الشارقة 24 - أ ف ب:
يعتزم لبنان وسوريا فتح صفحة جديدة في علاقاتهما التي شابها التوتر لعقود، كما أكّد مسؤولون في البلدين، اليوم الجمعة، خلال زيارة أجراها وزير الخارجية السوري أسعد الشبياني، طلبت خلالها بيروت معلومات عن اغتيالات سياسية شهدتها البلاد قبل سنوات، وتتهم عائلة الأسد بالوقوف خلفها.
وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول رسمي سوري إلى لبنان المجاور بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024، ووصفها الشيباني بأنها "تاريخية".
وقال الشيباني لصحافيين بعد لقائه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام "لقد فتحنا اليوم صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين سوريا ولبنان، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمستقبل المشترك".
ويرافق الشيباني وفد يضمّ عدداً من المسؤولين من بينهم وزير العدل مظهر الويس، ناقش جملة من القضايا مع الجانب اللبناني من بينها قضية الموقوفين السوريين في لبنان وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والحدود الطويلة بين البلدين.
وأعلن الشيباني خلال مؤتمر صحافي بعد لقاء سلام "من أبرز هذه القضايا ما يتعلق بإعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية"، مضيفاً "أحدثنا تقدماً كبيراً جداً في هذا الملف وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة".
وقال وزير العدل اللبناني عادل نصار؛ إن لبنان طلب من جهته "أي معلومات موجودة لدى الجهة السورية عن الاغتيالات التي حصلت في لبنان" يتهم الحكم السابق في سوريا بالوقوف خلفها، لا سيما اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005.
وأضاف أن لبنان طلب كذلك معلومات عن "الفارين من العدالة الموجودين في سوريا مثل "حبيب الشرتوني" المتهم باغتيال الرئيس الأسبق بشير الجميل في العام 1982، مضيفاً أن الجانب السوري أبدى "تعاوناً" حول هذه القضايا.
وأوضح أن لبنان طلب كذلك معلومات عن اللبنانيين المفقودين في سوريا خلال عهد الأسد، ويقدّر عددهم بالآلاف.
وفي مستهلّ زيارته، قال وزير الخارجية السوري بعد لقائه نظيره اللبناني يوسف رجّي إن الزيارة التي وصفها بـ"التاريخية"، "تعبّر عن توجه سوريا الجديد تجاه لبنان".
من جهته، أكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون بعد لقائه الشيباني أن لبنان "يتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وناقش الطرفان كذلك مسألة عودة اللاجئين السوريين في لبنان البالغ عددهم نحو 1,3 مليون، غالبيتهم نزحوا من سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية.
وأفادت الأمم المتحدة بأن نحو 294 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى بلدهم منذ سقوط الأسد.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه عون "هناك خطط الآن نناقشها بدعم دولي لأن تكون هناك عودة كريمة وعودة مستدامة" للاجئين السوريين من لبنان.
وبحث الطرفان أيضاً في ضبط الحدود الممتدة على مسافة 330 كيلومتراً بينهما. وقال الشيباني بعد لقاء سلام "تحدثنا عن ضرورة ضبط الحدود بين البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار".