جار التحميل...
الشارقة 24:
في الوقت الذي تحتفي فيه مكتبات الشارقة العامة بمئويتها هذا العام، فإنها تقدم للمؤسسات المعرفية والبحثية في المنطقة والعالم نموذجاً يُحتذى في عالم المكتبات وإدارة توسيع مصادر المعرفة.
فاليوم، تمتلك المكتبات إرثاً فريداً يتجسد في أكثر من 791,328 مصدراً معرفياً متنوعاً، تشمل كتباً، مخطوطات نادرة، مواد صوتية وبصرية، أشرطة، فيديوهات، وكتب برايل، مما يجعلها إحدى أبرز المراكز الثقافية في المنطقة.
وفي عصر التحول الرقمي، أصبحت مكتبات الشارقة منصة شاملة للمصادر الإلكترونية، حيث تتيح لزوارها الوصول إلى أكثر من 15 مليون مورد إلكتروني، تتضمن كتباً إلكترونية وصوتية، مقالات، مجلات، أطروحات جامعية، وخرائط، بأكثر من 10 لغات.
إلى جانب ذلك، يعكس وجود مواد بـ 40 لغة أجنبية، بالإضافة إلى الإنجليزية والعربية، التزام المكتبات بخدمة مجتمع متنوع يضم ما يزيد على 117 جنسية.
وتولي مكتبة الشارقة العامة اهتماماً بالغاً بالمخطوطات والكتب النادرة، حيث خصصت قسماً يضم 3,102 مصنَّف، منها 912 من أقدم الكتب والمخطوطات المكتوبة بـ 5 لغات: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والألمانية.
ومن أبرز هذه المقتنيات نسخة من المصحف الشريف المنسوب إلى الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، والتي تطابق النسخة المحفوظة في متحف "طوب قابي سراي" في تركيا.
كما أطلقت المكتبة قاعدة بيانات متكاملة تضم المخطوطات، والكتب، والوثائق، والخرائط التاريخية النادرة، مما يتيح للباحثين الوصول إلى هذه الكنوز المعرفية من أي مكان وكل زمان.
ويمثل مرور 100 عام على تأسيس مكتبات الشارقة العامة منعطفاً تاريخياً يؤكد التزام الإمارة بتطوير خدماتها الثقافية والمعرفية للجميع. وفي هذا الإطار، تم إنشاء قاعة مخصصة للمكفوفين مزودة بكتب برايل وكتب إلكترونية وأجهزة مساعدة، ما يمثل نقلة نوعية في خدمة هذه الفئة، ويوفر لهم فرصاً متساوية للتعلم والقراءة. كما تم تطوير مستودع مكتبات الشارقة الرقمي ونظام الإعارة الإلكترونية، مما يضمن الحفاظ على الكتب النادرة والمواد السمعية والبصرية وتوفيرها للأجيال القادمة.
وتواكب مكتبات الشارقة التطور التكنولوجي السريع من خلال تسهيل الإعارة الإلكترونية والقراءة والبث الإلكتروني للمحتوى السمعي والبصري، مما يتيح للجمهور الوصول إلى الموارد من أي مكان وفي أي وقت.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحويل جميع الخدمات إلى إلكترونية، بما في ذلك تسجيل العضوية والدفع والاستعارة والحجز والتجديد وإرجاع الكتب، مما يوفر تجربة مستخدم سلسة وفعالة.
كما تم تقديم خدمات على مدار الساعة، مثل خدمة إرجاع الكتب من خلال السيارة، والخزائن الذكية للاستعارة، لتلبية احتياجات المستخدمين المتنوعة.
تؤكد مكتبات الشارقة العامة من خلال هذه الخدمات المتطورة على دورها المحوري في بناء مجتمع المعرفة، وتسعى إلى أن تكون نموذجاً يحتذى به في مجال المكتبات العامة على مستوى المنطقة والعالم.
ومع مرور 100 عام على تأسيسها، تواصل المكتبات تحقيق رؤيتها في توفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، وتلبية احتياجات المتعلمين من جميع الفئات والأعمار، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر معرفة واطلاعاً.