عالمياً، وذلك من خلال مواكبتنا للإقبال الذي يحظى به الإبداع العربي المترجم إلى لغات عالمية عدة، خاصة أثناء المشاركة في معارض الكتب العالمية".
جاء ذلك أثناء افتتاح ندوة ملتقى السرد في الشارقة، اليوم الثلاثاء بالدائرة، حيث شارك في أولى جلسات الندوة كلاً من الدكتور صالح هويدي والناقد عزت عمر، بعنوان "رواية ما بعد الحداثة التجريب من التقليدي إلى المغامرة"، حيث تطرق الدكتور صالح هويدي لتجليات ما بعد الحداثة في النقد الروائي قائلاً: تسعى ورقتنا إلى فحص مصطلح ما بعد الحداثة وجذور منشئه، للوقوف على ماهية هذا المصطلح في حاضنته الأوربية، بغية معرفة ما إذا كان النقد العربي المعاصر، ونقد الرواية خاصة، قد استفاد من اشتغالات الفكر النقدي الغربي أو تاه كما هو شأنه غالباً في مظاهر سوء الفهم والاستسهال والفوضى النقدية، لذا فإن الورقة تهدف في المقام الأول إلى إثارة أسئلة حول واحد من أبرز تجليات النقد العالمي التي شاعت في مدونتنا الفكرية، ومساءلة نقدنا المعاصر أكثر من تقديمها إجابات نهائية أو تقرير أحكام يقينية بصدد المحور الذي تتناوله".
وتناول الناقد عزت عمر في ورقته مفهوم ما بعد الحداثة الذي رافق الثورة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات وأثرها في الانعطافة النوعية الجديدة انطلاقاً من نشأة المفهوم وأسباب هذه النشأة مع عرض تاريخي لتطور المفاهيم والمناهج النقدية السابقة عليه، وتوقف عند الارهاصات الروائية الأولى عربياً وعالمياً في ستينيات القرن الماضي مستعرضاً أنماط السرد الروائي المعاصر في دولة الإمارات والوطن العربي.