جار التحميل...
الشارقة 24:
أسدل مركز إكسبو الذيد، مساء أمس الأحد، الستار على فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة، محققاً نجاحاً لافتاً، حيث شهد المهرجان، الذي استمر على مدار 4 أيام من 2 إلى 5 أكتوبر الجاري، توافد أكثر من 19 ألف زائر، وحقّق مبيعات بلغت قيمتها مليوناً و300 ألف درهم، معززاً من أهميته كمنصة سنوية داعمة للقطاع الزراعي والتراثي في دولة الإمارات.
وسجلت مزايدة التمور، التي شهدت عرض نحو 4 أطنان من التمور الفاخرة تضمنت 32 صنفاً، حضوراً كبيراً من كبار المزارعين وملّاك النخيل، الذين تنافسوا على عرض أجود أصناف التمور المحلية، حيث بلغت مبيعات المزادات 110 آلاف درهم، وشهد اليوم الأخير من المهرجان، تفاعلاً لافتاً من العارضين والزوار، تمثّل في تنظيم مزادات على منتجات الأجنحة من قبل عدد من المشاركين، في مبادرة أضفت حيوية استثنائية على أجواء الختام، حيث بادر عدد من العارضين إلى دعوة اللجنة المنظمة لتنظيم مزادات مباشرة على منتجاتهم، ولاقت هذه المبادرات تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث شهدت المزادات إقبالاً واسعاً ومنافسة حماسية بين الزوار لاقتناء أجود أنواع التمور والمنتجات المرتبطة بشجرة النخيل.
وحظي المهرجان، بمشاركة 72 عارضاً من مزارعي التمور وملاك النخيل من مختلف إمارات الدولة، إلى جانب عدد من الشركات الزراعية والمؤسسات الحكومية المتخصصة في المجال الزراعي، كما شهدت هذه الدورة، إطلاق "سوق الأسر المنتجة" الذي قدم مجموعة متنوعة من المنتجات التراثية والمشغولات اليدوية التي عكست تراث الإمارات العريق، وساهمت في إثراء فعاليات المهرجان بمنتجاتها المصنوعة من سعف النخيل ومشتقاته، مثل المخاريف والمزماة والمجبة والسرود والمهفة والسف والخرافة وغيرها من المنتجات التي تعتمد على أشجار النخيل في تصنيعها، إلى جانب مجموعة من الأطعمة والحلويات التقليدية التي حازت إعجاب الزوار، وأتاحت الفرصة، للأسر المنتجة، للترويج لمنتجاتها وزيادة مبيعاتها، والإسهام في الحفاظ على حرف تقليدية من التراث تعتمد على سعف النخيل.
وشكّل سوق التمور، الذي أقيم ضمن فعاليات المهرجان نقطة جذب رئيسة للزوار، حيث توزّعت عشرات المنصات التي ضمّت تشكيلة واسعة من التمور الفاخرة بمختلف أنواعها، إلى جانب منتجات ثانوية مستخلصة من النخيل مثل الدبس، وسعف النخيل، والمأكولات التراثية المصنوعة من التمور، وأتاحت الأسعار التنافسية في السوق فرصاً كبيرة للزوار والمستهلكين، لاقتناء أجود التمور بأسعار مناسبة، مما ساهم في تحريك عجلة المبيعات بشكل ملحوظ، فضلاً عن تعزيز فرص الترويج للمنتج المحلي في السوقين المحلي والخارجي.
وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن المهرجان يعكس التزام الغرفة بدعم القطاع الزراعي المحلي وتعزيز استدامته، مشيراً إلى أن ما يحققه من نجاح وتوسع سنوياً، هو ثمرة الجهود الرامية إلى تمكين أصحاب المزارع والأسر المنتجة، وتحفيزهم على الابتكار وتسويق منتجاتهم وفق أعلى المعايير، لافتاً إلى أن النجاح اللافت الذي حققته الدورة الخامسة من المهرجان على صعيد الإقبال والمشاركة والمبيعات، يعكس الثقة المتنامية من مجتمع المزارعين والمنتجين بهذا الحدث، وبدوره المحوري في فتح آفاق جديدة أمام تسويق التمور الإماراتية وترويجها، ودعم الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في الصناعات المرتبطة بشجرة النخيل، مؤكداً أن غرفة الشارقة ستواصل تطوير المهرجان وتعزيز فعالياته، بما يسهم في تعزيز التنمية الزراعية المستدامة، وإبراز الموروث الزراعي للدولة بطريقة تواكب متطلبات السوق وتحافظ على أصالة المنتج الإماراتي وجودته.
من جهته، أشار محمد مصبح الطنيجي منسق عام المهرجان، إلى أن مهرجان الذيد للتمور واصل ترسيخ مكانته كإحدى أبرز الفعاليات الزراعية والتراثية على مستوى الدولة، حيث تميزت الدورة الخامسة بالمشاركة الواسعة والإقبال الجماهيري اللافت والتنوع في الفعاليات، منوهاً إلى أن الإضافة النوعية التي تمثلت في "سوق الأسر المنتجة" ساهمت في توسيع قاعدة المستفيدين من الحدث، وفتحت آفاقاً جديدة أمام الصناعات التراثية والمنتجات المحلية، لافتاً إلى أن النجاح المتنامي للمهرجان يأتي انعكاسًا لثقة المزارعين والأسر المنتجة بالمردود الاقتصادي والتسويقي لهذا الحدث، الذي بات يشكل منصة حقيقية لعرض منتجاتهم أمام جمهور واسع، وتبادل الخبرات مع نظرائهم من مختلف إمارات الدولة، مما يعزز من تنافسيتهم ويرتقي بجودة إنتاجهم.
ونجح المهرجان، في تقديم وجهة مثالية للمزارعين والمهتمين بالقطاع الزراعي والعائلات، ووفر لهم تجربة متكاملة وفريدة جمعت بين المنافسات التراثية الأصيلة والبرامج التوعوية الهادفة والأنشطة الاقتصادية والفقرات الترفيهية والتفاعلية التي جذبت المهتمين بالزراعة وشجرة النخيل، ومثل الحدث فرصة للزوار للتعرف على أصناف التمور المتنوعة وعيش الأجواء الإماراتية الأصيلة، مؤكدًا دوره المحوري في تحسين جودة المنتج المحلي ودعم منظومة الأمن الغذائي وأهداف التنمية المستدامة على مستوى الدولة، وتعزيز الاهتمام بزراعة النخيل كإرث إماراتي.
وحظي المهرجان، بإشادة واسعة من قبل المزارعين المشاركين الذين أثنوا على دور الحدث في دفع المزارعين إلى التنافس لإبراز مواهبهم في عرض أجود أنواع التمور، بالإضافة إلى دور المهرجان في توفير منصة مهمة لهم لتبادل الخبرات والتجارب، والتعرف على أحدث التقنيات الزراعية وأساليب مكافحة الآفات بطرق مستدامة تكفل جودة الإنتاج والحفاظ على ممارسات الزراعة العضوية، في ظل مشاركة مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال الزراعة العضوية والميكنة الزراعية.