جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
تضرر مقر الحكومة الأوكرانية في كييف، يوم الأحد، جراء هجوم جوي روسي هو الأضخم على الإطلاق، استخدمت فيه أكثر من 800 مسيّرة وصاروخ، وأوقع ما لا يقل عن خمسة قتلى، بينهم اثنان في العاصمة.
وبعد ساعات، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يبذل جهوداً للتوصل إلى اتفاق سلام يضع حداً للحرب الروسية المتواصلة منذ مطلع 2022، عن استعداده لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، وأضاف أنا لست سعيداً، أنا لست سعيداً بالوضع برمته، وبما يحدث هناك.
وشدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهته عبر شبكات للتواصل الاجتماعي، على أن كييف تعوّل على ردّ قوي من الولايات المتحدة.
وكان زيلينسكي، أعلن في وقت سابق، أن هذا النوع من عمليات القتل في وقت كان من الممكن للدبلوماسية الحقيقية أن تبدأ قبل مدة طويلة، يعد جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب.
واندلعت النيران، على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة والدخان يتصاعد منه، بينما حلّقت المروحيات فوق المبنى الواقع في قلب كييف قرب مقري الرئاسة والبرلمان، ملقية مياهاً على سطحه، فيما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقاً أمنياً حوله.
وأوضحت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو عبر تلغرام، أنه لأول مرة تضرر سطح مقر الحكومة وطوابقه العلوية جراء هجوم روسي، مشيرة إلى أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا داخل المبنى.
بدوره، أشار المتحدث باسم أجهزة الإغاثة بافلو بيتروف، إلى أنه تم إخماد الحريق، لكن فرق الإنقاذ تعمل على تفكيك الهياكل ورشها بالماء لإعادة إصلاح المبنى والتثبت من أن كل شيء جيد.
وبقي مجمع المباني الحكومية، منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، بمنأى نسبياً من الضربات الروسية التي تستهدف العاصمة بانتظام.
وكشف سلاح الجو الأوكراني، أن روسيا أطلقت خلال الليل 810 مسيّرات و13 صاروخاً على أوكرانيا، مؤكداً اعتراض 747 مسيّرة وأربعة صواريخ منها.
كما طال الهجوم مناطق أخرى، متسبباً بسقوط خمسة قتلى بالإجمال، اثنان منهم في كييف، وأكثر من عشرين جريحاً، كما قتل شخصان آخران على الأقل في هجمات منفصلة، وفق السلطات الأوكرانية.
في كييف، ألحقت الضربات أضراراً بمبان سكنية، وأفاد رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن مقتل شخصين هما امرأة شابة وطفلها البالغ شهرين.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها ضربت مواقع لمجمع الصناعات العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية مرتبطة بالنقل.
وذكر الجيش الروسي، أن الهجمات استهدفت مواقع لإنتاج طائرات مسيّرة ومطارات عسكرية في شرق وجنوب أوكرانيا ووسطها، بالإضافة إلى منشأتين صناعيتين على مشارف كييف، وأضاف أنه لم يتم ضرب أي أهداف أخرى داخل حدود كييف، ما يشير إلى احتمال تضرر المبنى الحكومي بسبب الحطام المتساقط وليس بضربة مباشرة.
من جهته، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن روسيا تنغمس بشكل متزايد في منطق الحرب والترهيب، مندداً بالضربات العشوائية.
وأوضح زيلينسكي، إثر مكالمة مع ماكرون، قمنا بتنسيق جهودنا الدبلوماسية وخطواتنا التالية واتصالاتنا مع شركائنا لتأمين رد مناسب، في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بوتين لا يأخذ السلام على محمل الجد، فيما أسفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، لأن الكرملين يستخف بالدبلوماسية.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان مستعداً لفرض عقوبات جديدة على روسيا، أعلن ترامب للصحافيين في البيت الأبيض، أنه مستعد، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت، أنّ الولايات المتحدة مستعدّة لممارسة المزيد من الضغوط على روسيا، داعياً الأوروبيين إلى القيام بالمثل.
واعتبر بيسنت، أنه إذا فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مزيداً من العقوبات والتعرفات الجمركية الثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، فسينهار الاقتصاد الروسي تماماً، وهذا سيدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا، أنها نفذت ضربة على مصنع في منطقة بريانسك الروسية الحدودية ومصفاة للنفط في كراسنودار بجنوب روسيا.
وعلى الجبهة، واصل الجيش الروسي تقدمه الأحد، معلناً السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبتروفسك "وسط".