جار التحميل...
الشارقة 24:
انطلقت الخميس الماضي، الموافق 13 فبراير 2025، النسخة الثانية من البطولة المدرسية للجودو، بتنظيم مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص.
استضاف مركز الشارقة الأولمبي لرياضة المرأة منافسات حماسية شهدت مواجهات قوية بين الطالبات، عكست روح التحدي والانضباط، وأظهرت تنامي الاهتمام بهذه الرياضة الأولمبية في البيئة المدرسية.
شهدت البطولة مشاركة 15 مدرسة وأكثر من 153 طالبة، حيث لعب الموقع الاستراتيجي لمركز الشارقة الأولمبي لرياضة المرأة دوراً محورياً في استقطاب هذا العدد الكبير من المدارس، سواء الحكومية أو الخاصة.
أتاحت هذه الفعالية فرصة مثالية للتعرف على النظم المختلفة التي تتبعها المدارس في إدارة برامجها الرياضية، وهو ما انعكس بشكل واضح على تفاوت نتائج القياسات البدنية بين المدارس المشاركة.
أكدت حنان المحمود، نائب رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، أهمية هذه البطولة في تقييم الكفاءات واكتشاف القدرات ثم توجيهها لمختلف الألعاب، ونشر الرياضة بزيادة عدد الممارسين وتحسين جودة الحياة، قائلةً: "شهدنا تجربة رياضية متكاملة، حيث أتيحت للطالبات فرصة خوض منافسات الجودو وفق معايير مدروسة، كما خضعت جميع اللاعبات لاختبارات بدنية دقيقة".
وأضافت: "ما لمسناه اليوم لم يكن فقط تنافساً رياضياً، بل كان كشفاً واضحاً عن تعطش المجتمع للرياضة، حيث رأينا اندماجاً سريعاً من الفتيات في اللعبة، رغم أنها قد تكون تجربة جديدة بالنسبة لهن. هذا دليل على أن الرياضة جزء أساسي من بناء الشخصية، فهي لا تعزز القدرات الجسدية فقط، بل تُرسّخ قيم التحدي والمثابرة وعدم الاستسلام، وهي مهارات حياتية نحرص على غرسها منذ الصغر".
خاضت الطالبات المنافسات ضمن فئات وزنية وعمرية مختلفة، حيث شملت البطولة مباريات الجودو، بالإضافة إلى إجراء اختبارات بدنية وقياسات أنثروبومترية، تحت إشراف اللجنة العلمية والطبية.
وقد كشفت هذه الاختبارات عن مستويات لياقة بدنية متفاوتة، بالإمكان استثمارها وتطويرها في رياضات تناسب كل منها، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالرياضة في المدارس، وفاعلية البرامج التدريبية التي يتم تطبيقها.
من جانبها، أكدت موزة الشامسي، مدير مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، أهمية إدخال الرياضة المدرسية في حياة الطالبات، قائلةً: "جربت الطالبات الجودو للمرة الأولى، وهكذا يكتشف الإنسان شغفه تجاه أي نوع من الرياضات، من خلال تجربتها في بيئتها الفعلية. اليوم، فوق بساط الجودو، كانت لحظتهن الأولى مع هذه الرياضة، ومن خلال هذه التجربة، يبدأ الإنسان في ملاحظة ميوله وشغفه برياضة معينة".
وأضافت مدير مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة: "نحن لا نستهدف فقط تطوير المهارات البدنية، بل نريد أن نثير المشاعر الرياضية لدى الطالبات، ونخلق لديهن الرغبة في خوض هذه التجارب باستمرار. ما لمسناه اليوم كان شغفًا كبيرًا بالرياضة بشكل عام، وليس فقط الجودو. هذه المشاعر هي الأساس الذي يدفع الإنسان إلى تبني الرياضة كأسلوب حياة. ولذلك، عندما نُدخل الرياضة إلى حياة الأفراد منذ عمر صغير، فإننا نساهم في بناء مجتمع أكثر صحة وتوازناً".
وأكدت أيضاً أهمية الدور الذي تلعبه المدارس في تحقيق هذا الهدف، قائلةً:
"هذه البطولة لم تكن لتنجح لولا دعم المدارس، فبدون تعاونها، لا يمكننا تحقيق مثل هذه الأحداث الرياضية المدرسية. لقد كان تعاونهم جوهريًا وأساسيًا في نجاح البطولة، وهو ما يعكس الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة الرياضة بين الأجيال الجديدة".
بدورها، أوضحت اليازية السويدي، رئيس شعبة الإعداد والمتابعة الفنية في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، أن البطولة المدرسية للجودو تعد خطوة إضافية نحو تحقيق أهداف مبادرة "المدارس التخصصية في إمارة الشارقة"، التي تساهم في استكمال منظومة رياضة المرأة وتعزيز حضور الفتيات في مختلف الرياضات.
وقالت: "هذه البطولة هي الثامنة ضمن سلسلة البطولات المدرسية التي تدعم مبادرات القسم في تحقيق أهداف تضمن استكمال منظومة رياضة المرأة، من خلال هذه المبادرات، نجحنا في تأسيس قاعدة بيانات متكاملة لقياسات وقدرات أكثر من 5 آلاف طالبة، مما يوفر لنا بيانات دقيقة تسهم في دعم تطوير البرامج الرياضية وتعزيز جودة التدريب وفق أسس علمية. كل ذلك لم يكن ليتحقق دون جهود شركائنا من الجهات التعليمية، الذين لعبوا دورًا أساسيًا في دعم هذه المبادرات وتعزيز ثقافة الرياضة بين الأجيال الجديدة".
أسفرت البطولة عن نتائج مشرفة، حيث حققت المدرسة الخليجية الأميركية المركز الأول في منافسات الجودو، تلتها مدرسة الزهور في المركز الثاني، بينما جاءت مدرسة القلعة في المركز الثالث.
أما في الاختبارات البدنية، فقد تفوقت مدرسة الرسالة العلمية الدولية بحصولها على المركز الأول، تلاها مجمع زايد التعليمي (الرحمانية).
اختُتمت البطولة بتتويج الفائزات بالمراكز الأولى في منافسات الجودو، إضافةً إلى تكريم الطالبات المتميزات في الاختبارات البدنية، كما تم تكريم المدارس المشاركة تقديراً لجهودها في دعم الرياضة المدرسية.