جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
تبادلت كمبوديا وتايلاند، القصف المدفعي، لليوم الرابع على التوالي، اليوم الأحد، مع الإعلان عن استعدادهما للبحث في وقفٍ لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة.
وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا، الاشتباك الأعنف بينهما، في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ 15 عاماً.
وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية، عن مقتل 34 شخصاً على الأقل، وتسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص.
وأكد الجانبان اللذان تواصل معهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّهما يريدان بدء محادثات، ولكنّ القتال استؤنف في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في ظل تبادل الاتهامات بهذا الشأن.
واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة، قبل أن تنتشر المعارك على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية، حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، أنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازعاً عليهما في شمال غرب البلاد، وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت "أعمالاً عدائية ومنسّقة"، مندّدة بـ"الأكاذيب والذرائع الكاذبة" التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير "الغزو غير القانوني".
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية، إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق "نيران مدفعية ثقيلة" مستهدفاً "منازل مدنيين" في مقاطعة سورين، وأكدّت أنّ أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقاراً صارخاً لحسن النية، وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.
كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا، باستخدام أسلحة بعيدة المدى.
والسبت، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه تحدث مع الزعيم الكمبودي هون مانيت، ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الاجتماع والتوصل بسرعة إلى وقف لإطلاق النار.
ورحّب ترامب، بمحادثتين جيدتين للغاية، وأعرب منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، عن أمله في أن تتفق الدولتان الجارتان على مدى سنوات عديدة مقبلة.
وأعلنت بانكوك السبت، أنّها توافق من حيث المبدأ على الدخول في وقف لإطلاق النار مع كمبوديا، وأصدر رئيس الحكومة هون مانيت، تعليمات لوزير خارجيته براك سوخون، للتنسيق مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، لإنهاء الصراع.
كذلك، حثّت الأمم المتحدة، الدولتين، على التوصل فوراً لوقف لإطلاق النار.
ويختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة، التي حُددت خلال فترة الهند الصينية الفرنسية، وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد برياه فيهيار بين العامين 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.
وأصدرت محكمة الأمم المتحدة، حكماً لصالح كمبوديا مرّتين، في العامي 1962 و2013، بشأن ملكية معبد برياه فيهيار المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به.