جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
قدمها الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي

ملتقى الذيد الرمضاني ينظم ندوة عن أثر القرآن بتعزيز الصحة النفسية

11 مارس 2025 / 9:22 AM
ملتقى الذيد الرمضاني ينظم ندوة عن أثر القرآن بتعزيز الصحة النفسية
download-img
في رسائل إيمانية عميقة تسهم في تعزيز الوعي بالعلل وكيفية علاجها في ضوء تعاليم الإسلام، نظّم ملتقى الذيد الرمضاني محاضرة قيّمة لفضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي بعنوان "أثر القرآن الكريم في تعزيز الصحة النفسية وعلاج الأمراض"، حضرها عدد كبير من الشخصيات المجتمعية وأعيان المنطقة، والجمهور.

الشارقة 24:

نظّم ملتقى الذيد الرمضاني محاضرة قيّمة لفضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي بعنوان "أثر القرآن الكريم في تعزيز الصحة النفسية وعلاج الأمراض"، وسط حضور كبير من الشخصيات المجتمعية وأعيان المنطقة.

وشهدت المحاضرة التي نظمها نادي الذيد الثقافي الرياضي في إطار فعالياته لملتقى الذيد الرمضاني من مساء أمس حضور الشيخ محمد بن معضد بن هويدن، والدكتور محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد، وراشد المحيان رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في المنطقة الوسطى، والدكتور علي سالم الطنيجي رئيس مجلس ضاحية البستان، وسالم محمد بن هويدن رئيس مجلس إدارة نادي الذيد، وسلطان مطر بن دلموك الكتبي رئيس مجلس إدارة في مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية والدكتور سالم زايد الطنيجي وسعيد بالليث الطنيجي إلى جانب عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين، منهم حميد عبدالله بالصدرية الخاطري نائب رئيس مجلس إدارة نادي الذيد، وعدد من أعضاء مجلس إدارة النادي والمدير التنفيذي، وأحمد السلمان من مجلس الشارقة الرياضي، بالإضافة إلى عدد من أعيان المنطقة الوسطى ولفيف من المدعوين.

القرآن الكريم وعلاقته بالصحة النفسية

استهل فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي محاضرته بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان واستخلفه في هذه الدنيا لحكمة عظيمة، فهو يعيش في دار ابتلاء واختبار، كما قال تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"، أي في معاناة ومكابدة، وهذا واقع يشمل الجميع دون استثناء، حتى الأنبياء لم يسلموا من منغّصات الدنيا وتقلباتها، كما جاء في قوله تعالى: "إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ"، فكل إنسان يكدح ويسعى، ويواجه التحديات والأزمات.

وبيّن الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي أن الحياة الدنيا ليست بدار خلود، وإنما دار اختبار وابتلاء، فقد قال الله سبحانه وتعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، مشيرًا إلى أن الابتلاءات تأتي في صور متعددة مثل الأمراض، فقدان الأحبة، الفقر والغنى، الصحة والمرض، مما يستوجب على المؤمن التحلي بالصبر والتوكل على الله.

طلب السعادة في الحياة

وأكد الشيخ الدكتور عزيز أن البشرية مجتمعة تسعى وراء السعادة والطمأنينة، لكن السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا بالرضا بقضاء الله واللجوء إليه في كل الأحوال، مستشهدًا بقصة حادثة الإفك التي تعرضت لها السيدة عائشة - رضي الله عنها، وكيف صبرت حتى جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى في قوله: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ"، مما يبرز أهمية الصبر والتوكل على الله في تجاوز المحن والأزمات النفسية.

وأشار إلى أن الإنسان يمر في حياته بتقلبات وأزمات نفسية، مثل الاكتئاب والحزن، إلا أن القرآن الكريم يقدم الحلول لكل من يعاني من ضيق نفسي أو أزمة، مؤكدًا أن اللجوء إلى الله بالدعاء والعبادة هو السبيل للخروج من الظلمات إلى النور، مستشهدًا بدعاء نبي الله يونس عليه السلام عندما نادى في الظلمات: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، ففرّج الله عنه كربه.

أهمية التوازن والاتزان النفسي

تطرق الشيخ الدكتور عزيز إلى أهمية تحقيق التوازن النفسي في حياة المسلم، وأهمية ضبط المشاعر والانفعالات حتى لا يكون الإنسان رهينة للأحداث والمتغيرات، مشددًا على أن المؤمن يجعل الدنيا في يده وليس في قلبه، فهو يعمل للآخرة، ويعلم أن هذه الدنيا زائلة، وأن الاستعداد للرحيل والموت حقٌ على كل إنسان، كما قال الله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ"

الصحة النفسية في ضوء القرآن الكريم

أكد الشيخ العنزي أن من أهم عوامل تعزيز الصحة النفسية هو الافتقار إلى الله، والشعور بالحاجة الدائمة إليه، والاتجاه إليه بالدعاء والاستغفار، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" .

كما أشار إلى أن القرآن الكريم وجّه الإنسان إلى استخدام عقله والتفكر في هذه الدنيا، وعدم الانغماس في الملذات دون وعي، لأن الدنيا ليست بدار خلود، فالناس إما أن يكونوا إخوة في الجنة أو شركاء في النار، حسب أعمالهم وسلوكياتهم في هذه الحياة.

في ختام المحاضرة، دعا الشيخ الحضور إلى التمسك بتعاليم القرآن الكريم في كل تفاصيل حياتهم، خاصة عند مواجهة الأزمات النفسية والابتلاءات، لما للقرآن من أثر في تهدئة النفوس، وتوجيه الإنسان نحو الطمأنينة الحقيقية.

كما أثنى الحضور على المحاضرة لما حملته من رسائل إيمانية عميقة تسهم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية في ضوء تعاليم الإسلام، مشيدين بأهمية هذه اللقاءات الدينية التي تضيء جوانب حياتهم، وترشدهم إلى التعامل مع مصاعب الحياة بإيمان ويقين.

March 11, 2025 / 9:22 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.