أنهى بيت الحكمة مشاركته في برنامج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة المغربية الرباط، والذي نظمه قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية خلال الفترة ما بين 18-27 أبريل الجاري، وذلك عبر برنامج معرفي سلط الضوء على استكشاف إرث أدب الرحلات في الحضارة الإسلامية.
الشارقة 24:
اختتم بيت الحكمة مشاركته في برنامج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة المغربية الرباط، والذي نظمه قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية خلال الفترة ما بين 18-27 أبريل الجاري، وذلك عبر برنامج معرفي سلط الضوء على استكشاف إرث أدب الرحلات في الحضارة الإسلامية من خلال مسيرة اثنين من أبرز الرحالة في العالم الإسلامي، هما أحمد ابن ماجد وابن بطوطة.
وشهد جناح بيت الحكمة زيارة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، برفقة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بن الحسن؛ وسعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وعدد من الشخصيات البارزة، حيث كان في استقبالهم مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة بالشارقة، التي قدمت لهم شرحاً عن جناح بيت الحكمة وأقسامه والمخطوطات التي تستعرض لجمهور المعرض جوانب من الإرث العلمي العربي في أدب الرحلات وعلوم الملاحة البحرية.
وشهد جناح بيت الحكمة كذلك زيارة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان نائب رئيس مجلس أمناء جامعة عجمان؛ ومعالي نعيمة ابن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالمغرب، وذلك ضمن جولة في جناح الشارقة الذي قدّم أكثر من 50 فعالية متنوعة، شملت جلسات فكرية، وأمسيات شعرية، وورشاً تفاعلية للأطفال واليافعين.
امتداد حيّ للتأثير الثقافي والمعرفي
وفي تعليقها على المشاركة، قالت مروة العقروبي: "يتمتع المغرب بخصوصية متفرّدة في التاريخ العربي والإسلامي؛ فهو امتداد حيّ للتأثير الثقافي والمعرفي الذي أضاءته الحضارة الإسلامية عبر قرون، ومن هنا تأتي مشاركة بيت الحكمة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط كحلقة وصل وتفاعل بين المشرق والمغرب، وتفتح المجال لحوار معرفي يتجاوز الجغرافيا نحو القيم المشتركة التي وحّدت العرب والمسلمين عبر التاريخ".
وأضافت: "ولقد شكل اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 محطة ملهمة في مسيرة تعزيز المعرفة والاحتفاء بالكتاب، تُوجت بتأسيس بيت الحكمة كصرح ثقافي ومعرفي بارز. وجاء لاحقاً اختيار اليونسكو لمدينة الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026، ليؤكد عمق الروابط الثقافية بين الشارقة والرباط، ويعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة بدعم الثقافة وصون التراث الإنساني المشترك".
وعلى هامش المشاركة، استضاف جناح بيت الحكمة جلسة حوارية بعنوان: "فصول من الفن الإسلامي: أدب الرحلات – استكشاف إرث الرحلات من خلال أحمد ابن ماجد وابن بطوطة"، تناولت الإرث المتجدد لأدب الرحلات في الثقافة الإسلامية. شارك في الجلسة كل من سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وشيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية والوثائق بمركز جمعة الماجد، حيث استعرضا دوافع الرحلات لدى العرب والمسلمين، وإسهامات أحمد ابن ماجد وابن بطوطة في توثيق التجربة الإنسانية والمشاهدات المختلفة عبر أسفارهما التي امتدت لعقود.
ونظم جناح بيت الحكمة مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي عرفت جمهور المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بمبادراته الثقافية الرائدة، ومنها النسخة الثانية من معرض "فصول من الفن الإسلامي" الذي يقام في بيت الحكمة بالشارقة حتى 5 يوليو المقبل تحت عنوان "أدب الرحلات"، ويستعرض نشأة علم المسالك والممالك، وخرائط الشريف الإدريسي، وأدوات الملاحة القديمة وغيرها، وذلك في ضوء مجموعة من المخطوطات والخرائط والكتب النادرة، مع إتاحة تجربة جولة افتراضية تفاعلية للجمهور للاطلاع على محتويات المعرض وأقسامه.
مخطوطات وكتب في الملاحة والرحلات
وعرض بيت الحكمة، ضمن مشاركته مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة التي سلطت الضوء على إسهامات كبار الرحالة والملاحين العرب، وفي مقدمتهم أحمد ابن ماجد وابن بطوطة، حيث تضمنت المعروضات مخطوطة بعنوان "أراجيز ابن ماجد"، وهي مخطوطه نادرة تضم مجموعة القصائد والأبيات والرسائل التي ألفها أحمد ابن ماجد في أدب البحار، وتحمل أهمية علمية كبيرة نظراً لاشتمالها على نصوص شعرية غير موثّقة سابقًا، لم تُنشر من قبل في أعمال ابن ماجد المعروفة.
كما شملت المعروضات كتاب "بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد"، وهو كتاب من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ساقَ سموه من خلاله العديد من الإثباتات العلمية الموثقة التي تبرئ ابن ماجد من الادعاء القائل بأنه ساعد البرتغاليين في الوصول إلى الهند واحتلالها في وقت لاحق.
وعُرض كذلك مخطوطة نادرة من كتاب مُهذّب رحلة ابن بطوطة المسماة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وهو كتاب من جزئين يوثق الرحلة الاستثنائية التي خاضها ابن بطوطة لما يقرب من ثلاثين عاماً، وشملت مشاهدات اجتماعية وثقافية وإنسانية عبر ما يقرب من 44 دولة في الهند وأفريقيا والجزيرة العربية والمشرق وأجزاء من أوروبا. وقد طُبع هذا الكتاب في المطبعة الأميرية ببولاق في القاهرة عام 1933م، كما تُرجم إلى عدة لغات مثل البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، وتُرجمت فصول منه إلى الألمانية.
وجاءت المشاركة في المعرض امتداداً لجهود بيت الحكمة في تعزيز الحضور الثقافي للإمارة على المستوى الدولي، وإبراز التراث العربي والإسلامي من خلال محاوره المتجددة، ومن بينها أدب الرحلات بوصفه بوابة لفهم الحضارات وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.