في أعماق المستنقعات الخضراء بمحمية روغيزي في شمال رواندا، عاد صوت طائر الكركي الرمادي المتوّج ليحلق في السماء من جديد، بعد أن كاد يختفي صوته من الذاكرة. وهذه العودة لم تكن محض صدفة، بل ثمرة شغف وعزيمة الطبيب البيطري أوليفييه نسينغيمانا، الذي كرّس جهوده لحماية هذه الطيور النادرة وإنقاذ بيئتها من التهديد. وبفضل مبادراته في إعادة تأهيل الموائل الطبيعية ومكافحة الصيد غير المشروع، استعادت الطبيعة توازنها، وعاد طائر الكركي ليزيّن سماء رواندا بتاجه الذهبي ورقصاته المهيبة.
الشارقة 24 – أ. ف. ب:
تمدّ طيور من نوع الكركية الرمادية المتوّجة أجنحتها البيضاء تحت أشعة الشمس، وتحلّق فوق مستنقعات في روندا، حيث تشهد هذه الأنواع عودة استثنائية. ويعود الفضل في عودة ظهور هذه الطيور المهاجرة إلى جهود الطبيب البيطري أوليفييه نسينغيمانا، الرامية إلى حماية موائلها الطبيعية.
ففي العام 2015، أنشأ نسينغيمانا جمعية حفظ الطبيعة في رواندا التي تدعم 75 حارساً، ثلثهم من النساء، ساعدوا على رفع عدد الطيور من 300 إلى 1293.
تراجعت أعداد هذه الطيور نتيجة لفقدان موائلها ورغبة الناس في تربيتها كحيوانات غريبة، وغالباً ما تكون هذه الطيور مصابة وغير قادرة على التكاثر، مع العلم أن هذا النوع يبقى مرتبطاً بشريكه مدى الحياة.
ولتحويل الناس عن سبل العيش التي تضر بالأراضي الرطبة التي تختفي بسرعة أكبر بثلاث مرات من الغابات على مستوى العالم، تحض الجمعية على تطوير صناعات جديدة.
لكن لا يزال يتعيّن القيام بمجهود إضافي، إذ يقوم حراس الغابات في الجمعية بدوريات مستمرة في محيط المستنقع الذي تظل أجزاء منه بؤراً للأنشطة غير القانونية.