الشارقة 24 – محمد الحمادي:
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، صباح اليوم الأحد، حفل تخريج طلاب درجة البكالوريوس بجامعة الشارقة دفعة ربيع 2025 البالغ عددهم 284 خريجاً، وذلك في قاعة المدينة الجامعية.

واستهل الحفل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، عقبه تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ليلقي بعدها الدكتور عصام الدين عجمي مدير جامعة الشارقة، كلمة رحب فيها بسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي والحضور، مهنئاً الخريجين بهذا الإنجاز العظيم الذي يعكس تميزهم الأكاديمي وشخصياتهم الواعدة.

وعبر عجمي عن فخره واعتزازه بالخريجين مباركاً لأولياء أمورهم الذين قاموا بالدعم والرعاية، وأعضاء الهيئة التدريسية الذين كانوا لهم نبراس علم ومصدر إلهام، موجهاً شكره وتقديره لسمو رئيس جامعة الشارقة، على دعمه اللامحدود لمسيرة الجامعة وطلبتها، وحرصه المستمر على تهيئة بيئة تعليمية رائدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وأكد مدير جامعة الشارقة بأن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد أسس الجامعة على أسس متينة، وجعلها جامعة شاملة تحتوي أكبر عدد من الكليات والتخصصات في الدولة، مشيراً إلى أن سموه تابع بشكل شخصي تفاصيل بناء الجامعة وبرامجها الأكاديمية وأروقتها التي صُممت على نحو فريد، وذلك تحفيزاً للطلبة على التفاعل بمختلف جنسياتهم التي فاقت اليوم خمساً وتسعين جنسية، مما يُثري البيئة العلمية والثقافية.

وأشاد عجمي بمسيرة جامعة الشارقة التي تميزت كل كلية فيها بمسار معرفي مميز، وبمساهمة فاعلة في خدمة المجتمع وتطويره، متناولاً أسماء الكليات المختلفة ذاكراً دورهم في حفظ القيم والتراث والهوية الأصلية، وتعلم إدارة المؤسسات وشؤون الاستراتيجيات، واتخاذ القرارات، والسير بالوطن نحو مستقبل مزهر، بالإضافة إلى التسلح بالمعرفة والقانون والحقوق والعدالة الاجتماعية، والاستجابة لمتغيرات العصر، وتنفيذ أعمال تُخاطب العقول والقلوب، وحب الاكتشاف والتفاعل مع الثورة الرقمية والمعرفية سواء في البحث العلمي، أو في الصناعات المتقدمة.
وخاطب مدير جامعة الشارقة الخريجين مؤكداً فخر الجامعة بتخرج هذه الكوكبة المتميزة من الطلبة، المزودين بالعلم والمعرفة، والمشبعين بقيم الانتماء والمسؤولية، ليكونوا أداة في مجالاتهم، يساهمون في تنمية أوطانهم وخدمة مجتمعاتهم، ويقودون التغيير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، مشيراً إلى أن الجامعة هيأت خريجيها ليكونوا على قدر المسؤولية، متسلحين بمهارات التفكير الناقد والابتكار، وقادرين على مواجهة تحديات العصر، وصناعة مستقبل يليق بمكاناتهم كمهنيين أكفاء وورثة أوفياء لقيم العمل، وأوفياء لقيم جامعتهم.
واختتم عجمي كلمته موصياً الخريجين بضرورة التعاون والانفتاح والتعلُّم المستمر، إضافة إلى الالتزام بالمسؤولية المجتمعية والريادة والإبداع، مشدداً على ضرورة السعي لتأسيس مشاريع أو أبحاث تضيف قيمة حقيقية للمجتمع والوطن والعالم.
من جانبه ألقى الخريج صالح محمد الجسمي من كلية القانون، كلمة الخريجين الذي أعرب خلالها عن فخر الخريجين واعتزازهم بالوقوف أمام الحضور، مثمناً جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في تأسيس الجامعة ونظرته الثاقبة التي قادت الجامعة إلى النجاحات، قائلاً: "أنتم يا صاحب السمو حاكم الشارقة، مثال استثنائي، لحاكم، وهب فكره وقلبه ووقته لبناء حضارة، أساسها العلم والثقافة والعدل".
وتناول الجسمي جهود سمو رئيس الجامعة ودعمه الكبير للطلاب ومكانة سموه في قلوب طلبة جامعة الشارقة، مشيراً إلى أن سموه كان يشاركهم اللحظات، ويبارك لهم الإنجازات، ويهنئهم برسائل تهنئة رغم أعبائه الكثيرة، لأنه أراد أن يوصل للطلبة أنهم محل عنايته، وأنه معهم في خطواتهم وأفراحهم.

وأضاف: "شكراً لأنك معنا، شكراً لأنك قدوتنا، شكرا على الرؤية، وعلى العزم، وعلى الثقة التي زرعتموها فينا، وها هي تثمر علماً، وفكراً، وتاريخاً، ومجتمعا يعي قيمه، ويعتز بجذوره، لكم في القلب دعاء لا ينقطع، وعرفان لا يحصى، ووفاء باق ما بقي الوفاء".
ووجه الجسمي رسالة لأولياء أمور الخريجين واصفاً بأنهم كانوا وطناً قبل أن يعرفوا معنى الأوطان، سنداً حين اهتزت الخطى، ونوراً حين أظلمت الدروب، مشيراً إلى أنهم سبباً في الفخر الذي يعيشون اليوم، وفرحتهم أكبر من شهاداتهم، موجهاً شكره للآباء والأمهات، قائلاً: "إلى أمهات حملن أثقال الحياة على أكتاف الحب، وآباء جعلوا من تعبهم جسرا نعبر به نحو الغد، نقول: شكرا، حتى يبلغ الشكر منتهاه، إن ما غرستموه قد أثمر".
وخاطب الجسمي الخريجين مستذكراً أبرز الذكريات التي مروا بها خلال فترة دراستهم بداية من مواقف السيارات وقاعات الدراسة وصولاً إلى أوراق الاختبار، والصباحات الباكرة، مضيفاً: "ها نحن اليوم، نقف عند عتبة عمر جديد، نحمل في أيدينا شهادات، وفي صدورنا حكايات، وفي أعيننا دمعة تأبى أن تسقط، احتراما لهيبة الموقف، وجمال الذكرى، نتذكر كيف تسللت ضحكاتنا من خلف الأبواب، تتسابق مع خطوات المعلمين الذين آمنوا بنا".
واختتم الجسمي كلمته التي وجهها لأساتذته، قائلاً: "إليكم نرفع القبعة، ونقول: أيها الأساتذة الكرام، أنتم المعنى الحقيقي لكل نجاح صبرتم، ودعمتم، نسجتم أحلامنا، وتركتم في القلوب بصمات نحملها في ذاكرتنا، كزاد في قادم العمر، ستظل تسكننا أينما ذهبنا، ومهما بلغنا".

وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بتسليم الشهادات للطلاب الخريجين من كافة برامج البكالوريوس في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية، والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وإدارة الأعمال، والهندسة، والقانون، والفنون الجميلة والتصميم، والاتصال، والعلوم، والحوسبة المعلوماتية، والسياسات العامة، مباركاً سموه للخريجين ومتمنياً لهم التوفيق والنجاح في حياتهم المستقبلية.