الشارقة 24:
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 39، جلسة نظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لأعضاء لجنة تحكيم جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي يشرف على تنظيمها المجلس، وترعاها شركة اتصالات، تناول فيها المتحدثون أبرز الملامح المشتركة التي جمعت الأعمال المرشحة لدورة الجائزة الـ 12.
وشهدت الجلسة مشاركة كلّ من الروائية نورة النومان، كاتبة أدب خيال علمي؛ والناشرة سلوى شخشير، المدير العام لـدار السلوى للدراسات والنشر؛ ورسّام كتب الأطفال سنان حلاق؛ والأستاذ عبد الرحمن بوعلي، دكتور في اللغة العربية والآداب؛ وأحمد العلي، مدير تحرير دار روايات التابعة لمجموعة "كلمات"؛ وأدارتها إيمان محمد، تنفيذي أول البرامج والجائزة لدى المجلس الاماراتي لكتب اليافعين.
واستهلت الروائية نورة النومان حديثها في الجلسة بالقول: "المتعة شرط أساسي في كتب اليافعين، وللأسف يبدو أنها آخر ما يعتني به الكاتب والناشر في منطقتنا العربية، والعديد من الأعمال التي قدّمت افتقرت لهذه الميّزة، ولاحظت أن بعض الأعمال ومنذ سطورها الأولى ليست موجهة لليافعين بل للأطفال، وهذا يدفعنا للتساؤل: أليس تحديد الفئات العمرية والأنماط الإبداعية في المؤلفات مسؤولية دور النشر؟ وهل هي لا تستطيع التفريق بين أدب الطفل واليافعين؟".
وأضافت: "كتب اليافعين يمكن أن تتخذ الكثير من الأنماط، ومشكلتنا في العالم العربي بأننا نفكر بالدروس المستفادة والأخلاقيات الكامنة في القصص ثم لاحقاً نفكّر في القصة ذاتها، لكن العكس هو المطلوب، وكثيرة هي العوامل التي يجب أن تتوافر في النص ليقدم لليافعين، فالمطلوب أن يقدر هذا الأدب ويحترم كأدب الكبار".
من جهتها أشارت الناشرة سلوى شخشير إلى وجود صعوبات تجّلت في كثرة عدد الكتب التي كانت بين يد اللجنة، لافتة إلى وجود اختلاف في قراءة الأعمال عبر الكتب الإلكترونية دون الورقية لأن فكرة تصفّح الأوراق أجمل وتتيح الفرصة لمتابعة التفاصيل بدقة أكثر والاستمتاع بها بدرجة كبيرة.
وقالت: "جميع الكتب التي تقدمت للجائزة تمتعت بمستويات فنية وتقنية عالية ومتطورة تعكس واقع إنتاج كتاب الطفل العربي وقد استمتعت بقراءتها، لكن للأسف هذا العام لم نستطع الخروج بقائمة خاصة لكتب اليافعين نظراً لأن الكتب المقدمة لم تكن واضحة في فكرتها سواء على صعيد الشكل أو الأعمار الموجهة لها، ما يدفع لمزيد من الاجتهاد من أجل تقديم مواد ذات اتجاهات واضحة مستقبلاً".
بدوره قال الرسّام سنان حلاق: "الرسومات التي احتوتها الأعمال هذا العام متميزة، وقد تعرفنا على العديد من الأسماء الجديدة التي تبشر بمستقبل واعد في هذا المجال، وتكمن أهمية اللوحات في الكتب بأنها طريق جميل للتعريف بفحوى النصّ، لأن هذه الابداعات كتابة من نوع آخر، كتابة بالرسم لا بالكلمات، ويجب أن يراعي الرسام قضية عدم التكرار وأن يمتاز بأسلوب روائي يتناسق مع النص".
وتابع: "اتقان المبادئ الأساسية للمهنة عامل ضروري للرسام، ومن الجميل أن يستفيد من المدارس الفنية الأخرى، ويبدع في أعمال يستطيع من خلالها أن يأخذ القارئ من يده لتجربة ثانية، ونحن نعتبر أن كتاب الطفل نتاج إبداعي يستمتع به القارئ من جهات ثلاث، إذا قرأ النص، وإذا شاهد الرسم، وعندما يقرأ النص والرسم معاً، وإذا كان الكتاب يشتمل على هذه الصفات فإن إحساسه وفكرته تصل إلى القارئ مباشرة".
أما الدكتور عبد الرحمن بوعلي فأوضح: "يجب أن تكون الأعمال الموجهة لفئة اليافعين بسيطة في مستواها، عميقة في محتواها وبعيدة في رؤيتها، لأننا نوجه خطاباً إلى أطفال ويافعين، ومما اطلعنا عليه من أعمال لمسنا حالة تكلف في توظيف العمق الفلسفي على حساب القصة وفنياتها وجمالياتها".
من جانبه قال أحمد العلي: "هناك الكثير من الكتب الجيدة التي تقدمت للجائزة، والعديد منها يستحق الفوز بالجائزة بالفعل، خاصة كتب الأطفال، وقد أطلنا النقاش في مضامين ومستويات الأعمال، وقمنا بشرح كلّ زاوية وملمح فيها، وهي بمجملها نصوص جيدة، لكن كان هناك استسهال في تناول فكرة كتب اليافعين، ولم تصل إلى مرحلة وعي اليافع".
وأضاف: "يتنافس على لفت انتباه الأجيال الجديدة العديد من التقنيات والوسائل المعاصرة، وهذا ما يحتم على الكتاب أن يضاعف من جاذبيته ومتعته، مع الالتزام -في الوقت ذاته- بأصول الكتابة، فهذه الأجيال تملك خيارات عديدة للمعرفة والتسلية وتملك وعياً كبيراً".
ووجّهت اللجنة نصيحة للقرّاء الراغبين في احتراف مهنة الكتابة أو الرسم، بأن يقرأوا بصورة انتقائية وأن يتذّوقوا العديد من الأعمال، كما أوصوا بأهمية الاطلاع على فنون من مدارس مختلفة والتعلم من الآراء الفنية للخبراء والمتخصصين.