الشارقة 24 – أسعد خليل:
فرض برشلونة حامل اللقب هيمنته على الكلاسيكو أمام غريمه اللدود ريال مدريد المتصدر في الموسم الماضي عندما ظفر بالمواجهات الأربع، ولكن هذا الموسم يأمل نادي العاصمة بقيادة مهاجمه المتألق الفرنسي كيليان مبابي في اسعاد جماهيره وإنهاء حقبة من دون فوز عندما يستضيف عملاق كتالونيا الأحد، ضمن منافسات المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
فاز رجال المدرب الألماني هانزي فليك على ريال مرتين في الدوري ومرة في كل من كأس الملك والكأس السوبر في طريقهم لإحراز ثلاثية محلية، ما سرّع في إنهاء حقبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في العاصمة مدريد.
اعتبرت بداية المدرب الشاب شابي ألونسو الذي يخوض الكلاسيكو الأول في مسيرته التدريبية بعدما حل بدلاً من أنشيلوتي المغادر لتدريب منتخب البرازيل، جيدة حيث نجح في اعتلاء صدارة "لا ليغا" برصيد 24 نقطة متقدماً بفارق نقطتين عن برشلونة حامل اللقب قبل الموقعة المنتظرة على ملعب "سانتياغو برنابيو".
وتحوم الشكوك حول أداء "لوس بلانكوس" في المباريات المهمة، حيث خسر أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا في نصف نهائي مونديال الأندية هذا الصيف 0-4، كما عانى من هزيمة قاسية أمام الجار أتلتيكو 2-5 في ديربي مدريد في سبتمبر في المرحلة السابعة.
وسيشرع الفوز على برشلونة الباب أمام ريال للابتعاد بفارق 5 نقاط عن منافسه والتخفيف من وطأة هذه الشكوك، في حين ما زال المدرب فليك يبحث عن الوصول إلى المستوى ذاته الذي بلغه فريقه في الموسم الماضي.
ويشكّل مبابي الفارق الكبير مقارنة مع أداء ريال العام الماضي، إذ وصل المهاجم البالغ 26 عاماً إلى مستويات عالية في الموسم الجديد بعدما كان أنهى منافسات الموسم الماضي بقوة.
وصل مهاجم منتخب الزرق إلى شباك منافسيه في مبارياته الـ 11 الأخيرة بقميصي فريقه وبلاده، قبل مواجهة يوفنتوس الإيطالي حين سجل الإنجليزي جود بيلينغهام هدف الفوز الوحيد للريال في الجولة الثالثة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وسجل مبابي 10 أهداف من أصل 20 في الدوري هذا الموسم، ليتصدر ترتيب الهدافين، كما بلغ حصاده الإجمالي في مختلف المسابقات 15 هدفاً، بنسبة 54 في المئة من أهداف فريقه.
ووضع مبابي خلف ظهره بداياته الصعبة بقميص النادي الملكي وصراعه من أجل استعادة مستواه في أيامه الأولى في مدريد، حيث كان أول كلاسيكو له في مسيرته خيبة أمل كبيرة.
وبالتحديد قبل عام من عطلة الأسبوع الحالية للكلاسيكو، زار برشلونة ملعب "سانتياغو برنابيو" وعاد بفوز كبير برباعية نظيفة، في مواجهة عانى خلالها النجم الفرنسي للتغلب على الدفاع المتقدم للفريق الكتالوني في أول مباراة له ضد منافسه العنيد.
شاهد مبابي الحكم وهو يلغي هدفه بداعي التسلل، كما وقع في مصيدة التسلل 8 مرات في المباراة. كتبت حينها صحيفة "آس" الإسبانية بعد الأداء المخيب للآمال من مبابي أن المهاجم "كان منكمشاً وخالياً من السم".
ورغم الاحباط الذي أصاب جماهير ريال، إلّا أن مبابي حافظ على ثقته بنفسه وتعهد بعد بضعة أسابيع، في الوقت الذي استمر فيه تراجع النادي الملكي "حان الوقت لتغيير وضعي وإظهار من أنا كلاعب".
ربط مبابي القول بالفعل عندما واجه برشلونة في نهائي الكأس السوبر في يناير، إذ برغم الخسارة 2-5 إلّا أنه سجل هدفي فريقه، على غرار ما فعل في الخسارة أمام النادي الكتالوني أيضاً 2-3 في نهائي كأس الملك.
وفي مايو، خلال فترة بلغ فيها مبابي أوجه، سجل ثلاثية "هاتريك" أمام برشلونة ولكنه فشل في أن يحول دون خسارة ريال 3-4 على الملعب الأولمبي، في حين كان الفريق الفائز يتجه لحسم لقب الدوري لصالحه.
هذا الموسم، دخل على الخط صانع الألعاب التركي أردا غولر الذي بدأ بتكوين شراكة قوية مع المهاجم الفرنسي، بفضل قدرته على رصد الانطلاقات الصاروخية لمبابي.
قال ألونسو بهذا الشأن "يتنقل أردا بين الخطوط، وهناك يجد مبابي ببراعة".
وفي ظل معاناة برشلونة بشكل كبير على المستوى الدفاعي منذ بداية الموسم الحالي حيث تلقت شباكه 10 أهداف في 9 مباريات، يبدو ريال واثقا من قدرة مبابي على خلق تأثير مدمر في كلاسيكو الأحد.
ويتسلح ريال هذا الموسم بالأرقام التي تصب في صالحه، حيث حقق 10 انتصارات توالياً على أرضه في مختلف المسابقات، في أطول سلسة له منذ عقد من الزمن.
والتقى الفريقان في 261 كلاسيكو في مختلف المسابقات، حيث فاز ريال في 105 مقابل 104 لبرشلونة، وانتهت 52 مباراة بالتعادل.
ويسعى برشلونة في متابعة صحوته بعد الخسارة أمام إشبيلية 1-4 في المرحلة الثامنة، وتحقيق انتصاره الثالث توالياً في مختلف المسابقات بعد الفوز على جيرونا 2-1 في "لا ليغا" وسحقه لأولمبياكوس اليوناني 6-1، منها ثلاثية لفيرمين لوبيس وثنائية للإنجليزي ماركوس راشفورد، في الجولة الثالثة من المسابقة القارية الام.
ويأمل فليك الذي سيشاهد اللقاء من المدرجات بسبب طرده في المباراة السابقة في استعادة جهود البرازيلي رافينيا، فيما يستمر غياب غافي وداني أولمو وحارس المرمى جوان غارسيا والبولندي روبرت ليفاندوفسكي للإصابة.