جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
7 ملايين مصاب في جنوب إفريقيا

علاج "اتش إي في" سراً يمحي وصمة العار

صورة بعنوان: MicrosoftTeams-Image
download-img
download-img
يبقى مرض الإيدز خارج السيطرة في كثير من دول العالم، لارتباطه بالعلاقات المشبوهة، لكن جنوب إفريقيا والمتضررة الأكبر منه، تحاول معالجة المصابين بـ "اتش إي في" سراً لتحميهم من وصمة العار.
الشارقة 24 – أ ف ب:   اتخذت جنوب إفريقيا، أكثر بلدان العالم تضرراً من الإيدز، تدابير فعالة لمكافحة الوصمة السلبية التي تطال المصابون بهذا المرض، من خلال التعويل على أساليب الكشف الذاتي، ونشر أجهزة التوزيع الآلي للأدوية.   ورغم التقدم المسجل على صعيد الوقاية، والانتشار الكبير للاختبارات، وتراجع سعر العلاجات الثلاثية، لا يزال فيروس "اتش إي في" يفتك بالكثيرين في البلد الأكثر تقدماً على الصعيد الصناعي في القارة السمراء، والذي يضم 7 ملايين شخص من إيجابي المصل أي نحو "19% من السكان البالغين".   وتشير أرقام منظمة "يونيت ايد" إلى أن 3 أشخاص من إيجابي المصل من كل 10 في العالم يجهلون إصابتهم بالفيروس.   وفي جنوب إفريقيا، أحد أسباب الانتشار الكبير للوباء، يتمثل في تكاسل بعض الأفراد من المجموعات الأكثر عرضة للمرض، عن التقدم إلى مراكز الصحة العامة، للخضوع لعملية الكشف.   ولتخطي هذه الصعوبة، تقدم "يونيت ايد" فحوصاً للكشف الذاتي، على أبواب المتاجر الكبرى، في حي هيلبرو الفقير في وسط جوهانسبرغ، كما تحاول مجموعة من المتطوعين استقطاب المارّة.   وتوضح "لين ويلكينسون" من جامعة "فيت فاترسراند" المسؤولة عن المشروع "نستهدف تحديداً الشباب، من خلال نشر مجموعة من الشبان المتطوعين هنا، نأمل في جذب أمثالهم من الحي".   وفي داخل مخيم، بعيداً عن أنظار الآخرين، يملأ المارة استمارة بسيطة، في مقابل الخضوع لفحص مجاني يمكنهم استخدامه بأنفسهم، سواء في المكان، أو في المنزل.   وتؤكد "موكغادي مابويلا "وهي شابة توزع الفحوص أن "طريقة الاستخدام مكتوبة بـ 6 لغات، وأن أكثرية الناس، لا يخطئون في الفحص".   وتضيف: "هم يفهمون سريعاً، بأن هذا الفحص ذاتي، مع أن بعض الرجال يطلبون رغم كل شيء تحديد موعد".   وتظهر نتيجة الفحص في غضون 20 دقيقة، وفي حال كانت النتيجة إيجابية، يُعرض على المستخدمين فوراً الخضوع لفحص آخر للتأكيد.   إنّ هذه المبادرة، سبقتها مبادرات أخرى نُفذت بداية في ملاوي ثم زامبيا وزيمبابوي منذ 2015، ولكنها توسعت لتشمل جنوب إفريقيا.    وبعد حي "هيلبرو"، ستكون الفحوص متوافرة، اعتباراً من مايو في محطات الحافلات بالمدينة التي تنقل يومياً مئات الآلاف من الركاب.   وتعتزم "يونيت ايد" توزيع نحو 5 ملايين عينة من هذه الفحوص.   وخلال استخدام أحد هذه الفحوص، أدرك "أوسكار تيومري" وهو موسيقي ذو 45 عاماً، يقيم في "البرتون" شرق "جوهانسبرغ"، أنّه مصاب بالمرض، وقد نصحه العاملون في "يونيت أيد" حينها "بالتوجه إلى عيادتهم، للخضوع لعلاج".    وصرح: "كان تقبل ذلك أمراً صعباً، لكن بفضلهم تمكنت من معالجة نفسي فوراً".   ويبدي "أوسكار تيومري" اليوم ارتياحه لكونه بات مدركاً للواقع، بأنّه إيجابي المصل، ويقول "نصيحتي هي بعدم الاستسلام، في إمكانكم البدء فوراً بالعلاج، والاستمرار في العيش حتى سن مئة عام".   توزيع آلي للأدوية   وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات إلى الشمال، أطلقت منظمة "رايت إي فارماسيز" غير الربحية أخيراً، مبادرة مبتكرة أخرى، ترمي لحماية ضحايا فيروس "اتش اي في"، من الأحكام الاجتماعية السلبية.   فقد بات للمرضى في مدينة الصفيح "باليسكندرا" الحق في الحصول على علاجهم بشكل سري من موزع آلي، شبيه بذلك المستخدم في المصارف، وهو الأول من هذا النوع في القارة الإفريقية، بفضل بطاقة، ورمز سري، وتأكيد رسمي مفروض قانوناً من صيدلي، عن طريق اتصال بالفيديو، يمكن للمرضى سحب علاجهم الثلاثي خلال أقل من 5 دقائق من دون التعرض لأي نظرة.   وتؤكد "فيلدا دلادلا" "59 عاماً" وهي إحدى المريضات في الحي "الأمر أسهل وأسرع، سابقاً، كان يتعين الانتظار طوال النهار في العيادة"، ومع الموزع الآلي، يمكن للجميع المجيء بسهولة طلباً للأدوية "شرط عدم نسيان الرمز الشخصي".   ولضمان سرية المستخدمين، يتم عزل الآلات الأربع للصيدلية، وهي مصنعة في ألمانيا وتباع بسعر 140 ألف يورو للوحدة، عن طريق حجرة عازلة.   ويوضح "ثاتو ماثاباثي" وهو أحد المسؤولين عن المشروع "لا يمكن الكشف عن مرضكم إلا إذا ما خرجتم مع أدويتكم بيدكم".   ومنذ سبتمبر، يستخدم حوالي 200 مريض يومياً، أجهزة التوزيع الآلي هذه للتزود بعلاجاتهم ضد الإيدز، والسكري، والربو، وارتفاع ضغط الدم.   ومن المقرر تجهيز ثلاثة مواقع أخرى قريباً بهذه الأجهزة في جوهانسبرغ.
April 02, 2018 / 8:04 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.