جار التحميل...
الشارقة 24:
سلطت مجلة "كتاب" في عددها الجديد "77"، الضوء على مسارات رحلة المخطوطات العربية الأندلسية في إسبانيا بين الحبر والنار، إذ تعرّض جزء منها إلى حرائق محاكم التفتيش وغيرها من الحوادث، وتلف جزء آخر نتيجة الحرب، وضاع جزء في عمليات سرقة.
ويُقدّر عدد المخطوطات العربية في إسبانيا بنحو 4500 مخطوطة، في مكتبات حكومية وأهلية، وكانت سلسلة من الحرائق أتت على عدد كبير من محتويات مكتبة الإسكوريال، وخاصة الحريق الذي وقع في السنة الميلادية 1671، ودمّر نحو 2500 مخطوطة عربية.
ونشرت المجلة، التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، في عدد مارس الجاري، موضوعات تتعلق بالكتابة والنشر والقراءة، من بينها حوار مع الروائية والشاعرة والمترجمة الجنوب إفريقية سينديوي ماغونا، التي أوضحت في الحوار، أن مأساة فلسطين، بالنسبة لي، هي انعكاسٌ محزن لغياب القيم الإنسانية التي يجب أن تستند إلى الحق والعدالة والمحبة، وهي انعكاس أيضاً لجشع قوى الاستعمار، ولعدم تحمّلنا مسؤوليتنا جميعاً.
وعن واقع الأدب في بلادها، ذكرت ماغونا، أنّ هيمنة الكُتّاب البيض على المشهد الأدبي في جنوب إفريقيا أمر محزن، مضيفة أنّ الاستعمار طبع الشعور بالدونيّة في العقل الإفريقي.
وفي افتتاحية العدد الجديد من المجلة، كتب الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير المجلة، سعادة أحمد بن ركاض العامري مقالاً بعنوان "وتيرة القراءة في رمضان"، أكد فيه أنّ الحياة جديرة بالعيش، والكتاب جدير بالقراءة، وأضاف أنّ القراءة تتطلّبُ وصول الكتاب إلى القارئ أينما كان، وتتطلب وجود مكتبات، وتتطلب رؤية تقوم على تعمير الوعي، وهذا ما يقوم عليه مشروع الشارقة الثقافي التنويري، الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يقدّم كلّ الدعم والرعاية والاهتمام لهذا المشروع الذي يواصل إشعاعه منذ خمسة عقود، وتابع يقوم المشروع الثقافي على رؤية سموه في تعمير القلوب بالمحبة، وتعمير العقول بالمعرفة، وتعمير البيوت بالقيم السامية.
وتحدث العامري، عن البنى الثقافية التي تعزّز القراءة، لذلك كان الكتاب في عاصمة الكتاب، وكان معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، وبيت الحكمة في عاصمة الحكمة، والذي صار منارة معرفية بفضل توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي تراه امتداداً لبيت الحكمة البغدادي، يواصل دور الأجداد في نشر المعرفة بكل فروعها وجمالياتها.
وتابع أحمد العامري، الآن، ونحن في الشهر الفضيل، يزداد فائض الوقت أكثر بين أيدينا، مما يوفّر فرصة ثمينة لاستثمارها في القراءة، وعلينا أن نتذكّر دائماً أننا أُمّة قام نبوغها على منهج القراءة والتفكّر والتأمّل، وأنّ الأمر الإلهي "اقرأ" جاء دليلاً جليّاً لنا على معنى القراءة وأهميتها وجوهرها في سيرة الإنسان، ولم يقتصر هذا الأمر على علوم بعينها، فهو يشمل كلّ حقول المعارف الدينية والدنيوية.