جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

سلطان والاستثمار في المستقبل

صورة بعنوان: MicrosoftTeams-Image
download-img
download-img
لماذا يا سلطان هذا الاستثمار طويل الأمد؟ ما هي غاياتك وأبعادك؟ فيمن تنظر وإلى من تشتاق؟ أسئلة يكتنفها الغموض، إلا أنها تتجه طواعية دون قصد إلى شغله الشاغل وحرصه الدائم إلى الطفل في جميع مراحل حياته.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خط أسساً واضحة قاعدتها هي القاعدة الربانية بأن الإنسان وُجد لعمارة الأرض وعمل على ذلك.   لذا اتجه إلى بناء الطفل والاهتمام بشخصيته، واهتمام سموه ليس وليد اللحظة وليس وحيد الفكر، فقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي تسانده بالجهد والفكر والمشورة.    استذكر منذ طفولتنا ونحن ننشد "دنيا الطفولة" في مهرجان الطفل في ثمانينات القرن الماضي، ونحن نظن أننا وصلنا لأرفع اهتمام وآخره، لكن اهتمام سموهما يزداد ويتسع لإيمانهما بالفكرة في الاستثمار المباشر في الطفل بشكل أساسي، لذا كان سموه الداعم لإنشاء برلمان الطفل العربي منذ أن ولدت فكرته لتكون الشارقة مقره الدائم وسموه الداعم الأول، والإجابة في ذلك ما قالته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي بمناسبة استضافة الشارقة المقر الدائم لبرلمان الطفل العربي: "إن الأطفال هم عماد مستقبلنا المشرق، وعليهم نعوّل للنهوض بأمتنا العربية والإسلامية، لاستكمال مسيرة التقدم والبناء في شتى مناحي الحياة".   استضافة المقر الدائم لبرلمان الطفل العربي إنجاز جديد لسموه على المستوى العربي، والذي دعمت سموها هذا القرار لانسجامه مع هذا النهج الحكيم لقيادتنا الرشيدة.   توجه يسطر بماء الذهب ويخلد اسم الشارقة في عقول أطفال العرب على مر التاريخ، جيلاً بعد جيل، وهو ما يشكل تحولاً مهماً على المستوى العربي في ارتفاع الوعي والاهتمام الرسمي العربي بقضايا الطفولة بما يتلاقى مع نسيج الفكر وتوجه حاكم الشارقة وقناعته في استثماره بالإنسان بدءاً من الطفل محلياً وعربياً.   الحديث عن الاستثمار في الإنسان على أرض الشارقة حديث متصل المعنى والمبنى يحمل في طياته المئات من الصفحات المضيئة، فسموه يبهرنا بالجديد في الاستثمار في الطفل بشكل خاص والإنسان بشكل عام، فها هي الجهود للعام الثالث على التوالي تستمر بـ 66 حضانة التي أمر سموه ببنائها على مستوى الإمارة، يرتكز اهتمامه المبكر لإدراك سموه لأهمية التنشئة الصحيحة والتي تجعل صنع قيادات المستقبل واضحة وسلسة، فقد قال سموه: "أريد رجلاً بألف، هذا أمر يتطلب مني البدء من الأرض التي نقف عليها، وهو ما يأتي من التربية الصحيحة.. نحن علينا رسالة ألا وهي تعمير الأرض، وسنعمل على ذلك".   ولا يخفى علينا إنجازات سلطان واستثماره في الطفل بإطلاق ودعم حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، والتي تهدف إلى وضع الأسس لضمان توفير البيئة الصحية والسليمة للأطفال التي  تساعدهم على النمو بشكل صحي وتهيئهم بدنياً وعقلياً ليكونوا بناة المستقبل والمؤهلين لحمل شعلة العلم والثقافة، وإكمال المسيرة ومن قبل ذلك بكثير إنشاء مراكز الأطفال والفتيات ومراكز الناشئة ومجلس شورى الشباب ومجلس شورى الأطفال، في انتخابات المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة 2015، ذكر قائلاً: "انتظر يوم تسجيل الناخبين منذ 18 عاماً، وتم البدء بتدريب النشء عليه والأطفال منذ نعومة أظافرهم والتدرب عليه منذ عام 1997، ولم يتم تلقينهم بل تدريبهم على خوض تلك التجربة ليصبحوا مؤهلين لها بشكل كامل".   قبل آذان الفجر يفكر سموه بأبنائه وبناته فيحمل هم النساء والأطفال الذين يعمل آباؤهم في القوات المسلحة ويغيبون عن منازلهم، من لهم ومن يحميهم، ويفكر في الأيتام من يربيهم ويفكر في المسنين من يرعاهم، وهذا فكر الحاكم الأب الذي يرقب المساءلة أمام رب العباد يوم العرض "فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".    لم يقف عند هذا الحد بل طالت جهوده وأياديه البيضاء جميع الاهتمامات التي ترفع من وعي وثقافة الإنسان والطفل خصوصاً وتنمية مهاراته وصقلها، وزرع مفاهيم الجرأة والشجاعة من خلال الأنشطة المتنوعة مثل مهرجان الشارقة الدولي لسينما الطفل، ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل وغيره من الفعاليات للأطفال واليافعين والبالغين.   ويأبى سموه أن تطوى صفحات عام 2017 إلاّ برسم بسمة على وجوه أبنائه بإنشاء صندوق الشارقة للضمان الاجتماعي، الذي هدف سموه من إنشائه إلى حفظ أموال المتقاعدين ومعالجة الفئات التي لا تستطيع العيش أولاً، ثم أتبعها برفع سقف الرواتب وخفف من شروط المنح للمسكن والتأثيث ومساعدة الزواج بعد دراسة وتمحيص وفق منهج علمي تناول المعطيات المالية والاجتماعية والعلمية والشرعية وحتى الترفيهية.   معادلة الاستثمار في الأطفال هي معادلة الحياة المتكاملة دون أن تقتصر على العمل والمسكن فقط، إنه الإنسان بجميع احتياجاته بين الترفيه والخروج للحدائق والبر والشواطئ للاستجمام والاستمتاع بمرافق الوطن الطبيعية والترفيهية والتجارية.    كافة تلك الأولويات هي اهتمام ملحوظ للوصول إلى معادلة الحياة في توفير المعيشة الكريمة لمنظومة المجتمع الأساسية، هو الإنسان منذ ميلاده وحتى نشأته مروراً بمراحل حياته الوظيفية وانتهاءً بالتقاعد، دون إغفال لدور ربات البيوت والطلبة والباحثين عن العمل والأطفال والرضع والمراهقين والأصحاء والمرضى.   إنها المعادلة أو النظرية الإنسانية يباشرها سموه ويدرسها سموه من بعد صلاة الفجر وحتى نهاية اليوم، ولم يتوقف عند هذا الحد بل ضرب لنا المثال والقدوة الحسنة للحاكم الحريص على دينه فيقوم ليؤذن في الناس لصلاة الفجر، ولم تشغله هموم وطنه ولم تتعبه سنوات عمره من القيام فجراً ليؤذن ليبدأ يومه بالصلاة خير من النوم ليبارك الله سعيه كل يوم لرفعة وطنه وأبنائه.   حقق المعادلة برؤية فريدة، حُق لها أن تفرد الصفحات ويخط من أجلها العبرات لتكون منهجا في استثمار لن يبور.
January 21, 2018 / 7:23 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.