جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
يعتبرونه فأل خير يجلب الرزق طوال اليوم

"الاستفتاح" تقليد شرقي يفرح الباعة في الأسواق العراقية

16 فبراير 2021 / 8:49 PM
ينتشر تقليد "الاستفتاح" عند الباعة وأصحاب المحال التجارية في عموم أسواق الشرق الأوسط، من ضمنها العراق الذي يفاخر شعبه بكرم الضيافة، ووفقاً لهذا التقليد، يُسمح لأول زبون خلال يوم العمل بدفع الثمن الذي يريد في مقابل السلعة من دون اعتراض أو مساومة من البائع.
الشارقة 24- أ.ف.ب: 

يسارع الباعة في سوق أربيل التاريخي كل صباح لنشر بضاعتهم منتظرين بفارغ الصبر وصول زبونهم الأول الذي يحظى بحرية دفع الثمن الذي يراه مناسباً، في ظل اعتقاد شائع بأن هذا "الاستفتاح" سيجلب الرزق للتاجر طوال اليوم.

وينتشر هذا التقليد عند الباعة المتجولين وأصحاب المحال التجارية في عموم أسواق الشرق الأوسط، من ضمنها العراق الذي يفاخر شعبه بكرم الضيافة.

ووفقاً لهذا التقليد، يُسمح لأول زبون خلال يوم العمل بدفع الثمن الذي يريد في مقابل السلعة أو الخدمة التي يحصل عليها من دون اعتراض أو مساومة من البائع، إذ يُنظر إلى عدم البيع لأول زبون كنذير شؤم يمهّد ليوم سيشحّ فيه الرزق.

ومن لا يوفق من الباعة بـ"الاستفتاح" يقضي عادة ساعات جالساً على كرسي أمام متجره يراقب من حوله كإشارة منه بأنه مازال ينتظر الزبون الأول، الأمر الذي يدفع زملاءه المحيطين به لإرسال زبائن لمساعدته على تحقيق مبتغاه.

ويقول هايدت شيخاني الذي يعمل في سوق أربيل، عاصمة أقليم كردستان، إن هذا التقليد كان معمولاً به لدى التجار المسلمين واليهود في المدينة على السواء، بعدما كانت أربيل تضم جالية يهودية فاعلة حتى منتصف القرن العشرين.

"الله يرزقني"

وتختلف الآراء حول أصل تقليد "الاستفتاح"، إذ يقول البعض إنه مأخوذ عن حديث للنبي محمد جاء فيه "اللهم بارك لأمتي في بكورها".

لكن أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة صلاح الدين العراقية، عباس علي يرى أن هذا التقليد منتشر بين أتباع ديانات مختلفة ولا يرتبط بالإسلام فقط. 

وفي كل الأحوال، بات هذا التقليد جزءاً مهماً من العمل اليومي للتجار بمختلف أعمارهم. 

تقليد في مهب الريح 

ولا تقتصر هذه العادة على الأسواق فقط، فهي موجودة أيضاً لدى سائقي سيارات الأجرة والحرفيين وأصحاب ورش تصليح السيارات.

ويقول ماهر سليم، وهو ميكانيكي سيارات في أربيل يبلغ 46 عاماً "أنا أقبل بأي مبلغ مهما كان في أول النهار، أقبله وأضعه على جبهتي لأشكر الله".
 
لكن البيع لزبون "الاستفتاح" يبقى مقابل ثمن وليس مجانياً، رغم أن غالبية الزبائن الأوائل يفرضون ما يريدون، لأن الحصول على سلعة أو خدمة من دون مقابل يعتبر أمراً مرفوضاً وفقا للأعراف الاجتماعية. 

ورغم الانتشار الواسع لهذا التقليد، تبقى مجالات تجارية بعيدة عنه، خصوصا في المجمعات التجارية المنتشرة في عموم البلاد. 

ويتجلى ذلك خصوصاً في المجمعات التجارية الكبيرة في مدينة أربيل التي شهدت تطورا عمرانيا واسعا خلال العقد الماضي، والتي يتوافد اليها زبائن يبحثون عن تجربة تسوق ممتعة وغنية.
February 16, 2021 / 8:49 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.