"أكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء" تشارك في رصد الخسوف القمري الكلي

الشارقة 24:

نظمت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة فعالية فلكية خاصة لرصد الخسوف القمري الكلي، التي تحدث عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر على استقامة واحدة تقريباً، بحيث يحجب كوكب الأرض ضوء الشمس عن القمر كليًا.

وقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من دول العالم هذه الظاهرة النادرة مساء الأحد الموافق 7 سبتمبر الجاري. واستقطبت الفعالية حضورًا واسعًا من الباحثين، والطلبة، وهواة الفضاء، والفلك.

وتهدف الأكاديمية من خلال هذه الفعالية إلى إتاحة تجربة علمية تفاعلية للجمهور تسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أبرز الظواهر الفلكية وتطوراتها، إلى جانب تسليط الضوء على الجهود والإنجازات الفلكية لدولة الإمارات.

كما أتاحت للزوار فرصة الاستفادة من أحدث الأجهزة والتقنيات المتخصصة في الرصد الفلكي من خلال مرصد الشارقة الفلكي، بما يعزز اكتساب المعرفة العلمية بشكل عملي وتطبيقي.

وقد شهدت دولة الإمارات الخسوف القمري مرئيًا بشكل كامل بجميع مراحله، فيما أوضحت المصادر أن نحو 85% من سكان العالم تمكنوا من متابعة بعض مراحل هذه الظاهرة الفلكية النادرة.

وبدأ الخسوف الجزئي في إمارة الشارقة عند الساعة 8:27 مساءً، وبلغ ذروته في الساعة 10:11 مساءً، لينتهي عند الساعة 12:55 بعد منتصف الليل، مستمرًا لمدة ما يقارب 82 دقيقة.

وتضمنت فعاليات الرصد تعريف المشاركين بآلية متابعة القمر باستخدام التلسكوبات والمناظير الفلكية، حيث وفّرت الأكاديمية مجموعة من الأجهزة عالية الدقة، من أبرزها تلسكوب"Meade" بقطر 10 إنش، وهو من نوع "كاسيغرين"، الذي يتميز بقدرته على تقليل من الزيغ الكروي واللوني بشكل كبير، إضافةً إلى قاعدته الشوكية المزودة بمحرك مدمج للتوجيه.

ويُعد هذا التلسكوب من أكثر الأجهزة موثوقية في الرصد الفلكي بفضل ثباته وقوة تحمله، فضلًا عن نظام التتبع الأوتوماتيكي المرتبط بخاصية تحديد المواقع، مما أتاح للحضور فرصة مشاهدة تفاصيل دقيقة لسطح القمر أثناء الخسوف.

كما قدّم فريق مرصد الشارقة الفلكي شروحات علمية حول الظاهرة وكيفية حدوثها عند مرور الأرض بين الشمس والقمر، وتم التطرق كذلك إلى أهمية دراسة مثل هذه الظواهر لفهم آليات حركة الأجرام السماوية وتفسيرها من منظورنا على الأرض، على الرغم من المسافات الشاسعة التي تفصل بينها.

وأكد الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الأكاديمية، أن مشاركة الأكاديمية في رصد خسوف القمر تمثل خطوة مهمة لتعزيز الوعي العلمي لدى المجتمع، موضحاً أن الخسوف يحدث عند اكتمال البدر ودخول القمر في ظل الأرض، وهي ظاهرة طبيعية لا تؤثر على الإنسان لكنها تحمل أهمية علمية وثقافية وتعليمية كبيرة، ما يستدعي تعريف الطلبة بها في المدارس والجامعات، كما تعد فرصة مميزة للمهتمين بعلوم الفضاء والفلك لمتابعتها، مشيراً إلى أن هذا الخسوف يتميز بكونه الأطول منذ عام 2018، ومؤكداً حرص الأكاديمية على تنظيم فعاليات فلكية دورية تتيح للجمهور تجربة تعليمية وتطبيقية تحت إشراف نخبة من الباحثين والمختصين بالأكاديمية.