اجتمع قادة العالم الثلاثاء لمناقشة تداعيات التغير المناخي على السلم العالمي، والتحذير من خطورته، وفي حين تتفق أغلبية الدول على ضرورة معالجة المسألتين على أنهما قضيتان متصلتان، فإنها تواجه معارضة من روسيا.
الشارقة 24 – أ ف ب:
تجمع قادة العالم الثلاثاء، لمناقشة تداعيات التغير المناخي على السلم العالمي، وفي حين تتفق أغلبية الدول على ضرورة معالجة المسألتين على أنهما قضيتان متصلتان، فإنها تواجه معارضة من موسكو.
وقد وجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وعالم الطبيعة المخضرم ديفيد أتنبوره، نداءات مباشرة الثلاثاء إلى مجلس الأمن الدولي، لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن أزمة المناخ، تحت طائلة مواجهة تفاقم عدم الاستقرار في العالم.
ويمثل الاجتماع خروجاً عن اجتماعات مجلس الأمن التقليدية التي تركز على تجنب النزاعات أو إنشاء عمليات لحفظ السلام، وكان جونسون الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي خلال شهر فبراير، وراء فكرة انعقاده.
وقال جونسون الذي ترأس الجلسة الافتراضية للمجلس: "من الواضح تماماً أن تغير المناخ يشكل تهديداً لأمننا الجماعي وأمن دولنا".
من جانبه، شبه السير أتنبوره التهديد الذي تتعرض له الحضارة البشرية، بالتهديد الذي مثلته الحرب العالمية الثانية التي عايشها في شبابه.
ولكنه قال إن التهديدات الجديدة "لا تفرِّق بيننا... إنها تهديدات يجب أن توحدنا، بغض النظر عن أي جزء من العالم أتينا منه، لأنها تواجهنا جميعاً".
واضطر جونسون بعدها بقليل لمغادرة الجلسة التي شارك فيها قادة من الهند والمكسيك اللتين انضمتا إلى مجلس الأمن في مطلع السنة، ومن كينيا والنيجر وكذلك من تونس والنروج وإيرلندا.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فحذر من تأثيرات التغير المناخي بقوله إن "في أفغانستان، حيث يعمل 40% من القوة العاملة في الزراعة، يؤدي انخفاض المحاصيل إلى الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وهذا يجعل الناس عرضة للتجنيد من قبل العصابات الإجرامية والجماعات المسلحة".
لكن روسيا شككت، على العكس من ذلك، بفكرة أن القضايا البيئية تمثل "جذور" النزاعات، وقال فاسيلي نيبينزيا، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، إن دعم مثل هذا القول يوازي "صرف الانتباه" عن "الأسباب الحقيقية".
وقال "إن فرض مثل هذا الارتباط بشكل منهجي سيكون خطيراً حتى"، وأضاف أن روسيا "تشارك فكرة أن علينا استحضار استجابة سريعة للتغير المناخي، ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار الآليات التي يتم التعامل معها من قبل مختصين"، مدافعاً عن نهج يختلف حسب المناطق، وليس "عالميًا".
وفي موقف يتباين عنه قليلاً، قالت الصين بلسان مبعوثها الخاص للمناخ شيه تشن هوا إن "التنمية المستدامة هي المفتاح لحل جميع المشكلات والقضاء على أسباب النزاعات".
وأضافت بكين أن "التعاون الدولي بشأن المناخ يجب أن يعالج في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الدولية للمناخ باعتبارها النهج الرئيسي لذلك".
ومثل فرنسا رئيسها إيمانويل ماكرون الذي قال إن "الارتباط بين المناخ والأمن، لا يمكن إنكاره، على الرغم مما يتسم به من تعقيد".
وأشار إلى أنه "من بين الدول العشرين الأكثر تضرراً من النزاعات في العالم، اثنتا عشرة دولة من الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ".
ودعا، مثل ألمانيا، إلى تعيين "مبعوث أو مبعوثة خاصة للأمن المناخي".