بحضور سعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، نظم بيت الشعر، الاثنين، قراءات شعرية للشاعرين شيخة المطيري من دولة الإمارات، ونزار النداوي من العراق.
الشارقة 24:
نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة، الاثنين، قراءات شعرية للشاعرين شيخة المطيري من دولة الإمارات، ونزار النداوي من العراق، بحضور سعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، والأستاذ محمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، والأستاذ محمد البريكي، مدير بيت الشعر في الشارقة، وعدد من محبي الشعر والأدب في جو التزم بالإجراءات الاحترازية، وقدمها الإعلامي عصام عبد السلام من السودان، الذي بدوره رحب بالشاعرين والحضور.
وقال الإعلامي عصام عبد السلام: "إن الناس في حاجة إلى مثل هذه الفعاليات التي تعيد من جديد ضخ العافية في جسد الفنون بشكل عام ومنها الشعر، عبر هذه السياحة الشعرية، التي تؤكد أسبقية الشارقة من خلال بيت الشعر بدائرة الثقافة، وتتيح هذا التلاقي بين جميع الشعراء لينثروا جميل قصائدهم على الحضور والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان في العالم".
من جانبها، ذكرت الشاعرة شيخة المطيري، قبل أن تبدأ قراءاتها الشعرية: "أن الشارقة صوت الثقافة العربية، وعاصمة القصيدة، فالحمد لله على نعمة الشارقة"، ثم افتتحت بـ "أوّلُ الغيث" الذي حلقت به بعيداً في ذاكرة المدن المعتقة بالحنين والذكريات، ومن النص قرأت:
ليَ روحٌ وراحَها أن تراكا
وفؤادٌ على النّوى ما سلاكا
وعيونٌ ما جفَّ منها حنينٌ
سكنت في ضفافِها عيناكا
كم كتبنا على المرايا حروفاً
أوّلُ الغيثِ قطرةٌ من هواكا
وقطفنا تلك الحروف قصيدا
وطربنا لمّا سرت ذكراكا
لحظة الشوق هل سمعت خطاها
علمتني أن السرى مسراكا
وقرأت بوجع يلقي بظلاله على الحروف قصيدة "أغراب" الغارقة في الذكريات والبكاء على الأطلال التي لا تنبض إلا بالقصيدة، ومن قصيدة "أغراب"، قرأت:
أغرابُ، إنا هاهنا أغراب
ويدُ الزمانِ محابرٌ وكتابُ
أعصابُنا جفّت على أوراقهِ
وعلى القصيدةِ لا يجفُّ عذابُ
ونديرُ كأسَ حروفنا وتُديرنا
وكأنّ أنفاسَ الهمومِ شرابُ
نزلت بوادي الغائبينَ قصائدي
عطشى وأرضُ الغائبينَ يبابُ
واختتمت شيخة المطيري قراءاتها الصباحية بحديثٍ خطتهُ يدها على البحر، لكن القصيدة أبت إلا أن ترسّخ حروفها على جدران البقاء، ومنها:
يدي منَ البحرِ تدنو ثُمَّ تبتعدُ
والأمنياتُ على موجِ الهوى زبدُ
إنّي افتقدتُ بهذا الليلِ بوصلتي
وأنتَ يا بحرُ من - باللهِ – تفتقدُ؟!
وحدي أرتِّبُ أمواجَ الخليجِ هُنا
حانَ الرحيلُ فتبّت للرحيلِ يدُ
الشاعر نزار النداوي، بدأ قراءاته بنص متوحِّدٍ مع الأرض، غارقِ بالعتب والحنين للجذور، حمل النص الكثير من التساؤلات والعتب، ومنه قصيدة "أحلام الغربة" قرأ:
أنا ذا كسّرت مزماري وعودي
عندما ساووا غراباً بهزارْ
لم يعدْ عندي سوى أشلاءِ روحٍ
صاحبتني رغم إحكامِ الحصارْ
بقِيَت آلةُ آلاميَ ترزوا
بيت أحزاني بلحنِ الإنكسارْ
تسأليني أينَ كفّنْتُ شعاري
ودفنتُ الميْتَ في أيِّ وِجارْ
كان ذا في غرفةِ التفتيشِ، لكن
لم أعُدْ أذكرُ في أيِّ مطارْ
وجر النداوي مواويله الحزينة على الرمل وهو ينشد تعبه لـ "بشارة الماء وأحزان الموانئ العتيقة"علَّ البحر يوصله إلى ميناء تقف على ساحلها هموم رحلته، ومما قرأ:
لـم يكـن يـعـلــم ما نـــزف الـمـســاءات
الـتــي تـكـمـــــــــــن فــــي فـــــــــــــخّ الـمــكـــــــــــــــانِ
كـان غـــــــرّاً، مـثـلَ حـــــرفٍ أول الـجـــمـ
لــــــة فــي الإعــــراب مـنـحــلّ الـعــنـــــــــــــــانِ
جاء يستوفي فما استوفى سـوى من
عـبــــث الــعــمـــــــــــر بـنــــــزف الأقـــــحـــــــــــــوانِ
قـــــــــــــــــــال لـلـشــــاعــر فــي جــبـتـــه احـــــــــــــذر
مـــــــذ رأى صـلّــــــــــــت عـلـيــــه نــجــمـــــــــتـــــــانِ
ليختصر إبحاره الصباحي مع الحروف بأبيات اختصرت نهاياتها القول، وأفصحت عما يجول في داخله، فقال:
بـاخــتـصـــــارٍ، أنـــا فـي الوصــــــف بـمـــــــــا
جـــهــــل الــــواصـــــف مــــــــــاذا وصــــفـــــــــــــــــــا
كــــلّ مـــــــــا اجـتـــــزت بـمـعــنـــــاك طــريـقــــاً
صــــــوّف الـنّــخــــــلُ بدربـي السّــــعـــــفـــــــــــــا
في الختام، كرّم سعادة عبد الله العويس، الشاعرين شيخة المطيري، ونزار النداوي ومقدم الفعالية الإعلامي عصام عبد السلام، و يستمر بيت الشعر في الشارقة بتنظيم القراءات الشعرية تعزيزاً لدور الشارقة في الرعاية الثقافية و استمرار الاحتضان الأدبي للشعراء و الشاعرات.