معهد الشارقة للتراث يحتفي بـ "التغرودة" في حصن الذيد

 

نظم معهد الشارقة للتراث فعالية تراثية مميزة تحتفي بـ"التغرودة" "حداء الإبل"، وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل في حصن الذيد، إحدى الوجهات التراثية البارزة في الإمارة، بحضور أعيان وأهالي المنطقة الوسطى والمهتمين بالتراث.

 

وتأتي هذه الفعالية ضمن البرنامج المصاحب لليوم العالمي للتراث، الذي يحتفل به العالم سنويا في 18 أبريل، للتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الإنساني وصونه، تم تسليط الضوء هذا العام على "التغرودة" بوصفها تراثاً إماراتياً أصيلاً تم تسجيله في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي في عام 2012، لما تحمله من دلالات اجتماعية وإنسانية تجسد روح الحياة البدوية.

 

 

صوت الصحراء وسيرة البدوي

 

تمثل التغرودة أكثر من مجرد فن شعري يُلقى على ظهور الإبل، إنها قصة تُروى على وقع خطى القوافل، تتغنى بالمروءة والشهامة، وتعكس الروح المعنوية للركبان، وتُستخدم كوسيلة ترفيهية وتواصلية بين البدو في الصحراء، من هنا جاءت فكرة معهد الشارقة للتراث في إعادة إحياء هذه الموروثات في سياق حضاري ومعرفي يليق بأهميتها التاريخية.

 

 

برنامج متكامل يعانق الأصالة

 

تضمنت الفعالية مجموعة الفعاليات المتنوعة التي تستهدف مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، من بينها ندوة تناولت تاريخ التغرودة ودورها في حياة البدو، وأمسية شعرية وورش عمل تفاعلية للأطفال، ومعرض لأدوات الإبل من المشاركين من الدولة ومن سلطنة عُمان الشقيقة، بالإضافة إلى الرزفة الشعبية.

 

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث "احتفاؤنا بالتغرودة هذا العام هو رسالة حب ووفاء لتراثنا العريق، وهو دعوة للأجيال الجديدة كي تتعرف على إرث الأجداد من قلب الميدان بالصوت والصورة والتجربة، التغرودة كانت ولا تزال تمثل روح البدوي، هي إيقاع الصحراء وصدى الروح، وهي مرآة تُجسّد العلاقة الفطرية بين الإنسان والطبيعة، بين الراكب والراحلة، بين الأرض والسماء"، ولفت سعادته نحن في معهد الشارقة للتراث نؤمن بأن حفظ التراث مسؤولية جماعية، وأن الفعاليات الحية مثل هذه تسهم في ترسيخ الهوية، وتبني جسوراً بين الأجيال، وقد اخترنا حصن الذيد لهذا الحدث تحديداً؛ لأنه ليس فقط رمزًا تاريخيًا، بل فضاءً نابضًا بالحياة يجمع بين التراث والطبيعة والمجتمع.

 

رسالة من الماضي إلى الحاضر

 

يُعد اليوم العالمي للتراث فرصة لاستحضار الماضي ليس بوصفه سردية منتهية، بل بوصفه مكوّناً حيوياً للهوية المعاصرة ومن خلال هذه الفعالية، يسعى معهد الشارقة للتراث إلى تحويل الاحتفاء بالتغرودة إلى لحظة تفاعلية، حيث يتقاطع فيها الصوت، والتاريخ، والإبداع، في تجربة ثقافية نابضة بالحياة.