نظَّم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة جلسة صالون الشارقة الثقافي، بعنوان "حوار عن اللغة العربية الفصحى والتحديات الرقمية"، ضمن الفعاليات المصاحبة لحفل تكريم الفائزات بجائزة المرأة الخليجية، والذي تم تنظيمه بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، عبر "زووم".
الشارقة 24:
ناقش المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس العلى لشؤون الأسرة التحديات الرقمية للغة العربية، في جلسة حوارية قدمتها الروائية بثينة العيسى، من دولة الكويت والفائزة بجائزة الرواية، وأدارتها صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي والإعلامي.
وأوضحت غابش أن "الروائية بثينة العيسى معروفة بجهودها في تكريس الثقافة الإنسانية، ليس فقط من خلال كتاباتها بل أيضاً من خلال جهودها في تعزيز حب القراءة، وأهميتها في نماء وتطور الانسان، ولعل ما دفعنا لاختيار هذا الموضوع بالذات حول اللغة العربية، هو فيديو للعيسى انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت خلاله مهمومة بسبب اللغة العربية، وكانت لها رؤيا خاصة استوقفتنا جميعاً، حول اللغة وحول دور الذاكرة المجتمعية في الحفاظ على هذه اللغة".
وناقشت الجلسة سؤال "أننا حين نفقد لغة نفقد حضارة، فهل المقصود أننا نفقد الطريق للتقنيات الحديثة أو نفقد ما نتكئ على حضارتنا نحن العربية والإسلامية، والتي نفتخر بها دائماً بل ونفتخر بأن العالم يختلس منها الكثير من مفرداته وعناصر التطور الحديث؟".
وأوضحت العيسى خلال إجابتها، "بعيدا عن كلمة حضارة، باعتبارها تحتاج لتأصيل، لنتحدث عن الثقافة باعتبار أنه لا حضارة بدون ثقافة، والثقافة هي ما يشكل هوية الانسان، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين هي اللغة؟! فأنا أعتقد أننا نظلم اللغة إذا جعلنا لها مجرد غرفة في بيت الثقافة، فهي أكبر من أن يتم استيعابها في أي غرفة، بل هي شيء أشبه بالتيار الكهربائي، الذي يجعلنا نرى كل محتويات هذا البيت.
وأضافت "لكي تبقى اللغة، فهي تحتاج للكثير من المقومات، منها الريادة العلمية مثلاً والحرية، وببساطة شديدة أعتقد أنه لا وجود للحارة العربية دون وجود للغة العربية".
وطرحت صالحة غابش، تساؤلاً آخر حول الذاكرة المجتمعية، وضرورة أن يتم تأسيس الأطفال على هذه الذاكرة، فكيف نفعل هذا، ومتى يبدأ هذا البناء، وهذا التأسيس للأبناء؟
وتم في نهاية الجلسة فتح باب الأسئلة والمداخلات للحور، وكانت هناك الكثير من المداخلات والأسئلة، أبرزها مداخلة "سعادة تركي بن عبدالله الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية، والذي أكد على ما قالته الروائية بثينة العيسى.
حيث أفاد قائلاً: "الحديث عن اللغة العربية هو حديث ذو شجون كما أشارت العيسى، ولأسباب عديدة، فنحن لدينا بالفعل لغة ثرية ولكننا لا نجيد فن التعامل معها، ولا تقدير لدينا لثراء مفرداتنا، فالتسويق للغتنا ضعيف جدا من خلال لوسائل الاعلام مثلا، وحتى دور الأبوين في تعزيز اللغة العربية وغرس حبها في أبنائهم ضعيف، فنجد الكثير من الأسر تتحدث بالإنكليزية مع الأبناء".