قدم مكتب معهد الشارقة للتراث في مدينة خورفكان محاضرة افتراضية بعنوان "أدب الرحلات، كتابات ومشاهدات الرحالة عن مدينة خورفكان"، تم التعرف خلالها على الرحلات التي قام بها الرحالة على مضي الأزمان، ولاقت المحاضرة تفاعلاً حيوياً لافتاً من قبل المشاركين.
الشارقة 24:
نظم مكتب معهد الشارقة للتراث في مدينة خورفكان محاضرة افتراضية بعنوان "أدب الرحلات، كتابات ومشاهدات الرحالة عن مدينة خورفكان"، ألقاها الدكتور مني بو نعامة، مدير إدارة النشر في معهد الشارقة للتراث، مدير تحرير مجلة مراود التي تصدر عن المعهد، حيث تم التعرف خلالها على الرحلات التي قام بها الرحالة على مضي الأزمان، وتطرق مطولاً إلى الحديث عن تاريخ مدينة خورفكان في الرحلات، ولاقت المحاضرة تفاعلاً حيويا لافتاً من قبل المشاركين والمتابعين.
وفي التفاصيل، ذكر صقر محمد، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في معهد الشارقة للتراث، أن محاضرة أدب الرحلات الافتراضية، جاءت لتقدم فكرة وافية عن أدب الرحلات عبر الأزمان، وأهميتها ومكانتها وقيمتها المعرفية والمعلوماتية، وتضيف رصيداً جديداً في هذا اللون الأدبي الإبداعي المميز، حيث يعمل معهد الشارقة للتراث بفروعه كافة، على ترجمة رؤية ورسالة المعهد المتعلقة بصون التراث وحمايته ونقله للأجيال، المستندة إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعمه المتواصل لكل أنشطة وبرامج وخطط وفعاليات المعهد الميدانية والمعرفية والأكاديمية والعملية، وجاءت هذه المحاضرة القيمة التي لاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً من قبل المتابعين والمشاركين.
استكشاف العالم والتعرف على مكنونه وخباياه
وبدوره، أوضح الدكتور مني بونعامة، بأن كتب الرحلات تُعد من أمتع المؤلفات وأكثرها رواجاً على اختلاف ما تزخر به من قيمة أدبية وثقافية، وما تحتويه من موضوعات ومعلومات عن المكان والإنسان، وهي طريقة قديمة درج عليها العديد من الرحالة العرب الذين ارتادوا الآفاق، وخاضوا المجاهل، وجابوا الصحاري والقفار جيئةً وذهاباً، وتعرفوا على ثقافتها ونحلة عيش أهلها، وهي من أمتع وأجمل الطرق في استكشاف العالم والتعرف على مكنونه وخباياه، دوّن فيها الرحالة مشاهداتهم وانطباعاتهم عن المجتمعات التي زاروها وثقافتهم وتقاليديهم، ومن بين هؤلاء الرحالة السيرافي، والإدريسي، وابن جبير، وابن بطوطه، والحسن الوزان وغيرهم كثير.
ولفت، إلى أن الكتابة عن الرحلة وما تحتويه من مغامرات ومفاجآت ومخاطر ومخاوف تنتاب الرحالة أثناء الرحلة، تضفي جميعها نكهة خاصة على الكتابة وتكسيها بطابع من التشويق المفعم بالذهول والاندهاش من المشاهدات والمواقف التي يمر بها
خورفكان عبر التاريخ
أشار الدكتور بونعامة، إلى أن خورفكان منطقة استيطان بشري منذ عصور قديمة تعود إلى الألف السابع قبل الميلاد، وشكَّل موقعها الاستراتيجي عبر التاريخ عامل جذب واستقطاب للتبادل الاقتصادي، بوصفها مركزاً تجارياً حيوياً.
ولفت، إلى أن المعلومات التي دوّنها الرحّالة والجغرافيون العرب والأجانب، الذين زاروا المنطقة في فترات زمنية مختلفة، أو كتبوا عنها، تعكس الأهمية التاريخية والجغرافية والاقتصادية لخورفكان، وظلّت أهمية مدينة خورفكان في اطراد مستمر مع مرور الزمن، وقد ظهرت مدينة خورفكان على العديد من الخرائط الجغرافية، التي يعود تاريخها إلى القرن الـ 17 الميلادي وما بعده، ومنها خريطة الهولندي ياد هوخن فان لينشوتن "ت 1611م"، وغيره.
وتأتي جهود معهد الشارقة للتراث من أجل التعريف بالتراث الإماراتي الذي يشكل أحد أهم عناوين وملامح الهوية الوطنية والخصوصية، وحفظه وصونه ونقله للأجيال، من خلال مختلف الأنشطة التي ينفذها المعهد على مدار العام، مثل أيام الشارقة التراثية، وملتقى الشارقة الدولي للراوي، وأسابيع التراث العالمي، وغيرها من الفعاليات التي تتكامل مع الجانب المعرفي والعلمي والأكاديمي للمعهد.