الشارقة 24 - وام:
تشارك دولة الإمارات في معرض البحرين الدولي للحدائق 2025، لتسليط الضوء على أحدث التقنيات والممارسات المستدامة المستخدمة في الزراعة الحديثة، واستعراض مجموعة من أهم المبادرات والمشاريع التي تدعم الاستدامة البيئية والأمن الغذائي، وتبادل الخبرات والرؤى مع مختلف الدول والجهات المشاركة في هذا المجال.
ويقام المعرض تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين الشقيقة، خلال الفترة من 20 إلى 23 فبراير في مركز البحرين العالمي للمعارض.
وترأس الوفد المشارك سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، وضم عدداً من قيادات وممثلي الوزارة ودائرة البلديات والنقل في أبوظبي، وهيئة البيئة في أبوظبي، ودائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة.
وتهدف مشاركة الإمارات إلى إبراز المبادرات والمشاريع الوطنية التي تدعم الاستدامة البيئية والزراعية واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة الذكية مناخياً؛ التي تعتمد على تكنولوجيا متطورة تتناسب مع الظروف المناخية الصعبة في المنطقة.
وقال سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، إن أهمية المشاركة في معرض البحرين الدولي للحدائق تأتي لتعزيز تبادل الخبرات الإقليمية والدولية في مجال الزراعة المستدامة، مشيراً إلى أن التحولات المناخية والتحديات البيئية العالمية تتطلب إعادة النظر في طرق الإنتاج الزراعي التقليدية، والاعتماد على الابتكار في تطوير أنظمة زراعية ذكية ترفع من كفاءة الموارد الطبيعية، وتقلل من الهدر.
وأضاف أن الإمارات تزخر بالعديد من المزارع الحديثة والعمودية والمائية التي تنتج آلاف الأطنان من الخضروات والفواكه عالة الجودة باستخدام أنظمة ري متطورة لضمان الاستخدام الأمثل للمياه، مما يقلل من الهدر، ويحافظ على الموارد المائية الثمينة، مؤكداً السعي من خلال المبادرات والسياسات والشراكات المتميزة إلى التشجيع على إقامة المزيد من تلك المزارع التي تمثل مستقبل الزراعة والأمن الغذائي في الدولة.
وأشار إلى أن توظيف أحدث وأفضل الممارسات الزراعية الحديثة في القطاع الزراعي يسهم في تحسين استخدام الموارد مثل المياه والتربة، وفي الوقت ذاته، فإن تطبيق هذه الحلول يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع التغيرات المناخية.
وشهدت منصة دولة الإمارات في معرض البحرين الدولي للحدائق 2025، زيارة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بمملكة البحرين، رافقها خلالها سعادة محمد سعيد النعيمي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، حيث قدم شرحاً عن أبرز المشاريع والمبادرات الزراعية وجهود تعزيز البيئة المستدامة في الإمارات المقدمة من مختلف الجهات المعنية، بالإضافة إلى جهود الدولة في تعزيز الأمن الغذائي المستدام عن طريق تمكين الزراعة الحديثة وسبل زيادة الإنتاج الغذائي القائم على الابتكار.
ومن خلال مشاركتها، تستعرض وزارة التغير المناخي والبيئة عدداً من المبادرات الوطنية الرائدة، مثل البرنامج الوطني "ازرع الإمارات"، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، والمشروع الوطني لعزل الكربون، إلى جانب الدليل التوجيهي لإعادة تأهيل وتنمية أشجار القرم في دولة الإمارات، وخارطة مواقع أشجار القرم باستخدام نظم المعلومات الجغرافية "GIS".
كما سيتم تقديم السلسلة القصصية للأطفال حول أشجار القرم، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الناشئة.
واستعرضت الوزارة كذلك مبادرة "تحالف القرم من أجل المناخ" التي أطلقتها دولة الإمارات بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا بهدف التوسع عالمياً في نشر غابات القرم.
ويضم التحالف حالياً 45 دولة من كافة أنحاء العالم تتعهد بنشر حلول زراعة القرم كونها أحد أهم الحلول القائمة على الطبيعة في مواجهة التغيرات المناخية، وذلك لأنها تعمل كخزانات طبيعية للكربون، بجانب دورها في حماية البيئات الساحلية، وتتعهد الإمارات بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.
وإلى جانب وزارة التغير المناخي والبيئة، يشارك في المعرض عدد من الجهات الوطنية البارزة، التي تستعرض مشاريع نوعية تدعم الاستدامة البيئية والزراعية، حيث تقدم دائرة البلديات والنقل – أبوظبي خلال المعرض مشروع "الحدائق الذكية"، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحسين تجربة الزوار في الحدائق العامة، ويشمل المشروع أنظمة إضاءة ذكية، ومسارات تفاعلية، وتحليل بيانات الزوار لتحسين تصميم الحدائق، بالإضافة إلى تقنيات المراقبة الذكية لتعزيز الأمان.
وتعرض هيئة البيئة في أبوظبي، استخدام النباتات المحلية في تنسيق الحدائق وصون التنوع البيولوجي، حيث تسلط الضوء على أهمية النباتات الصحراوية في تعزيز الاستدامة البيئية وتقليل استهلاك المياه في المشروعات الزراعية، فيما تقدم دائرة الزراعة والثروة الحيوانية – الشارقة مجموعة من المشاريع الريادية في قطاع الأمن الغذائي، ومنها، "مزرعة مليحة للألبان"، التي تهدف إلى تعزيز إنتاج الحليب الطازج باستخدام سلالات أبقار ذات جودة عالية، ومشروع "مناحل العسل"، الذي يدعم إنتاج العسل العضوي، ويسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي، كما تستعرض الدائرة إمكانات "مزرعة القمح بمليحة"، التي تعتمد على الاقتصاد الدائري والتقنيات الزراعية الحديثة لزيادة الإنتاج وتقليل استهلاك المياه.