رغم احتواء باطن أرضه على كنوز ثمينة، تؤرخ لبداية البشرية إلاّ أن حيّ أنياما في مدينة أبيدجان بساحل العاج يبدو اليوم عادياً يلعب فيه الأطفال بسلام، ويتصاعد دخان الشواء من زوايا شوارعه، لكنّ هذا المكان كان قبل 150 ألف سنة موطناً للإنسان العاقل، حين كانت العاصمة الاقتصادية لساحل العاج عبارة عن غابة استوائية كبيرة جداً، إذ صنّف نحو 15 عالم آثار ومتخصص في الأنتروبولوجيا من جنسيات مختلفة هذه المنطقة على أنها أقدم مكان لوجود بشري في غابة استوائية.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
يبدو أنياما اليوم حيّاً عادياً في أبيدجان يلعب فيه الأطفال بسلام ويتصاعد دخان الشواء من زوايا شوارعه، لكنّ هذا المكان كان قبل 150 ألف سنة موطناً للإنسان العاقل، حين كانت العاصمة الاقتصادية لساحل العاج عبارة عن غابة استوائية كبيرة جدا.
وفي العام 1982، أطلق عالم الآثار الإيفواري فرنسوا غويديه يويديه، بعدما نبهه جيولوجي، أعمال تنقيب في أنياما على أرض مملوكة لأحد الأشخاص.
ومع باحثين بعضهم من معدّي الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر"، بدأ بالحفر وعثر تحت أمتار عدة على عدد كبير من الأدوات الحجرية، التي يعود تاريخها إلى العصر البليستوسيني، وهي فترة من العصر الحجري القديم، ثم أجرى تحليلات عليها وأبقاها في المنزل.
وفي دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" في نهاية فبراير، صنّف نحو 15 عالم آثار ومتخصص في الأنتروبولوجيا من جنسيات مختلفة هذه المنطقة على أنها أقدم مكان لوجود بشري في غابة استوائية.
وقبل هذا الاكتشاف، كانت آثار الإنسان العاقل - الجنس البشري الذي ظهر قبل 300 ألف سنة - التي اعترفت بها الأوساط العلمية في هذا النوع من البيئات، أحدث بكثير، إذ كانت تعود إلى 70 ألف سنة كحد أقصى في آسيا وأوقيانوسيا، على ما يوضح الباحثون.
وداخل غرفة ضيقة من بيته المتواضع، عمد غويديه يويديه البالغ حالياً 77 عاماً والمتقاعد، إلى استخراج صناديق متراكمة تحتوي على هذه البقايا.
وفي ساحل العاج، يؤكد فرنسوا غويديه يويديه، أن "بلوغ الخلاصات في علم الآثار يحصل ببطء لأنه لا يحصل على تمويل".
ويقول غويديه يويديه الذي يعتبره أقرانه المتخصص الوحيد في عصور ما قبل التاريخ في ساحل العاج، إنه دفع 15 مليون فرنك إفريقي (نحو 24 ألف دولار) من جيبه في السنوات الأولى من أعمال التنقيب.
ويندد بـانعدام الإرادة من جانب الدولة لمساعدته.
وينتقد الدولة لعدم حمايتها موقع التنقيب قبل أن يُدمَّر بشكل وحشي قبل سنوات على يد شخص قال إنه مالك المكان، ليصنع منه مقلعاً، بحسب غويديه يويديه.
وبعد سنوات من اكتشافها، تم في ألمانيا تحليل الأدوات الحجرية والرواسب من أنياما، بينها تلك التي عثر عليها عالم الآثار الإيفواري، وتولّت منظمات أوروبية تمويل جزء من البحث.