نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي بدائرة الثقافة بالشارقة، السبت، جلسة مجلس الشعراء الرمضاني الرابعة والأخيرة في بيت حمد شامس المزروعي بالشارقة، استعرض خلالها مواصفات الشاعر المبدع.
الشارقة 24:
عقد مجلس الشعراء الرمضاني الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي بدائرة الثقافة بالشارقة، أمس السبت، جلسته الرابعة والأخيرة في بيت حمد شامس المزروعي بالشارقة، استعرض خلالها مواصفات الشاعر المبدع ومعايير القصيدة الجميلة.
تخللت الجلسة بعض القراءات الشعرية، بمشاركة الشعراء: حمد شامس المزروعي، أحمد المناعي، عبيد خصيف الكعبي، علي مطر المزروعي، وأدار الجلسة الشاعر الإعلامي خالد الظنحاني، الذي أشار إلى أن للشاعر مكانة مؤثرة وفاعلة في حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية وأيضاً الاقتصادية، والإبداع الشعري الأصيل يدهش المتلقي بغض النظر عن المستوى اللغوي أفصيح كان أم شعبي.
والقصيدة الجميلة هي القصيدة المتجددة التي تحمل في مضمونها قوة تقاوم الزمن وتستمر على امتداد الحضارات، هي بمثابة القارب السحري الذي يحملنا إلى عوالم نكتشف من خلالها الكون بشكل جديد ومتجدد كلما عدنا إليها.
من جانبه، أشار حمد المزروعي إلى أن القصيدة الرديئة تفتقر إلى المقومات الشعرية، فهي لا تعبر عن تجربة ولا تمتلك الحس الفني الذي يزودها بالدفء والحرارة، هي قصيدة باردة لا تشكل إضافة نوعية لا للشعر ولا للمتلقي، فالشعر ليس رص كلمات في وزن وقافية معينة، إنما الشعر هو نتيجة موهبة في الأول والأخير إلى جانب اللغة والوزن والقافية والخيال والاطلاع والتدبر، وهي كلها أدوات تمكن الشاعر من اختيار وكتابة الأفكار والعبارات بأسلوب ساحر سلس.
وقرأ حمد شامس المزروعي قصائد: يا نفس، نار المحبة، ريحة العود، عام زايد، وفيها يقول:
لو قلت أبياتي على كثر لقلام
لا تحسبوني قاصرٍ في عددها
زايد ولو تكتب له أعوام وأعوام
ما ينوصف قبلي ولا من بعدها
زايد على كل الدول بالوفا حام
وتشوف ذكره راسخ في بلدها
واليوم لا شفت الوفيات لحشام
كل تسمى بأسم زايد ولدها
وأضاف المناعي: "القصيدة الجميلة تدعونا باستمرار إلى قراءتها، نسعى إليها برغبة وحب وشغف وطواعية، فمن منا قرأ المتنبي مرات ومرات وأصابه الملل؟ ومن منا قرأ الخضر وطناف والجمري ومل، اعتقد الذي يتذوق الشعر لا يمل من قراءة هؤلاء الرواد العظماء، والشاعر لكي يكون ناجحاً ومؤثراً عليه أن يكون من وجهة نظري ابن الواقع الذي عصرته الأفكار وعاش فيها وتحدث بها.
وألقى المناعي قصائد: يا جنود الدار، رفيق الدرب، يا ربعي الشعار، كان يرضيك، وطن، وفيها يقول:
نحب بلادنـا، "وعمـارنا ونفوسنـا تنسـام"
نسوق أرواحنا بس العلم يبقى يرفرف دوم
تعلمنا الكثير، ومنكم يا سيدي الالهـام
لأجل الدولة وحب الوطن "نتوعد الغيوم"
بأن الباكر بيكتب فخر في شعبنا المقدام
وطـالعنا السما والغير يدري بس قال احلوم
ويوم انجازكم يا سيدي حقق لنا الأحلام
وصلّنا الغيم بسمك سيدّي في دار بن مكتوم
ويرى بن خصيف أن سمة الشعراء المبدعين المؤثرين تتمثل في قوة حضور نصوصهم بلغتها المتفرّدة، وبكونها مُلهمة وتغري المتلقي بحفظها والاستشهاد بها، وقدرتها على التأثير في تجارب الشعراء الآخرين.
وقرأ بن خصيف قصائد: شهر الفضائل، يا موطني شوف، يا هم جوفي، هامات الرجال، درب الصواب، وفيها يقول:
وأنا ولد زايد ولا فيها ارتياب
واللي يساوم ع بلادي بكسره
واثق خطى ما همني العقل المصاب
اللي يبا يجمع من الجو غبره
ما ورّد ركابي على شوف السراب
اورد على عدود سحبها ممطره
اما حياة تتعب متون السحاب
والا ممات وذاك باب المقبره
وتابع علي مطر المزروعي: "هناك الكثير من القصائد الجميلة التي تركت بصمتها في الساحة الشعرية، وحازت على رضى وإعجاب المتذوقين والمحبين للشّعر، ويرجع جمالها إلى ما تحتويه من أفكار راقية، وما تمثله من القيم الأصيلة والهوية العربية، وهذه القصائد الجميلة تتميز بالكلمة الجزلة والبوح الصادق والإحساس الرقيق والأسلوب المشوّق".
وقرأ علي مطر قصائد: يا زمان المصالح، حكم الغيب، أبرز جمالك، يا قلب، اغنم زمانك، وفيها يقول:
اغنم زمانك في عصور المساكين
وخلك بسيط الحال وحمل الثقايل
احمل عقول اكبار وقلب العفيفين
عيش التواضع وانت راعي الحمايل
يا كم واحد عاش عاش فوق الثمانين
لا هو حصد زرعه ولا عاش نايل
عينه على الكرسي وتقرى عناوين
تقصر يمينه مثل ما قال قايل