جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نظمه المكتب الثقافي في المجلس الأعلى للأسرة

صالون الشارقة الثقافي يبحث "مؤلفات الأطفال بين الشغف والتأثير"

30 مايو 2025 / 12:00 PM
صالون الشارقة الثقافي يبحث "مؤلفات الأطفال بين الشغف والتأثير"
download-img
أقام المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، صالون الشارقة الثقافي، بعنوان "مؤلفات الأطفال بين الشغف الذاتي والتأثير الخارجي"، في مسرح المجلس، وناقش عدة محاور منها تساؤل حول الكتابة للطفل، أيهما الأفضل الأدب الذي كُتب للطفل أو الذي كتبه الطفل بنفسه.

الشارقة 24:

نظم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، صالون الشارقة الثقافي، بعنوان "مؤلفات الأطفال بين الشغف الذاتي والتأثير الخارجي"، في مسرح المجلس، وشاركت في الندوة د.بديعة الهاشمي، اختصاصية أدب أطفال، وأميرة المرزوقي رئيس قسم الاستشارات النفسية والأسرية بإدارة التنمية الأسرية وفروعها، وجواهر الكعبي، مدير برامج الآداب واللغات بمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وأدارت الندوة الأديبة نجيبة الرفاعي، وناقشت الندوة عدة محاور منها تساؤل حول الكتابة للطفل، أيهما الأفضل الأدب الذي كُتب للطفل أو الذي كتبه الطفل بنفسه؟ وهل تعتبر القصص التي كتبها الأطفال ونشرت بالفعل، هل تعتبر إضافة للأدب المحلي والعالمي أم مجرد تجارب طفولية لا ترقى لمستوى الكتابة الأدبية الإبداعية.

تحديد الأفضلية غير مرتبط بكاتب القصة

وأكدت د.بديعة الهاشمي أن تحديد الأفضلية غير مرتبط بكاتب القصة، بل بمدى تحقيقها لمعايير كتابة القصص خاصة سلامة اللغة وهذه الظاهرة موجودة قبل سنوات، ولكنها اليوم ظهرت بشكل أكبر بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وعلينا أن نكون حذرين عند نشر كتاب خاص بطفل، فنحن هنا نحمّل الطفل مسؤولية كبيرة، فعليه عندها أن يواجه الجمهور ويجيب عن تساؤلاتهم ويتقبل النقد دون أن يتأثر بشكل سلبي، ويجب أن تتوفر لدى الطفل الرغبة الحقيقية في الكتابة والنشر، ويتضمن عمله شروطاً محددة ومعايير وأفكار مؤثرة وقيماً ومعاني.

وأكدت أن الكتابة وسيلة من وسائل التعبير، وشكل من أشكال الموهبة كالرسم مثلاً أو الموسيقى، ويجب أن نقدر موهبة الطفل ونصقلها ونشجعه وندعمه، ولكن يمكنه أن ينشر مثلاً ضمن نطاق ضيق ومحدد كالمدرسة أو المجلات المخصصة للطفل، ولكن إصدار كتاب باسمه يضعه تحت ضغوط ومسؤوليات تفوق سنوات عمره.

وأكدت د. الهاشمي أن تدخل الأهل أو دور النشر في بعض القصص المنشورة يكون واضحاً، خاصة مع عجز الطفل عن مجاراة ما نشر له في مقابلات إعلامية، كما أن تدخل الأهل يفقد النص عفويته ومصداقيته.

وشاركتها أميرة المرزوقي الرأي حيث قالت: يمتلك الطفل حصيلة لغوية كافية لتأليف قصة من عمر ست سنوات، ولكن النشر المبكر، ووضع الطفل تحت أضواء الشهرة في عمر صغير، له بلا شك سلبيات تفوق الإيجابيات، خاصة مع وجود ضغوط نفسية على الطفل من قبل الأهل الذين يرغبون في رؤية طفلهم مشهوراً، وصاحب كتب ومؤلفات، فالطفل عندها سيحمل عبئاً يفوق سنوات عمره، ولن يعيش عمره الحقيقي، وسيحمل معه هذه التأثيرات السلبية حتى بعد أن يكبر، خاصة إن لم يكن يمتلك الدافع الحقيقي للكتابة والنشر، بل هو ينفذ رغبات والديه فقط، وأي نقص أو نقد سلبي أو فشل سيدفع الطفل للعيش في قلق وتوتر مستمرين، وسيشعر باستمرار بالإحباط، وبالمقابل وصول الطفل للأضواء والشهرة في سن مبكرة سينعكس بالسلب على شخصيته، فنحن نبحث عن الوسطية لتحقيق التوازن لنفسية الطفل، فالشهرة ترفع من تقديره لذاته لدرجة تصل به إلى الغرور، وهذا أمر مرفوض.

لذا يجب عدم التسرع في النشر والسيطرة من قبل الأهل والامساك بزمام الأمور لتحقيق التوازن بين غرس القيم والأخلاق في الطفل وبين تنمية وصقل مواهبه، والحد من هوسه بالشهرة وحب الظهور، فدور الأسرة مهم جداً لدعم الطفل، ولابد وأن ننشر الوعي بين الأسر بكيفية التعامل بشكل تربوي مع الأطفال والعمل على تنمية شخصيتهم وإبعادهم عن صدمات الطفولة النفسية التي تكبر معهم للأسف وتنعكس بالسلب على كافة تفاصيل حياتهم.

عدم الضغط على الطفل أو دفعه للكتابة والنشر

وأكدت جواهر الكعبي أنه لا ينبغي الضغط على الطفل أو دفعه للكتابة والنشر إن لم يتوفر لديه دافع ذاتي، وفي حال وجود هذا الدافع يجب تشجيع الطفل على تنمية موهبته من خلال تكثيف القراءة، وحضور ورش الكتابة والقراءة والنشر في مجلات الأطفال، وتجنب إصدار كتاب في عمر صغير، تجنباً لسلبيات الشهرة.

وأكدت الكعبي أن علينا تحقيق التوازن بين شغف الطفل بالنشر والشهرة وبين تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية، وأضافت موضحة:

من واقع تجربتي أؤكد أن الطفل الذي نشر كتاباً يرفض عادة الالتحاق بورش ودورات الكتابة، حيث يرى نفسه وصل للقمة ولم يعد بحاجة للتعلم واكتساب المزيد من الخبرات، بينما في الواقع نحتاج نحن سواء كنا كباراً أو صغاراً للتعلم باستمرار، وأكدت أن وجود دور نشر تجارية تهدف لتحقيق الربح فحسب يفاقم من المشكلة.

وفي نهاية الجلسة تم فتح باب المداخلات والتساؤلات من الجمهور، حيث قالت سعادة نورة أحمد النومان، رئيس المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: لابد وأن تلعب الأسرة دورها الإيجابي في تنمية شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه والرضا عن ذاته، ومنحه شعور الانجاز والتفوق والنجاح، ولكن ضمن حدوده كطفل، لا ينبغي للأهل أن يدفعوا الطفل ليعيش عمراً وتجربة تفوق سنوات عمره، فابتسامته عندها ستكون مزيفة وسعادته مزيفة وشهرته مزيفة، فلابد من وجود توصيات لكافة المؤسسات المعنية بالطفل والأسرة لنشر الوعي لتحقيق التوازن بين دعم وصقل مواهب الأطفال دون التأثير على نفسيته وشخصيته.

كما شاركتها سعادة صالحة عبيد غابش، رئيس المكتب الثقافي، قائلة: من واقع تجربتي في عالم الأدب، وبعد أن كتبت في مختلف ألوانه من الرواية والقصة والشعر والمقال وقصص الأطفال، أؤكد أن أصعب أنواع الكتابة هي الكتابة للطفل، لأن الطفل صادق في مشاعره وواضح في أفكاره وقراراته ولن يجامل، فقد يقبل كتاباً وقد يرفضه، فكيف إن أصبح هو الكاتب بل والناشر أيضاً، فالذي دفعنا في المكتب الثقافي لطرح هذه التساؤلات حول كتابات الطفل، هو وجود دار نشر باسم ناشرة صغيرة، ونحن كأدباء وناشرين ندرك صعوبة هذا المجال، فكيف نضع طفلة تحت كل هذه المسؤوليات والضغوط لتسرق منها طفولتها، فإحساس الطفل أنه تحت الأضواء ينعكس سلباً على نموه النفسي، وكوني أملك مجلة وداراً للنشر أتعامل باستمرار مع أولياء الأمور، وألاحظ أن بعض الأمهات بالفعل يوجهون الأطفال للطريق الذي يرسمونه هم، ليحققن ما يحلمن به من خلال الطفل، الذي تكون ابتسامته مصطنعة، ونفسيته مضطربة.

كما أكدت سعادة موضي الشامسي، رئيسة إدارة التنمية الأسرية وفروعها، ضرورة الاهتمام بالمنظومة التعليمية لنشر التوعية بأهمية القراءة والكتابة، من خلال حصص التعبير التي تصقل المواهب وتضاعف الحصيلة اللغوية لدى الأطفال، وتساعدهم على تعزيز ثقتهم في نفسهم وتنمي مواهبهم، بعيداً عن سلبيات الشهرة المزيفة، فلابد من نشر الوعي بين الأطفال والأسر من خلال المدرسة.

May 30, 2025 / 12:00 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.