جار التحميل...

°C,

الإدارة البريطانية بالخليج العربي..من الوكيل إلى المعتمد 1823-1971

March 30, 2021 / 11:38 AM

عندما أنشأت بريطانيا شركة الهند البريطانية الشرقية في عام 1600م، كان هدفها التجارة مع الهند، ولكن مع توسع تجارتها في الصوف والجوخ والحرير وصلت إلى الخليج العربي لتسويق منتوجاتها.
ولقد ربطت شركة الهند بين التجارة والسيطرة الاستعمارية مما أقحمها في صراع مع القوى العربية في الخليج وخاصة القواسم. لذلك قامت بحملات على المدن الساحلية وخاصة رأس الخيمة، وبعدها تم توقيع اتفاقية السلم العام في 1820م.

وفي 1823م وصل المقيم السياسي البريطاني المقيم في بوشهر، ماكلويد، إلى الساحل العربي ونزل ضيفًا على الشيخ سلطان بن صقر القاسمي (1803-1866م)، بعد ذلك كتب تقريرًا مطولًا عن المنطقة، ووصى بإنشاء وكالة في المنطقة تشرف على المصالح البريطانية منها وخاصة اتفاقية 1820م.

الوكيل المحلي في الشارقة 1825-1949 


وصل رضا خان إلى الشارقة في 1825م كأول وكيل مناط به المصالح البريطانية في الساحل العربي، حيث أنه لم يستمر طويلًا حيث أرسلت الحكومة البريطانية بدلًا منه الوكيل المحلي الملا حسين. وهكذا تتابع تعين الوكلاء في الشارقة وبرز منهم عيسى بن عبداللطيف الذي أعطى للوكالة هيبة ومكانة وتداخل مع الأهالي وتزوج منهم.

وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى زادت مكانة الخليج العربي وخاصة من ناحية متطلبات المطارات ومن ناحية التنقيب عن النفط في المنطقة، لذلك برزت الحاجة إلى تعيين ضابط إنجليزي في الشارقة يكون المشرف على الوكالة وتكون تبعيته مع المعتمد في البحرين منذ عام 1934م. 

وبدأ وصول الضابط السياسي للشارقة في عام 1939م ولكنه كان يمارس عمله في فصل الشتاء ويترك الأمر للوكيل بعد ذلك.

وفي عام 1948/1949م تم تثبيت الضابط السياسي في الشارقة طوال العام ومن ثم تم إلغاء الوكالة بعد 124 سنة من تواجد الوكلاء في الإمارات المتصالحة.

وفي عام 1954م تم تحويل مقر الإدارة البريطانية إلى دبي برتبة معتمد سياسي، يعاونه مساعد عربي وآخر بريطاني، وكان من بين المعتمدين شخصيات شهيرة وخاصة سير جيمس كريج، الذي كان أستاذ في معهد اللغات البريطاني بشمال لبنان.

وكذلك تم إنشاء دار اعتماد في أبوظبي بدأت بضابط سياسي اللورد مارتن بوكماستر، ثم تحولت إلى معتمد في عام 1962م مع أول شحنة نفط تصدر من جزيرة داس. وكان من بين الشخصيات سير آرشي لامب الذي كتب مذكراته عن أبوظبي ودور الشيخ زايد في تطوير إمارة أبوظبي.

وفي نهاية عام 1971م تم إغلاق دار الاعتماد في كل من أبوظبي ودبي وحل محلهما السفارة البريطانية وكان آخر معتمد في أبوظبي، تريدويل، أول سفير للحكومة البريطانية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولعبت الوكالة في الإمارات المتصالحة دورًا تاريخيًا مهمًا، حيث كان الوكيل يتابع أمور المنطقة الصغيرة والكبيرة، وينقل الصورة إلى المقيم السياسي في بوشهر، غير أن الساحل المتصالح أصبح ذا أهمية في ذاته بعد تدفق النفط وكذا وجود المطار في الشارقة. 
لذلك منذ 1939م بدأت بريطانيا تعين ضابطًا إنجليزيًا بدلاً من الوكيل المحلي، ثم أن منصب الوكالة ألغي في 1949م وحل محله دار الاعتماد والتي بدورها نقلت إلى دبي في 1954م. 

ولقد تأخر الاهتمام بأبوظبي حتى بداية الخمسينات عندما أكدت شركات النفط بأن أبوظبي مصدر هام للطاقة النفطية، لذا في 1962م تم ترقية الضابط السياسي في أبوظبي إلى معتمد سياسي، وبرز منهم شخصيات أحبوا أبوظبي مثل هيو بوستيد عمل في الإصطبلات الأميرية بعد تقاعده.                                                 

March 30, 2021 / 11:38 AM

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.