تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، التألق من جديد، فبعد كل نجاح تنظر إلى المجد الذي يليه.. وبعد التربع على قمة، تقفز بسرعة إلى القمة التي بعدها، وها هي تطلق "مسبار الأمل"، أول مسبار عربي لاستكشاف المريخ، بعد أن أرسلت في العام الماضي رائد الفضاء، هزاع المنصوري، الذي أمضى ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية.
شمعتا يوبيل ذهبي لمولد بلد عظيم، ستوقدان بنفس اللحظة، شمعة في السماء، وشمعة في الأرض، سيصل مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير 2021 تزامناً مع احتفالات دولتنا بمرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد عام 1971، لتستمر المسيرة وتظل الراية خفاقة عالية، لتكتب اسم الإمارات على جبهة النجوم بأحرف من نور.
ويجسد إطلاق مسبار الأمل، طموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بالوصول إلى الفضاء، اذ ستصبح الإمارات أول دولة عربية تضع مسباراً غير مأهول في المدار، لاستكشاف الكوكب الأحمر، وذلك في إطار "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ."
يمثل إنجاز مسبار الأمل، نقطة تحول تاريخية لأمتنا في مجال الفضاء، ويشكّل انطلاقة عربية حقيقية لكشف غموض الكوكب الأحمر، تقدمها دولتنا المباركة، على طبق من فضة لكل عربي يسعى نحو العلم والمعرفة، ضمن أول مهمة فضائية تبث للعالم بأجمعه، صوراً متكاملة للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتزوده بمعلومات وبيانات جديدة كانت تخفى الجميع، ليتم استعراضها كمنجز إماراتي متفرد، نباهي به العالم أجمع، ونثبت بكل أرجاء المعمورة، مقدار التقدم الذي حققته دولة الإمارات، بفضل الدعم اللا محدود من قيادتنا الرشيدة.
لم يكتفِ الإبداع الإماراتي بخوض تجربة مسبار الأمل، لكنه عمل على تطويرها، واختصار زمانها من عشر سنوات إلى ست، وبنصف التكلفة، بفضل عزيمة مهندسينا وإرادتهم الصلبة التي تسعى لقهر المستحيل، فما هو إلا وجهة نظر، بمخيلة البعض، وجدار هش بنظرنا نحطمه بعزيمتنا ونخترقه بعقولنا، لكي نصل إلى ما وراء المستحيل، إلى النجاح الذي لم يحققه أحد من قبل، والقمة التي لم تطأها قدم بشر قبلنا.
يعد مسبار الأمل، نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء، كونه أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، إذ يواصل فرسان الإمارات صعود درجات المجد، مردين لحن الإبداع والابتكار، في تحدٍ لحواجز الفيروس العالمي، يتخطون كل المعوقات، في عملية نوعية لنقل المسبار من الإمارات إلى اليابان استغرقت 83 ساعة في البر والبحر والجو.