بالتعاون مع "مجمع اللغة العربية بالشارقة"، نظّمت "مكتبات الشارقة"، فعالية ثقافية بعنوان "النهضة الثقافية"، استضافت خلالها وفداً من المستعربين الدارسين في الجامعة القاسمية، ضمّ 24 طالباً و21 طالبة، شاركوا في جولة ثقافية شملت مكتبة كلباء العامة وعدداً من المعالم التاريخية والثقافية والسياحية في مدينة خورفكان، بهدف تعزيز فهمهم للثقافة الإماراتية والعربية.
الشارقة 24:
نظّمت "مكتبات الشارقة"، بالتعاون مع "مجمع اللغة العربية بالشارقة"، فعالية ثقافية بعنوان "النهضة الثقافية"، استضافت خلالها وفداً من المستعربين الدارسين في الجامعة القاسمية، ضمّ 24 طالباً و21 طالبة، شاركوا في جولة ثقافية شملت مكتبة كلباء العامة وعدداً من المعالم التاريخية والثقافية والسياحية في مدينة خورفكان، بهدف تعزيز فهمهم للثقافة الإماراتية والعربية، والتعرف على دور المكتبات العامة في نشر المعرفة وبناء الجسور الحضارية.
وجاءت الجولة الثقافية في إطار احتفالات مكتبات الشارقة بمرور 100 عام على تأسيسها، تأكيداً على دورها في ترسيخ الثقافة والمعرفة على مدار قرن من الزمن، وترسيخ مكانتها كجسر يربط بين الحضارات، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية المكتبات العامة باعتبارها منصات حيوية لنشر العلم والمعرفة، وتعزيز الحوار الثقافي بين الطلاب المستعربين المتخصصين في الأدب العربي، بما يسهم في بناء جسور التواصل بين الثقافات.
تجربة روسية في عشق العربية
وضمن البرنامج الثقافي للفعالية، عقدت مكتبات الشارقة في المنطقة التراثية بخورفكان جلسة حوارية استضافت المستعربة الروسية أناستاسيا أوستروخوفا، بحضور إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، وعدد من الباحثين والمسؤولين الثقافيين في الإمارة والمنطقة الشرقية، وأدار الجلسة غيث الحوسني، عضو فريق الفعاليات بإدارة مكتبات الشارقة العامة.
وتحدثت المستعربة الروسية عن بدايات علاقتها باللغة العربية خلال دراستها في بيلاروسيا، مشيرةً إلى أن تعرّفها على الثقافة العربية وتاريخها الثرّي دفعها لتعلّم العربية الفصحى حتى باتت لغتها الأم الثانية، وعبّرت خلال الجلسة عن إعجابها بالشعر العربي الذي وصفته بأنه "من أرقى أشكال الشعر في العالم"، وأنشدت عدداً من الأبيات الشعرية العربية الفصيحة، وسط تفاعل لافت من الحضور.
ولفتت أناستاسيا أوستروخوفا إلى أن اللغة العربية تتميّز بمنطقها الفريد لما تحويه من قواعد ونحو دقيق، وهو ما اعتبرته من أجمل ما يميز هذه اللغة ويجعلها قريبة إلى عقل المتعلّم وقلبه في آنٍ معاً.
أقدم فروع مكتبات الشارقة
واستهلّ الوفد جولته بزيارة مكتبة كلباء العامة، حيث قدّمت لهم عائشة خميس الكعبي، أمينة المكتبة، شرحاً تفصيلياً حول أقسام المكتبة التي تُعدّ أقدم فروع مكتبات الشارقة.
وتضم المكتبة ما يزيد على 71,315 عنواناً و83,711 كتاباً تغطي مختلف فروع المعرفة، من الديانات والفلسفة والعلوم الاجتماعية، إلى الآداب، والتاريخ، والجغرافيا، واللغات، والفنون، إلى جانب مكتبة خاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومكتبة مخصصة للأطفال واليافعين، وأخرى مخصصة للسيدات، فضلاً عن قاعات المطالعة، وبرامج الفعاليات، وخدمات الإعارة الداخلية والخارجية.
جولة ثقافية على معالم خورفكان
وانطلاقاً من أهمية التراث الثقافي في فهم الحضارات، شملت الفعالية جولة تاريخية على عدد من أبرز المعالم التراثية في مدينة خورفكان، من بينها القلعة البرتغالية، القرية التراثية، السوق القديم، الحصن، ومتحف السوق القديم، حيث اطلع المشاركون على الإرث التاريخي الذي يعكس غنى الحضارة الإماراتية وتطورها عبر العصور.
واختتمت الفعالية بجلسة إفطار جماعي في مطعم نزل الرياحين، التابع لمجموعة الشارقة للضيافة، حيث التقى المشاركون في أجواء من التفاعل الثقافي والحوار المفتوح، بما عزز من روح التقارب بين الثقافات، وأكد أهمية المكتبات والمبادرات الثقافية في ترسيخ المعرفة والتواصل الحضاري.
وعبّر الدارسون المستعربون المشاركون في الجولة الثقافية عن إعجابهم بالخدمات التي توفرها مكتبات الشارقة، واعتبروها منارات معرفية ومجتمعية متكاملة تلبي احتياجات القرّاء وتوفر بيئة غنية بالعلم والتواصل الثقافي.