جار التحميل...
الشارقة 24:
أشاد وفد من الأكاديميّين الأوروبيّين المهتمّين باللّغة العربيّة بالجهود التي يقودها مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة في الحفاظ على لغة الضّاد، وتيسير السّبل لتعليم غير الناطقين بها، مؤكّدين أنّ "المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة" الذي صدر من الشّارقة برعاية ودعم صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يمثّل إنجازًا غير مسبوق في جهود حماية العربيّة وتوفير مصدر شامل ومتكامل لتاريخ مفرداتها وعلومها ومعارفها.
جاء ذلك خلال زيارة الوفد لمقرّ "مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة"، استقبلهم خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربية بالشّارقة، وعدد من أعضاء الهيئتين العلميّة والإداريّة في المجمع، حيث بحث المجمع مع أعضاء الوفد الخطّة العلميّة لمحاور الدّورة المقبلة والثّالثة من "مؤتمر الدّراسات العربيّة في أوروبّا" الذي ينظّمه المجمع سنويًّا في "دارة الدّكتور سلطان القاسمي".
وضمّ الوفد أكاديميّين من جامعات إيطاليّة وإسبانيّة وصربيّة، إذ أتاح المجمع لأعضاء الوفد فرصة المشاركة العلميّة في المؤتمر الدّوليّ في اللّغة العربيّة وآدابها الذي نظّمته الجامعة القاسميّة بالتعاون مع المجمع بعنوان: "تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها (المنهج والخصوصيّة)"، وذلك في إطار جهود المجمع لمدّ جسور التّواصل وتعزيز فرص التّعاون والعمل المشترك مع الجامعات الأوروبيّة التي تعنى بدراسة وتدريس اللّغة العربية في جامعاتها وكلّيّاتها.
واستعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي -خلال الزّيارة- رؤية صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه إنجاز المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة، وقدّم شرحًا حول المنهج المتّبع وحجم الجهود التي بذلت لإتمامه، مشيرًا إلى أنّ المجمع يفتح أبوابه أمام كلّ المعنيّين بدراسة وتعلّم العربيّة من مختلف المؤسّسات والهيئات الأكاديميّة في العالم.
وقال المستغانمي: "إنّ اهتمام الأكاديميّين في كبرى الجامعات العربيّة والأجنبيّة بالمعجم التّاريخي للّغة العربيّة يؤكّد حجم الإضافة التي قدّمها المعجم لتاريخ العربية وراهنها، وفي الوقت نفسه يحمل مجمع اللّغة العربية بالشارقة مسؤوليّات جديدة تجاه توسيع نطاق جهوده، وتوفير كافّة السّبل الممكنة لتيسير خيارات تعلّم العربيّة والبحث في علومها للنّاطقين بها وغير النّاطقين بها على حد سواء".
ومن جانبه، عبّر أعضاء الوفد الزّائر عن سعادتهم بزيارة الشّارقة والمشاركة في فعاليّاتها العلميّة، وتوجّهوا بالشّكر إلى صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على جهوده في خدمة الثّقافة العربيّة، ومساندته للأعمال العلميّة الرّائدة والرّصينة التي تخدم لغة الضّاد، خاصّة جهوده سموّه في دعم المراكز اللّغويّة وأقسام اللّغة العربيّة في الجامعات الأوروبيّة.
وفي هذا السياق قال الأستاذ الدكتور جوليانو ميون، أستاذ كرسي اللّغة العربيّة بجامعة كالياري في إيطاليا: "أتاحت لي زيارة الشّارقة الفرصة للمشاركة في المؤتمر العلميّ الدّوليّ الذي يهتمّ بتعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها، وشاركت بورقة بحثيّة، وأسعدني اكتمال المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة، فقد اطّلعت على مجلّدات المعجم المطبوعة، وأنا الآن أجري دراسة حول (مفهوم الدّهر في اللّغة العربيّة وفي الأدب العربيّ)، وقد بحثت في طيّات المعجم عن لفظ الدّهر ومعانيه، ووجدت معاني ودلالات كثيرة ستفيدني كثيرًا في دراستي".
من جانب آخر قالت الدكتورة لورا غاغو غوميث، المتخصّصة في الدّراسات العربيّة وآدابها، والمحاضرة بجامعة ساملانكا، في إسبانيا: "حضرت إلى الشّارقة بدعوة من مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة للمشاركة في المؤتمر العلميّ حول اللّغة العربيّة وتعليمها للنّاطقين بغيرها، وقد أعددت ورقة بحثيّة بعنوان: مناهج اللّغة العربيّة للناطقين باللّغة الإسبانيّة في القرن العشرين".
وفي حديثها عن أهمّيّة المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة قالت غوميث: "المعجم التّاريخيّ إنجاز كبير، وأنا الآن أنصح طلابي في الدّراسات العليا بضرورة الرّجوع إلى المعجم التّاريخيّ ودراسة محتواه العلميّ، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك مناقشة رسالة دكتوراه أنجزت حول المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة".
بدورها، عبّرت الدكتورة دراغانا جورجيفيتش، أستاذة اللّغة العربيّة في قسم الاستشراق بجامعة بلغراد في صربيا عن سعادتها بزيارة الشارقة، ومشاركتها في المؤتمر بقولها: "هذه المرّة الثّانية التي أزور فيها الشّارقة ومجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، وشاركت في الجلسة الحواريّة الافتتاحيّة وتناولت طرق تدريس اللّغة العربيّة في جامعة بلغراد، وقد سعدت كثيرًا بزيارة المجمع وخاصّة المكتبة، فالمكتبة مكاني المفضل في حياتي، وأشعر هنا كأنّي في بيتي، وأقدّر جدًّا ما تفعلونه من أجل اللّغة العربيّة، ومن أجلنا نحن الذين ندرّس بها لغير النّاطقين".
وأشاد الوفد بالجهود التي يبذلها المجمع للحفاظ على اللّغة العربيّة وتمكين غير النّاطقين بها ونشرها.