المستغانمي: حرص حاكم الشارقة كان الأساس لإنجاز المعجم التاريخي

الشارقة 24:

تواصل مدينة الشارقة للإعلام "شمس" التعريف بإنجازات إمارة الشارقة بمختلف القطاعات، انطلاقاً من دورها الرائد في تعزيز قطاع الإعلام في مختلف المجالات، وقدمت عدة مقابلات مع مسؤولين وخبراء وشخصيات بارزة بهدف تعزيز التواصل في المجال الإعلامي عبر المدونة الصوتية "حديث شمس" البودكاست التفاعلي، وسلطت خلالها الضوء على أبرز التحديات الإعلامية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، واستعرضت في حلقات البرنامج المبادرات والمشروعات الرائدة والنجاحات التي حققتها إمارة الشارقة.

سبل تشجيع الشباب على دراسة اللغة العربية

واستضافت المدونة الصوتية البودكاست "حديث شمس" الدكتور محمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة، وتناولت الجلسة الحوارية عدداً من المحاور منها اللغة العربية والتحديات التي تواجهه، وكذلك المعجم التاريخي للغة العربية، ودور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إنجاز هذا المشروع المهم، وسبل تشجيع الشباب لدراسة اللغة العربية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي.

المعجم التاريخي للغة العربية خزان لغوي عظيم

وأكد الدكتور محمد صافي المستغانمي أن المعجم التاريخي للغة العربية خزان لغوي عظيم، وهو الجمع الثاني للغة العربية، حيث إن اللغة العربية قد جمعت في عهد سيبويه والأصمعي، والذين جمعوا اللغة في القرن الأول والثاني الهجري، وهذا المعجم التاريخي هو الجمع الثاني لألفاظ اللغة  العربية، ولقد وفق الله سبحانه وتعالى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لهذا العمل الجليل، ودوره كان الإشراف الفعلي، وكان الهادي والمفكر لنا، الذي وضع متابعة كل الأمور بكفة، وإنجاز المعجم التاريخي في كفة ثانية، وأقول للتاريخ : كان صاحب السمو يسأل صباح ومساء، ويتابع المجلد تلو الآخر، وكان يذلل كل العوائق أمام إنجاز هذا العمل العظيم، إن المعجم التاريخي هو فتح مبين في الصناعة المعجمية، وشاء الله تعالى أن يشرق من الشارقة، رغم جهود مجمع القاهرة والأردن وتونس والجزائر وموريتانيا، ولكن خبأ الله تعالى للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هذا الفضل، هذا الرجل "الثَقِفُ" والمؤرخ والعالم، وخلال عملية إعداد المعجم،  اشترك معنا أكثر من 780 عاملاً؛ منهم حوالي 500 لغوي وأكثر من 200 في الطباعة وغيرها من جهود، والحمد لله بعد 7 سنوات من العمل الدؤوب المستمر وصلنا إلى إنتاج هذا المشروع.

وأضاف الدكتور المستغانمي يجب أن نوجه الشباب لدراسة المصطلحات والمتلازمات اللغوية والتعبيرات الفصيحة، إن اللغة ليست ألفاظاً فقط وإنما جُمل، ويجب أن لا نكتفي بتعليم الألفاظ ولكن نعلمها في سياقها التاريخي والشعري والقرآني، هنا تجد المعجم التاريخي وهو الخزان الفياض في اللغة العربية، وأدعو الشباب إلى العودة للمعجم وقراءته، وللذين تستهويهم الأجهزة الذكية والهواتف النقالة، يوجد الآن تطبيق المعجم التاريخي والحمد لله، ويمكن تحميله على كل هاتف وجهاز ذكي، وتستطيع في بيتك أن تدرس وتقرأ آلاف الأبيات الشعرية والآيات القرآنية وتفهم المعنى والسياق الذي وردت فيه الجمل والكلمات.

وأكد المستغانمي أنهم واجهوا تحديات كبيرة في بداية مشروع المعجم التاريخي، وذلك لأنه ولأول مرة نبدأ بإعداد معجم تاريخي عجز العرب عنه منذ 80 سنة، رغم الجهود التي بذلت في الكثير من الجهات، ولكننا استطعنا بتوفيق من الله أن نتخطى كل المعوقات، بفضل متابعة وجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حين كنت أبلغ الإخوة في مصر والأردن والجزائر والسعودية وغيرها من دول، أن صاحب السمو حاكم الشارقة وراء هذا المشروع، وكانوا يقولون: لبيك، والخلاصة: عندما اجتمع العرب فعلوا العجب.

وأشار إلى أنهم بدأوا العمل مع شركة كبيرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي وأطلقنا "المعجم جي بي تي"، حتى لا نغفل عن الشباب، الآن مشروعنا نهديه للأمة العربية ولكل محب للغة العربية، وهو يوفر إمكانية البحث في المعجم التاريخي في 127 مجلداً، ويوفر معلومات صحيحة ودقيقة، ويقوم نظام "جي بي تي" للمعجم التاريخي المعتمد على الذكاء الاصطناعي بقراءة المعلومات للذين لا يتكلمون اللغة العربية، أو يجدون صعوبة في ذلك.

وقال المستغانمي إنه منذ صباي الأول في قرية صغيرة بمحافظة مستغانم بالجزائر، قذف الله في قلبي حب القرآن الكريم والشعر، واستهوتني لغة القرآن الكريم، وهو ما جعلني أجد لذة في تلاوة القرآن الكريم وكذلك الشعر العربي، والذي يحبب الإنسان باللغة العربية، إن الشعراء العرب سواء قبل الإسلام أو في العصر الإسلامي، كان لهم تأثير علي، ومن شعراء الجاهلية كنت أحب عنترة بن شداد العبسي، وكنا نقرأ معلقة عنترة وامرئ القيس في سنوات المدرسة، ولكن في الجامعة أحببت المتنبي بشكل لا يوصف، وكنت بين جناحين الأول القرآن الكريم والثاني للمتنبي الذي عشقت قصائده التي بقيت مسجلة في جبهة التاريخ، إن الجيل الحالي تحيط بهم عواصف العصر الحديث والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتغريب، نحن لا نلومهم وإنما نحتاج أن نمد أيدينا اليهم، ويجب أن نأخذهم للغة العربية الجميلة، ونحبب  اللغة التي ستقودهم إلى هذه الفضاءات، وهي فضاء القرآن الكريم والشعراء والروائيين الكبار.