جار التحميل...
الشارقة 24:
التواصل الاجتماعي في عالم اليوم، هو الشغل الشاغل للجميع على مستوى العالم، حيث كتبت فيه آلاف الأبحاث، ونشرت مئات الآلاف من المقالات والتعليقات والحوارات في الصحف، مع آلاف المقابلات التلفزيونية، ولا يكاد يمر يوم يخلو منها ومن الحديث عن آثارها ومستجداتها وما يتعلق بها.
مهرجان الشارقة القرائي للطفل، على عادته في دعم تنمية معارف وثقافات الطلبة، ومنهجه في توعية الأطفال نحو الوجهة السليمة لقراءة ومشاهدة واختيار ما ينفع، خصص ضمن فعاليات "محطة التواصل الاجتماعي"، محاضرة للحديث إلى الصغار والكبار عن قرب في هذه الموضوعات المهمة، وكان من بينها محاضرتان منفصلتان تحت عنوان: "هل التواصل الاجتماعي مناسب للأطفال؟"، قدمتهما الباحثة همسة يونس، وصانعة المحتوى جنان عبد الفتاح.
بدأت همسة يونس، بالتأكيد على أن الاعتدال مهم في كل شيء، ومنه الاعتدال في التعامل مع التواصل الاجتماعي؛ فهو مناسب لمن يتخذه وسيلة للمعرفة والاطلاع، وغير مناسب لمن يتخذه وسيلة لإهدار الجهود والأوقات ويؤدي به إلى التأخر الدراسي، وبينت المحاضرة، أهمية التفريق في موضوع الترند بين المتعة والتهور، والبحث عن ترندات ترسخ الهوية، وتعتز بالقيم وهي كثيرة وموجودة.
وهل نأخذ استراحة من وسائل التواصل؟ أشارت همسة يونس، إلى أن هذه الاستراحة مهمة لبناء حياة اجتماعية سليمة خالية من الانعزال والوحدة، واختتمت بالحديث عن التأثير النفسي للإعجابات على مواقع التواصل، مؤكدة أنها لا يمكن أن تكون هي العامل الأساس في تقييم الطفل.
أما صانعة المحتوى جنان عبد الفتاح، فبدأت محاضرتها بسؤال أيضاً: هل يجب أن يكون للطفل حسابات على التواصل الاجتماعي؟ وكان الجواب: نعم إذا كان الهدف تعلم مهارات جديدة، والتواصل مع الأسرة والأصدقاء، والتعبير عن النفس بشكل مفيد، والوصول لمحتوى تعليمي يسهم في زيادة تفوق الطالب، ويقترب من تحقيق طموحاته وتطلعاته.
ومع كل هذه الفوائد، حذرت المحاضرة، الأطفال من بعض المخاطر مثل: التعرض للتنمر الإلكتروني، والإدمان على التصفح، وفقدان الخصوصية، والتعرض لمحتوى غير مناسب، ويزداد الخطر حينما لا يراعي الطفل مرحلته العمرية، ويدخل من دون رقابة ذويه إلى هذه المواقع، بهدف الفضول، فيتعرض إلى المخاطر ويصعب عليه التخلص منها.
وطرح الأطفال الحاضرون، الكثير من الأسئلة، كما شاركوا الكثير من آرائهم في ضوء ما تعرضوا له على التواصل الاجتماعي، وركزت المحاضرتان، على توجيه أنظار الأطفال المشاركين، نحو أفضل السبل الكفيلة أو البدائل الإيجابية لاستخدام ناجح للتواصل الاجتماعي، ومن بينها: اللجوء إلى التطبيقات الآمنة التي تناسب مستواهم الفكري والعمري، واختيار مواقع تعليمية نافعة، وحصر التواصل في نطاق الأسرة الواحدة.