الشارقة 24:
في احتفال مميز يجمع بين عبق الماضي واستشراف المستقبل، نظّمت دائرة الأشغال العامة في الشارقة ملتقاها السنوي لعام 2025، الذي يأتي هذا العام بحلّة استثنائية احتفالاً بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسها، وتزامناً مع الإعلان الرسمي عن إطلاق الخطة الاستراتيجية الجديدة للدائرة، إيذاناً بمرحلة تطويرية نوعية في مسيرتها المؤسسية.
وشهد الملتقى حضور سعادة المهندس علي بن شاهين السويدي، رئيس دائرة الأشغال العامة، ومديري الإدارات، وقيادات وموظفي الدائرة، إلى جانب شركاء النجاح من رعاة الحفل، وممثلي وسائل الإعلام.
استُهل الحفل بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلتها كلمة ترحيبية أكدت على رمزية المناسبة، وعمق الارتباط بين الماضي والمستقبل في مسيرة الدائرة، ثم أعقبها عرض مرئي وثائقي مؤثر لخّص أبرز إنجازات ربع قرن من العمل الهندسي والمؤسسي، أسهمت خلاله الدائرة في ترسيخ معايير الريادة في تنفيذ المشاريع الحيوية على مستوى الإمارة.
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر سعادة المهندس علي بن شاهين السويدي؛ عن فخره واعتزازه بهذه المحطة المفصلية في تاريخ الدائرة، قائلاً: "نحتفل اليوم ليس فقط بمضي خمسة وعشرين عاماً على تأسيس دائرتنا، بل نحتفل بمسيرة وطنية مشرفة بدأت بخطوات محدودة وبإمكانات بسيطة، وتحولت إلى قصة نجاح مؤسسية تُحتذى، بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة وتفاني فرق العمل المتعاقبة، الذين سطّروا عبر الزمن تاريخاً من الإصرار والعطاء والالتزام."
وأضاف: "أنتم شركاء النجاح، وبكم تستمر المسيرة، ويعلو البناء، ويتحقق الطموح. لنكن جميعاً على قدر المرحلة، ولنواصل مسيرتنا بكل شغف وإخلاص وإيمان بمستقبل هذه الدائرة، ومكانتها في قلب مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها إمارة الشارقة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة".
وأشار السويدي إلى أن الدائرة كانت عند انطلاقتها تضم عدداً قليلاً من الموظفين، ولم تتجاوز مشاريعها أصابع اليد، وكانت تنحصر مهمتها في الإشراف على المشاريع، بينما باتت اليوم تتولى تنفيذ أكثر من 200 مشروع سنوياً، مع ميزانيات تتجاوز المليار درهم، وتقوم بكامل مراحل العمل الهندسي من التصميم والتنفيذ إلى التشغيل. وقال: "نحن اليوم لا نبدأ من جديد، بل نبني على إرث مؤسسي عريق وتجربة تراكمية متميزة، وندخل مرحلة جديدة يقودها جيل شاب مؤهل وطموح، يعزز استمرارية النجاح، ويواكب تطلعات المستقبل."
وشكّل الإعلان الرسمي عن الخطة الاستراتيجية الجديدة للدائرة محطة مفصلية في الحفل، حيث ألقت المهندسة هند ناصر، مدير مركز التخطيط الإستراتيجي، كلمتها بهذه المناسبة، مؤكدة أن الخطة تمثل تحوّلًا نوعيًا في آليات العمل المؤسسي، وتعكس فهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة المقبلة.
وقالت: "الخطة الاستراتيجية الجديدة ليست وثيقة جامدة، بل هي إطار ديناميكي مرن يستجيب لمتغيرات العصر، ويرتكز على مفاهيم الابتكار، والاستدامة، والتحول الرقمي، ورفع كفاءة الأداء، بما يضمن مواصلة تقديم بنية تحتية متطورة تخدم مجتمع الإمارة وتحقق التوازن بين التنمية وجودة الحياة."
وأضافت: الخطة تستند إلى بطاقة الأداء المتوازن، وتهدف إلى تحسين تجربة المتعاملين، وتعزيز التنافسية المؤسسية، وتوسيع الشراكات، وتمكين الكفاءات الوطنية من الريادة في مختلف مجالات العمل الهندسي والإداري.
وخصصت الدائرة جزءاً كبيراً من الملتقى لتكريم نخبة من الكوادر والفرق المتميزة التي ساهمت في إنجازات العام، وفي تنفيذ برامج استراتيجية نوعية.
وتم تكريم خريجي برنامج "النخبة" لإعداد القادة، إلى جانب الدفعة التاسعة من منتسبي دبلوم خدمات المستقبل، وفِرَق العمل التي أنجزت مشاريع نوعية مثل مبنى الجمارك صفري الطاقة، شبكة الصرف الصحي في مويلح، مشروع توسعة جامعة خورفكان، ونصب الاتحاد، إضافة إلى مبادرات تطوير الإجراءات الداخلية وتحقيق التحول الرقمي.
كما حظيت الإدارات المساندة مثل مركز الاتصال المؤسسي، ومركز التخطيط الاستراتيجي والجودة، ومركز تقنية المعلومات بتكريم خاص، تقديراً لدورها الحيوي في تحقيق التكامل المؤسسي ورفع جودة الخدمات وتعزيز السمعة الحكومية.
وشمل التكريم أيضًا فئات فردية برزت بعطائها وتميزها مثل فوزية أحمد وصديقة الظاهري وتهاني الظاهري، والمهندسين محمد النومان وأحمد سيدو وغيرهم، ممن شكلوا نماذج مضيئة في الأداء المؤسسي.
وفي لفتة وفاء، كرّمت الدائرة رعاة الحفل من شركائها في القطاع الخاص مؤكدة أن نجاح الملتقى ومختلف المشاريع الكبرى لم يكن ليتحقق لولا هذا التعاون الوثيق والمثمر.
واختُتم الحفل بكلمات شكر لجميع الحاضرين والمنظمين والرعاة، تأكيداً على أهمية التكاتف والعمل الجماعي، والاعتزاز بجميع من أسهم في بناء هذا الصرح المؤسسي خلال ربع قرن من العمل والعطاء.