الشارقة 24 - رويترز:
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الأربعاء، إن الرئيس إيمانويل ماكرون وأعضاء رئيسيين في الحكومة سيجتمعون في الأيام المقبلة لتحديد طريقة للرد على ما تعتبره باريس عداء متزايداً من الجزائر.
وظلت العلاقات بين باريس والجزائر معقدة على مدى عشرات السنين، لكن الوضع تفاقم منذ يوليو الماضي، حين أغضب ماكرون الجزائر بالاعتراف بخطة للحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية.
ولم تنقطع العلاقات الدبلوماسية، لكن مسؤولين فرنسيين قالوا إن الجزائر تتبنى سياسة تستهدف محو الوجود الاقتصادي الفرنسي من البلاد، حيث انخفض التبادل التجاري بنحو 30% منذ الصيف.
وقال مسؤولون فرنسيون إن لسوء العلاقات تأثيرات كبيرة في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرين إلى حجم التجارة الهائل، إلى حقيقة أن حوالي 10% من سكان فرنسا البالغ عددهم 68 مليون نسمة لديهم روابط مع الجزائر.
وقال جان نويل بارو أمام المشرعين "العلاقة بين فرنسا والجزائر ليست علاقة ثنائية كأي علاقة أخرى، بل هي علاقة وثيقة للغاية"، متهماً الجزائر باتخاذ "موقف عدائي".
وعرض بارو الذهاب إلى الجزائر لمناقشة الأزمة.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إنه في نوفمبر الماضي، اقترحت جمعية البنوك الجزائرية إصدار أمر تنفيذي لإنهاء المعاملات المصرفية من وإلى فرنسا، في تحد شفهي، رغم أنها لم تمض قدماً في ذلك نظراً لطبيعة العلاقات التجارية الواسعة بين البلدين.
ويقول دبلوماسيون وتجار إن الشركات الفرنسية لم تعد تؤخذ في الاعتبار في المناقصات الخاصة باستيراد الجزائر للقمح الذي كانت فرنسا مصدراً رئيسياً له.
وإلى جانب الأعمال التجارية، اتهم ماكرون الجزائر بأنها "تهين نفسها" باحتجازها التعسفي للمؤلف الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي تدهورت صحته في الأسابيع القليلة الماضية.
ومع تعرض حكومة ماكرون لضغوط لتشديد سياسات الهجرة، اندلع خلاف دبلوماسي أيضا الأسبوع الماضي بعد اعتقال عدد من المؤثرين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا واتهامهم بالتحريض على العنف.
وتم ترحيل أحدهم إلى الجزائر لكن السلطات أعادته إلى باريس استناداً إلى إجراءات قانونية. وأثار ذلك غضب الأحزاب اليمينية في فرنسا، واتهم وزير الداخلية برونو ريتيلو الجزائر بمحاولة إذلال القوة الاستعمارية السابقة.
وقال بارو "هذا انتهاك للسياقات التي تحكم علاقتنا وسابقة نعتبرها خطيرة"، مضيفاً أن هذا علاوة على اعتقال صنصال دفع باريس إلى السعي لتحديد طريقة للرد.
ونفت وزارة الخارجية الجزائرية يوم السبت، سعيها للتصعيد مع فرنسا، وقالت إن اليمين المتطرف في فرنسا يشن حملة تضليل إعلامي ضد الجزائر.