الشارقة 24 - أ ف ب:
في سوق طرابلس، يحافظ محمد الشعار، آخر صانع طرابيش في لبنان، على هذه الحرفة العثمانية التي ورثها عن عائلته منذ 125 عاماً، رغم تراجع الإقبال عليها واقتصار استخدامها على المناسبات التقليدية. ورغم الأزمات التي قللت الطلب، يصر الشعار على مواصلة عمله بشغف دون التفكير في التوقف.
وسط أزقة سوق طرابلس الضيقة في شمال لبنان، تُخلّد ورشة محمد الشعار، آخر صنّاع الطرابيش في البلاد، فنّ صناعة أغطية الرأس التقليدية هذه التي كانت رائجة في عهد الإمبراطورية العثمانية.
بألوان متنوعة بين العنابي والأخضر وحتى الأسود؛ وبزخارف لافتة وتطريزات بشعار الأرزة اللبنانية، أو حتى بتصاميم بسيطة... يُقدّم محمد الشعار ذو اللحية السوداء والشارب العريض، لزبائنه تشكيلة واسعة من الطرابيش.
يُعرف هذا الرجل الطرابلسي ذو العينين الداكنتين بأنه آخر حرفي يُنتج هذه القبعات التقليدية الموروثة من العصر العثماني، وهو يحافظ منذ ربع قرن على هذه المهارة التي ورثها عن جده.
رغم أن الطربوش بات في المقام الأول قطعة ذات طابع رمزي أو اكسسواراً موجهاً للسياح، إلا أن إنتاجه يبقى حرفة أصيلة تتطلب مهارات خاصة، على ما يؤكد الحرفي.
انتشر الطربوش بشكل خاص في عهد السلطنة العثمانية، خصوصاً بعد أن فرض السلطان محمود الثاني على كبار الشخصيات اعتماره. ويعود تاريخ الطربوش في لبنان إلى قرون عدة خلت.