عاش الشارع الرياضي العالمي صدمة كبيرة في الأمس، بعد تأكيد خبر وفاة الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، ليرحل أحد أهم ملهمي الأجيال في كرة القدم عن 60 عاماً.
الشارقة 24 – أسعد خليل:
لن يكون يوم 25 نوفمبر بعد الآن كأي يوم آخر في السنة، بل سيصبح موعداً لتخليد ذكرى رحيل أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وأعظمهم بالنسبة للكثيرين، بعد وفاة الأسطورة الارجنتينية دييغو أرماندو مارادونا عن 60 عاماً، جراء سكتة قلبية في ضواحي العاصمة بوينوس أيريس.
وكان مارادونا المتوج بلقب كأس العالم عام 1986، قد خضع لجراحة لإزالة ورم دماغي مطلع نوفمبر الحالي، قبل أن يرحل جراء سكتة قلبه.
وجاء وقع الخبر مدوياً على العالم بشكل عام والأرجنتين بشكل خاص، حيث أعلن رئيس الجمهورية ألبرتو فرنانديس الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.
وقال فرنانديس عبر تويتر في منشور مرفقاً بصورة وهو يعانق مارادونا: "لقد ارتقيت بنا إلى قمة العالم، لقد جعلتنا سعداء للغاية، كنت أعظمهم جميعاً، شكراً لأنك كنت موجوداً، دييغو، سوف نفتقدك في الحياة".
وأعلنت الرئاسة الأرجنتينية، أن جثمان مارادونا سيسجى في القصر الرئاسي "كاسا روسادا" "من الخميس حتى السبت" حتى يتمكن أبناء الأمة من إلقاء النظرة الأخيرة على بطلهم.
ونعى الاتحاد الأرجنتيني قائده السابق حيث قال: "الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، عبر رئيسه كلاوديو تابيا، يعرب عن حزنه العميق لوفاة أسطورتنا دييغو أرماندو مارادونا، ستبقى في قلوبنا للأبد".
واقترح رئيس بلدية نابولي لويجي دي ماجيستريس أن يطلق النادي اسم مارادونا على ملعبه حيث غرّد عبر تويتر "فلنطلق على ملعب سان باولو اسم دييغو مارادونا".
ونعى الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" الأرجنتيني حيث قال رئيسه السويسري جاني انفانتينو: "اليوم هو يوم حزين للغاية، دييغو الذي نحبه غادرنا، قلوبنا توقفت عن الخفقان للحظة، صمتنا، دموعنا، ألمنا هي الشيء الوحيد الذي نشعر به في داخلنا في الوقت الحالي".
وقبل دقائق من الإعلان عن الخبر الذي هزّ العالم بأسره، تداولت الصحافة الأرجنتينية أخباراً عن تدهور صحة لاعب نابولي الايطالي السابق مشيرة إلى أن أنه يتلقى العلاج من قبل الأطباء في منزله شمال العاصمة.
- "آمل أن نلعب سوياً في السماء" -
وسارع نجوم العالم لتقديم تعازيهم حيث كانت أبرز الكلمات من النجم البرازيلي بيليه الذي لطالما كان اسمه ومارادونا في النقاش عن الأعظم في التاريخ، حيث كتب عبر حسابه على تويتر، "يا له من خبر حزين، خسرت صديقاً عظيماً والعالم خسر أسطورة".
وتابع بيليه "80 عاماً": "هناك الكثير لقوله، ولكن الآن أطلب من الله أن يعطي القوة لأفراد عائلتك، ذات يوم، آمل أن نلعب كرة القدم سوياً في السماء".
كما نعاه مواطنه ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذان يعتبران أيضاً بين أعظم لاعبي المستديرة، رغم انها لم يتمكنا حتى الآن من مجاراة بيليه ومارادونا في معيار أساسي هو رفع ذهب كأس العالم.
وقال ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، في منشور عبر انستغرام: "إنه يوم حزين لكل الأرجنتينيين ولكرة القدمأ لقد تركنا ولكنه لن يرحل، لأن دييغو أبدي".
وتابع نجم برشلونة "سأحتفظ بكل الذكريات الجميلة التي عشتها معه وأرسل تعازي حارة لعائلته وأصدقائه، فلترقد بسلام".
فيما قال رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، عبر تويتر عبر منشور مرفقاً بصورة تجمعه مع مارادونا: "اليوم أودّع صديقاً والعالم يودّع عبقرياً خالداً، أحد الأعظم على الاطلاق، إنه ساحر لا يقارن بأحد".
وأردف رونالدو، "يغادرنا باكراً ولكنه يترك إرثاً لا حدود له وفراغاً لا يمكن ملؤه، أرقد بسلام، لن ننساك أبدًا"
فيما اعتبر النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني عبر إذاعة "ار تي ال" أن "ماضينا قد رحل".
وتبقى أبرز محطات مارادونا الكروية قيادته منتخب "التانغو" إلى لقب كأس العالم 1986 في المسكيك.
مرر في النهائي التمريرة الحاسمة لهدف الفوز على ألمانيا الغربية في الدقيقة 86 (3-2)، كما سجل هدفين في نصف النهائي ضد بلجيكا (2-صفر) حيث رواغ أربعة مدافعين في الهدف الثاني.
ولكن المباراة التي حفرت في أذهان العالم ورفعت مسيرته الدولية إلى أعلى المستويات كانت تلك التي خاضها في ربع النهائي أمام انجلترا (2-1) حين سجل هدفين سيتذكرهما عشاق الكرة المستديرة للأبد، ولكن لسببين مختلفين.
في الدقيقة 51، عندما خرج حارس إنجلترا بيتر شيلتون لالتقاط الكرة إثر عرضية، قفز مارادونا الاقصر منه قرابة 17 سنتمتراً بطريقة مذهلة وغمز الكرة بيده في المرمى.
وأحرز الهدف الثاني بعد أربع دقائق عندما اقتنص الكرة من خلف خط منتصف الملعب وتجاوز ستة لاعبين من إنجلترا، بمن فيهم شيلتون، قبل أن يسكنها في المرمى مسجلاً الهدف الذي أطلق عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اسم "هدف القرن".
وكتب القناص الإنجليزي غاري لينيكر الذي كان في تلك المباراة عبر تويتر، "إنه أفضل لاعب في جيلي وبفارق شاسع عن الآخرين، ويمكن القول إنه الأعظم في التاريخأ بعد حياة سعيدة ولكن مضطربة، آمل آن ينال أخيراً الراحة".
لعب مارادونا لصالح بوكا جونيورز في بلاده قبل أن ينتقل إلى برشلونة الإسباني ونابولي (1984-1991) الذي صنع له التاريخ وقاده إلى لقبيه الوحيدين في الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990.
ونعاه النادي الجنوبي عبر تويتر "إلى الأبد، إلى اللقاء دييغو".
في العام 2000، أجرى "فيفا" استفتاء على الانترنت عن أفضل لاعب في العصر، فتفوق مارادونا على بيليه، الا أن الهيئة الدولية أعلنت كليهما فائزين.
تزوج صديقته كلاوديا فيلافان عام 1984 ولهما ابنتان: دالما وجانينيا، قبل طلاقهما عام 2004، لديه ولد اسمه دييغو جونيور ولد في نابولي عام 1986، وقد اعترف بأبوته فقط في 2004.
وتخللت حياة النجم الأرجنتيني العديد من المشاكل الصحية، كادت بعضها تودي بحياته.