جار التحميل...
الشارقة 24:
ضمن فعاليات مؤتمر الخدمة الاجتماعية في نسخته الـ 15، اختتمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة فعاليات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر، الذي أقيم تحت شعار "نحو مجتمع آمن وأسرة متماسكة"، في رحاب الجامعة القاسمية.
وقد شهد اليوم الثاني تخصيص 7 ورش علمية تخصصية تناولت مواضيع متنوعة في مجال العمل الاجتماعي، بهدف تعزيز التماسك الأسري ودعم الأمن المجتمعي، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من داخل الدولة وخارجها.
صرّح الدكتور جاسم الحمادي، مدير مكتب المعرفة، بأن الورش المصاحبة للمؤتمر تمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهدافه، حيث تسعى إلى تعزيز التماسك الأسري والأمن المجتمعي من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة تسهم في تأهيل المهنيين واكتسابهم مهارات متقدمة ومتنوعة في مجال العمل الاجتماعي.
وأكد أن هذه الورش تشكل أداة فعّالة لتعزيز كفاءة العاملين في القطاع الاجتماعي، بما يدعم توجهات المؤتمر الرامية إلى بناء مجتمع أكثر استقراراً وتماسكاً.
وأوضح الحمادي أن اختيار مواضيع الورش تم بعناية لتلبية الاحتياجات المختلفة للعاملين في هذا المجال الحيوي، الذي يتطلب قراءة دقيقة للواقع واستجابة فاعلة للتحديات الحديثة، مثل قضايا الصحة النفسية، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقياس الأثر الاجتماعي للخدمات.
وأشار إلى أن الورش تواكب الأهداف الاستراتيجية للمؤتمر التي تتماشى مع رؤية إمارة الشارقة في تعزيز الاستدامة المجتمعية وتطوير الخدمات الاجتماعية بما يلبي احتياجات الأفراد والأسر.
كما أضاف أن قائمة المشاركين في تقديم الورش تم اختيارها بدقة من قبل اللجنة العلمية في الدائرة، لضمان تقديم محتوى متميز يستفيد من خبرات نخبة من الجهات المشاركة، التي تشمل هيئات حكومية واتحادية وخليجية، مؤكداً أن هذا التنوع في الجهات والخبرات يعزز من القيمة المعرفية للمؤتمر، ويضمن تحقيق نتائج ملموسة تساهم في تطوير الممارسات الاجتماعية والارتقاء بها نحو الأفضل.
وتمثلت الورش في عناوين متنوعة وهي "آليات عمل المراصد الاجتماعية لدعم السياسات الاستشرافية "و"بناء مؤشرات قياس الأثر الاجتماعي للخدمات" و"تطوير البحث الاجتماعي لتعزيز التماسك المجتمعي" و "مستقبل الخدمات الاجتماعية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي" و"استراتيجيات دعم الصحة النفسية والعقلية في المجتمع" و"تطوير الإعلام الاجتماعي لتعزيز التأثير المجتمعي" و"إدارة المبادرات المجتمعية لزيادة التأثير والاستدامة".
فيما استعرض الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الدخيل، معالج إدمان ومعالج أسري من المملكة العربية السعودية، خلال الورشة بأهمية بناء مؤشرات دقيقة لقياس الأثر الاجتماعي للخدمات، حيث سلط الضوء على ضرورة تصميم هذه المؤشرات بناءً على معايير علمية، مشيراً إلى دورها في تحسين جودة الخدمات وتوجيه الموارد بشكل أكثر كفاءة.
وقدمت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية بدائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ورشة تناولت فيها أهمية تطوير البحث الاجتماعي كأداة لتعزيز التماسك المجتمعي، كما ناقشت كيفية الاستفادة من نتائج البحوث لتصميم سياسات اجتماعية فعّالة تسهم في تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع، وسلطت الضوء على تجربة سنغافورة وكيف ساهم البحث الاجتماعي في تعزيز التماسك المجتمعي فيها.
كما ناقشت الورشة التي قدمها الدكتور شريف أبو شادي، استشاري معرفة بدائرة الخدمات الاجتماعية، أهمية المراصد الاجتماعية كأدوات استراتيجية لدعم السياسات الاستباقية، وتطرق الدكتور شريف إلى كيفية جمع البيانات وتحليلها لاكتشاف التحديات المجتمعية قبل حدوثها، مؤكداً على دور هذه المراصد في تقديم حلول مبتكرة لتحقيق الاستدامة في الخدمات الاجتماعية.
وقدمت الورشة الدكتورة أمل إبراهيم علي، أستاذ مساعد في كلية الحوسبة والمعلوماتية بجامعة الشارقة، حيث تناولت خلالها مستقبل الخدمات الاجتماعية في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأوضحت كيف يمكن لتلك التقنيات تحسين كفاءة الخدمات الاجتماعية وتقليل التكاليف، مع الإشارة إلى أبرز التحديات التقنية التي قد تواجه القطاع.
أدار الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري علاج نفسي بمستشفى القاسمي، ورشة تناول فيها استراتيجيات دعم الصحة النفسية والعقلية، وأكد المرزوقي أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الصحة النفسية وتطوير برامج وقائية وعلاجية لمواجهة تحديات العصر، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للضغوط النفسية.
فيما قدم الأستاذ أحمد عبد الكريم، رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري بمحاكم دبي، ورشة عن تطوير الإعلام الاجتماعي لتعزيز التأثير المجتمعي، إذ تحدث عن أهمية الاستفادة من منصات الإعلام الاجتماعي للتوعية بالقضايا الاجتماعية وتوسيع نطاق الوصول للجمهور، مع التأكيد على تطوير محتوى مؤثر يتناسب مع احتياجات المجتمع.
وناقشت الورشة، التي قُدمت من قبل المستشار المهندس عثمان بن محمد بن هاشم، مؤسس وقف شباب خير أمة للعمل التطوعي بالمملكة العربية السعودية، عن كيفية إدارة المبادرات المجتمعية بشكل يعزز من تأثيرها ويضمن استدامتها، وتطرقت إلى أفضل الممارسات في تصميم وتنفيذ المبادرات، مع التركيز على أهمية الشراكات الفعّالة بين القطاعات لتحقيق الأهداف المشتركة.
وفي ختام فعاليات المؤتمر، أكدت دائرة الخدمات الاجتماعية، أن الزخم المعرفي والتفاعل المهني الذي شهدته الورش التخصصية شكّل إضافة نوعية لمسيرة العمل الاجتماعي، وأسهم في بناء أرضية صلبة لتطوير السياسات والخدمات المجتمعية.